16

5K 251 2
                                    


-يا ابني اهدى مش كدا
باسل بغضب جامح: أهدى إزاي يا رامي فهمني! ... أنا وقعت في مصيبة دلوقتي
رامي: يعني عصبيتك دي هي اللي هتحلها ؟
باسل: برودك دا يا أخي نفسي أعرف جايبه منين
رامي بجدية مصطنعة: على ما أذكر جيبته من سوق الجمعة يوم التلات بليل بعد الضهر
باسل وقد فقد أعصابه: إيه يا ابني اللي أنت فيه دا ... هو مش فلوسك معايا في كل اللي أنا فيه دا ولا أنا بيتهيألي ؟! ... مش خايف على فلوسك بردو ؟
نهض رامي ووقف أمامه وقال بجدية: خايف يا باسل ... بس لو عملت اللي أنت عامله في نفسك دا مافيش حاجه هتتغير
أجابه ساخراً: يعني البرود هو اللي هيغير ؟
-لا بس عالأقل هيبقى فيا أعصاب للتفكير
-طب يا أبو أعصاب وصلت لحاجه؟
رامي: هو أنت سايبني أفكر ... ما أنت شغل شخط وزعيق وبس
-في إيه يا ولاد؟ ... صوتكوا جايب أخر الفيلا !
إلتفتا إلى باب المكتب حيث يقف والد باسل ، رامي مبتسماً: أهلاً يا عمي ... جيت في وقتك ... ورايا معاد مهم بس ما كنتش عارف أسيب باسل لوحده في الحاله دي
باسل ساخراً: لا والله فيك الخير
تجاهله كلاهما ، قال الأب: روح يا ابني شوف اللي وراك ما تعطلش نفسك
رامي منصرفاً: طب عن إذنكوا ... تصبحوا على خير
جلس الأب مراد قائلاً بحزم: احكي
تنهد باسل جالساً: المناقصة اللي كنت حاطط أملي عليها خسرتها
-مين أخدها ؟
-ديما
مراد مستغرباً: هي رجعت ؟
أجابه ساخراً: هي ما سافرتش أصلاً ، كل الوقت دا وهي هنا عايشه مع السكرتيرة بتاعتها في شقة صغيرة
حدق به مراد بقوة: دا أنت متابع أخبرها بقى
باسل متوتراً: مش المفروض أعرف كل حاجه عن عدوي ؟
-عدوك؟ ... هي ديما بقت عدوة ؟
-أه ... لما أخدت مني المناقصة وبقت عايزة تدمرني تبقى عدوة!
سأله مراد برزانه: هي دي أول مناقصة تدخلوها قصاد بعض ؟
-لا
-كسبتك في مناقصات قبل كدا ؟
-يعني ساعات كام مرة هي وكام مرة أنا
-طب إشمعنه المرة دي اللي قولت عدوة ؟ ... ولا كل اللي يدخل قدامك في منافسه يبقى عدو ؟
تنهد باسل: لا طبعاً يا بابا ، دا شغل
-أومال إيه اللي جد ؟
-اللي جد إنه المناقصة دي كان فيها نجاتي ونجات شغلي ... الفلوس اللي كانت هتطلعلي منها كانت هتسندني بعد ما حطيت كل اللي حلتي في المنتجع
-بصراحة ... عرضك كان أحسن ولا عرضها؟
أطرق قليلاً قبل أن يجيب هامساً: عرضها ... بس ....
قاطعه مراد: وهي اللي كانت قالتلك تدخل بكل فلوسك في مشروع المنتجع ؟
-لا
-يبقى عدوتك إزاي؟ ... هي ذنبها إيه ؟ ... يا ابني ديما دي تربية شهاب ومامتها جميلة كانت زي البلسم مش ممكن يكون تفكيرها كدا ولا تقدر تأذي حد مهما عمل فيها ، دا غير إني متأكد لو هي عارفة إنك محتاج المناقصة دي كانت سابتهالك بكل طيبة خاطر
توقف قليلاً قبل أن يسأله:أنت روحتلها وقولتلها إنك محتاج المناقصة دي ؟
هز رأسه نافياً فأكمل: يا ابني ما تظلمش حد بسوء الظن وافتكر " إن بعد الظن إثم "
فجأة أنتبه مراد لشئ ما: أنت روحتلها ؟
أطرق باسل بخجل ، أردف: جرحتها بالكلام طبعاً
قص عليه ما حدث في مكتبها صباحاً وكيف كانت ردت فعلها وعندما أنتهى عاتبه والده: ماكانش لازم تقول اللي قولته ... المفروض تعتذرلها !
هتف مستنكراً: أعتذر ؟!!
-حقها يا ابني ... غلطت فيها و الكلام اللي أنت قولته بالنسبة لها وبالنسبة لتربيتها إهانة كبيرة
-لا ما أقدرش
-ما تبطل كبرياءك دا ! ... لما تغلط المفروض تتأسف
-معلش يا بابا ... لحد كدا ومش هأقدر
-ماشي ، هأشوف الموضوع دا بعدين ، أنت بقى جيت المشوار دا كله عشان تتخانق معاها ؟
-عشان كنت متنرفز بس
-طب والهانم مراتك ماجتش معاك ليه ؟
-أصلي جيت فجأة وبسرعة وما كانش عندي إستعداد استنى حد
-عشان كدا ولا عشان الهانم ما بتطقش القاعده معايا ؟
قال مدافعاً: لا أبداً يا بابا ... زي ما أنا قولتلك صدقني
-ماشي هأصدقك ... مش عشان حاجه غير إني أنا كمان مش بأطيق أشوف وشها
-ليه كدا يا بابا بس؟ ... دي مراتي
-أنا في نظري مافيش واحدة تنفع تكون مرات ابني غير ديما ... إنما البتاعه اللي أنت متجوزها دي ما تدخلش ذمتى بنكله
تنهد باسل مستسلماً فمهما قال أو فعل لن يغير وجهة نظر والده في بوسي.
----------
صباح اليوم التالي ...
طرقت مريم باب غرفة ديما وفتحته ، نظرت ديما إلى ما تحمله بين يديها متسائلة: إيه دا ؟
ابتسمت مريم: زي ما إنتي شايفه ... بوكيه ورد إنما إيه ... عموله
تناولته ديما: من مين؟
-مش عارفة ... شوفي لو فيه كارت
بحثت بين الوردات لتجد ظرف صغير ، أخرجت الكارت من داخله لتقرأ "باسل مراد الشناوي " ، أعطت الكارت لمريم.
فغرت مريم فمها دهشة: كدا بس؟
ابتسمت ديما بإستهزاء: دي طريقته في إنه يقول أسف
مريم: هو لو قالها هيموت ؟
أومأت: مع باسل فعلاً مش بعيد يموت لو قالها ... ما اعتقدش هيجي اليوم اللي أسمعه فيه بيقول أسف
-إنسان عجيب
-سيبك منه ... اطلبيلي الأستاذ فؤاد عشان أخد رأيه في المشروع بتاعي اللي قولتلك عليه
-إنتي لحقتي خلصتي دراسته؟
-أنا ما نمتش من إمبارح عشان أخلصه
-يا سلام يا سلام ... إيه الحماس دا كله ؟
-مش عارفة ... حاسه إنه دا الشئ اللي هأقدر أفيد بيه بلدي وفي نفس الوقت ديني كمان
-ربنا يوفقك ... هأروح أكلم الأستاذ فؤاد
ثم أضافت مشيرة إلى الباقة: بس هتعملي إيه في دي ؟
رفعت الباقة قليلاً : دي؟
ألقتها في سلة المهملات مردفة: مكانها هنا
ضحكت مريم: نفسي أشوف وشه لو شافها هنا
-إيه رأيك أصورها وابعتهاله في مسج ؟
-هههههههههه يا جبارة ! ... بس يستاهل عشان يتعلم يقول أسف
نفذت ما أمرتها به وتناقشت ديما مع فؤاد في مشروعها الجديد.
-بجد ما شاء الله عليكي ... بنت شهاب الدين صحيح
-يعني المشروع عجبك؟
-ومين ما يعجبوش مشروع زي دا ؟ ... أرباحه مضمونة خصوصاً إنه أول ناس تفكر في عرض أزياء للمحجبات دا في بلاد أجنبية ، أقصى فكرة عندهم عن الإسلام هي الإرهاب والتشدد وحادثة 11 سبتمبر
-دا هدفي الأساسي والأهم عندي من الأرباح ... عايزة أغير فكرتهم عن الإسلام والمسلمين وإنه مش كل المسلمين إرهابيين ... وإنه كمان فيه عندنا شياكة في اللبس مع إحترام تعاليم دينا
-إن شاء الله تنجح فكرتك ... أنا هأخد الورق دا وهنبحث بتعمق أكبر ونعمل دراسة جدول وبعدين لينا قاعدة تانية ونتناقش ف كل دا
-خلاص تمام ... أنا معتمدة على حضرتك في الموضوع دا يا أستاذ فؤاد
-بأمر الله أكون قد المسئولية ... عن إذنك
-إتفضل
دخلت مريم عندما رأت فؤاد يهم بالمغادرة قائلة: فيه واحد عايز يقابلك
-مين؟
-أنا يا ديما
اتجهت إليه ديما مسرعة وضمته بقوة: بابا مراد !
ضمها مراد : هي بقى فيها بابا ؟
أنتزعت نفسها منه وأجلسته بجوارها : طبعاً بابا ... هو أنا بقى ليا غيرك ؟
-عشان كدا بقالك 3 سنين ما سألتيش عليا ولا كلمتيني في التليفون ولا مرة ؟
-كنت عايزه أبعد عن كل حاجه وكل الناس
-حتى أنا ... بابا ؟
أطرقت صامتة فتابع: ولا عشان أنا السبب في جوزتك من باسل وزعلانه مني ؟
رفعت رأسها بقوة: لا أنا مش زعلانه منك ... ولا عمري أقدر أزعل منك أبداً
-متأكدة ؟
-أيوه ... أنت طلبت منه يتجوزني من حبك فيا وفيه ... كنت عايز تجمع اللي بتحبهم حواليك مع بعض ... أنا زعلانه منه عشان خبى عليا سبب جوازه مني ... سابني أعيش في الوهم ... في وهم إنه بيحبني ... وإن جوازه مني دا كان رغبته هو ... كنت بألوم نفسي كل يوم إنه بيبعد عني ما أعرفش إنه في قلبه وعقله واحدة تانية مشغولين بيها ... مضايقة منه إنه أتجوز عليا من غير ما يقولي وإني اكتشفت الموضوع بالطريقة دي
-معاكي حق ... ما أقدرش أقول حاجه ولا أدافع عنه لإنه الغلط راكبه
أضاف: لا وزود الغلط باللي عمله إمبارح
نظرت له مستغربة: هو حكالك ؟
أومأ : أيوه ... وهو عارف إنه غلطان ... بس إنتي عارفاه عمره ما يقول أسف
نظرت إلى السلة بسخرية قائلة: أه ... واضح
تتبع نظراتها حيث رأى الباقة في السلة فسألها مندهشاً: هو اللي بعتها؟
أومأت موافقة: أيوه ... وكتبلي في الكارت باسل مراد الشناوي
-هههههههههههههه يخرب بيت شيطانه ! ... الواد دا مش هيتعلم
غمزها مكملاً: مع إنه ابني بس أجدع حاجه عملتيها .. هو ما يجيش غير بكدا !
طرقت مريم الباب مستأذنة: الأستاذ نعيم برا
صاح مراد: بجد ؟ ... دخليه دخليه بقالي زمن ما شوفتوش
دخل نعيم ورحب بصديقه القديم مراد: إيه دا ؟ مراد بنفسه هنا ؟
مراد ضاحكاً: شوفت بقى ... هنروح من بعض فين ؟
-أخبارك إيه؟
-الحمدلله وأنت ؟
-تمام الحمدلله ... بس بتعمل إيه عندنا في الشركة ؟... شغل ؟
-لا يا سيدي ... كنت باسلم على ديما لما عرفت إنها رجعت
ديما: أستاذ نعيم هو اللي أقنعني أرجع تاني
مراد: لو كنت أعرف إنه عارف مكانك وساكت كنت علقته
نعيم: ههههههههه أنت ناسي إني المحامي بتاعها؟ ... يعني لازم أكون عارف كل تحركاتها
مراد: ماشي يا سيدي
ديما: هو حضرتك كنت عاوز حاجه ؟
نعيم: أه ... كنت عايز أكلمك في المشروع اللي قولتي لفؤاد عليه ... لسه مقابله وكان متحمس جداً ... رجع شاب تاني بسبب المشروع دا
مراد مستفسراً: مشروع إيه؟
نعيم: ديما بقى اللي تشرحلنا
ديما: خلاص نطلب بقى 3 فناجين قهوة عشان نتكلم على رواقه تمام؟
نعيم: ماشي
مراد: وأنا ما ورييش حاجه
------------------
-أيوه ... مش عارف يا شادي لسه هأشوف ... أه شكلي هاضطر أعمل كدا ... عارف عارف بس مافيش حل تاني يا شريك جديد يا هأخسر كل حاجه ... معلش يا شادي عارف إنه شريك جديد يعني إختلافات أكتر ومشاكل أكبر بس أنت عندك حل تاني؟ ... أه أرباحي هتقل بس أنا فعلاً محتاج سيولة دلوقتي بأي شكل ... تسلم عارف إنه لو معاك مش هتتأخر بس مش هأقدر استنى كام شهر عقبال ما تتوفرلك سيولة ... أيوه أنا محتاج دعمك دلوقتي أوي ... مع السلامة
-هتبيع نصيبك في المنتجع؟
إلتفت إلى والده مندهشاً: أنت كنت بتتصنت عليا؟
-لا ... كنت جاي أكلمك وسمعتك بالصدفة
-كنت عايز تكلمني ف إيه ؟
-جاوب على سؤالي الأول هتبيع نصيبك في المنتجع؟
تنهد: أيوه ... بس مش كله جزء منه بس
-مش دا مشروع أحلامك؟ ... هتتخلى عنه بالسهولة دي؟
-أنا مش هاتخلى عنه ... أنا هأبيع جزء منه دلوقتي وهأرجع أخده تاني
-وأنت فاكر إنه لو حد قبل ياخد جزء من المشروع وهو لسه في بدايته وفي مرحلة الخطر بإنه يخسر ، هيتخلى عنه بعد ما يبدأ يكسب؟
تخلل باسل شعره بأصابعه: مافيش قدامي حل تاني !
-خلاص هأشتري أنا الجزء اللي عايز تبيعه
رفض بقوة: لا يا بابا ... أنت بالذات لا ... حتى لو أخر حد في الدنيا ... أنا عندي ابدأ من الصفر ولا إني أخليك تتدخل
مراد متعجباً: هو أنا عدوك يا ابني؟
-لا طبعاً ... أنت على راسي من فوق بس أنا عايز اعتمد على نفسي لو قبلت ماكنتش انفصلت عن شغلك من الأول أحسن
-أنا أصلاً مش عارف انفصلت ليه من الأول ... ما كل دا أنت وولادك اللي هتورثوه مش هأخد حاجه معايا القبر يعني
-ربنا يديك الصحة ... بس أنا عايز أبني نفسي بإيدي
-طب إفرض اللي هيشتري منك ما رضيش يبيع بعدين هتعمل إيه؟
-ساعتها أنا هاتصرف ... دا مشروعي ودا غلطي وأنا اللي هاتحمل النتيجة !
-يعني ما خلتنيش أشارك في المشروع من الأول وكمان مش عايزني أساعدك دلوقتي!
-معلش يا بابا سيبني على راحتي
-طب والهانم رأيها إيه في اللي حصل؟
-يا بابا أنت على طول كدا لازم تدخل بوسي في الموضوع
مراد متحدياً: مش هي اللي فضلت تزن إنك تعمل المشروع دا في الوقت دا ؟
أجابه باسل بحسم: بس أنا اللي قررت إني ابدأ
-والله أنا غلبت معاك ... خلاص اللي يريحك اعمله ... أنا هاطلع ارتاح شوية لحد الغدا ما يجهز
-بس ما قولتليش أنت كنت عايزني ف إيه
قال بخبث قبل أن يغادر حجرة المكتب: أبداً كنت عايز أقولك إنه لما تحب تعتذر بلاش تبعت ورد
شعر باسل بأن دلواً من الماء البارد سُكب على رأسه ، لحق بوالده مسرعاً: قصدك إيه ؟
توقف والده عن صعود الدرج وإلتفت إليه نصف إلتفاته: قصدي إنه كلمة أسف أكيد كان هيبقى رد الفعل قصادها أحسن من اللي حصل للورد!
باسل مترقباً: وهو إيه اللي حصل للورد؟
أجابه بكلمة واحدة قبل أن يكمل صعوده: الزبالة
شعر بالغضب الشديد يعتمر بداخله فمن تكون تلك لترفض إعتذاره المستتر بهذه الطريقة!
-ماشي يا ديما ... لما نشوف أخرتها إيه معاكي
دخل مراد إلى غرفته وسحب هاتفه المحمول من جيبه.
-ألو ... إزيك يا ديما ... أنا تمام الحمدلله ... لا لا ما حصلش حاجه ... أه كويس ... هههههه كل دا عشان اتصلت بيكي؟ ... عارف إني ما لحقتش أعمل إيه بقى وحشتيني ... ههههه ماشي يا بكاشة ... بأقولك ... ينفع نتقابل؟ فيه موضوع مهم عايز أكلمك فيه ... أه لسه جاي في دماغي دلوقتي معلش ... الوقت اللي يريحك ... خلاص تمام ... لما تخلصي كلميني ... مع السلامه


أغلق الخط وابتسم بمكر: ديما هي الزوجة المناسبة ليك حتى لو اعترفتش بدا دلوقتي هتعترف بيه بعدين ... وهتشكرني كمان! ... أنا متأكد ... دا عمر يا ابني


اصدقائي قنبله ذريه بقلم/  ساره محمد سيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن