كان يسير ذهاباً وإياباً ، لقد استبد به القلق ، الساعة تعلن الثانية فجراً وليس هناك أي خبر منها أو عنها.
باسل بقلق: راحت فين كل دا ؟
بوسي بلا مبالاة: تلاقيها راحت تغير جو ولا حاجه
باسل محاولاً السيطرة على نفسه: اسكتي يا بوسي أحسنلك بدل ما اطلعهم عليكي
بوسي بضيق: خلاص اهو سكت
مراد: طب حاول تكلمها تاني
باسل: ما أنا كلمتها بيديني مغلق ، أنا بأفكر أكلم صحابها
مراد مفكراً: بس الوقت اتأخر وممكن يقلقوا
باسل: ما هو لازم أعرف حاجه عشان أعرف اتصرف
مراد مستسلماً: خلاص كلمهم
باسل: هي الأجندة بتاعتها فين ؟
مراد: أنهي دي ؟
باسل: اللي بتبقى كاتبه النمر فيها احتياطي عشان لو الموبايل بتاعها حصله حاجه والنمر ما تضعش
بوسي ساخرة: أنت كمان حافظ عادتها
تجاهلاها وقال مراد بحيرة: مش عارف ، يمكن ف أوضتها
صعد باسل مسرعاً إلى غرفتها يفتش بها حتى وجد غايته بدأ يدق أول رقم قابله وكان لرنا .....
----------------
أيقظت مريم كريم باكية: قوم يا كريم إلحقني
نهض كريم بفزع: في إيه ؟؟؟ خير ؟؟؟ بتعيطي ليه ؟؟؟
مريم ببكاء: ديما اختفت ومش لاقينها
كريم مصدوماً: مين اللي قال كدا ؟
مريم: باسل كلمني دلوقتي بيسألني عنها وإن كنت شوفتها ولا لأ ! ، أنا خايفة يكون جرالها حاجه
ضمها كريم إليه: لا إن شاء الله تكون بخير
دفعته مريم ناهضة: أنا لازم أروح لباسل وأفهم منه كل حاجه
أزاح كريم الغطاء عنه قائلاً: أكيد ، يلا إلبسي وأنا هأخدك ونروح نفهم دلوقتي.
-------------
كانا ما زالا بالخارج يقضيان الليل سوياً أمام النيل ويتسامران بهمس العشاق وذراعه ملتفة حول كتفيها ويده الأخرى تتشبث بيدها.
ماري بسعادة: هيجي بيبي صغنن ويقولي ماما
ضحك شريف: أه ويقولي بابا
ماري مازحة: دا إحنا تافهين أوي ، ما كنا جيبنا أي لعبة بتقول بابا وماما وخلاص
غمزها شريف بخبث: طب هتجيبي منين لعبة تغيرلها وتشمي ريحتها اللي تقرف
ضربته على يده الممسكة بيدها: أنا ابني ريحته ما تقرفش!
ضحك شريف: خلاص خلاص ، سامح يا باشا النوبة دي
شردت ماري فسألها عن سبب ذلك ، أجابت: أصل افتكرت جملة قالتهالي ميرنا
شريف: هههههههه أكيد تافهة زيها
ماري بشراسة: أنا صاحبتي مش تافهة
شريف: إنتي مالك إنهارده محامي الدفاع بتاع الكل كدا ، المهم قالتلك إيه ؟
ماري بهدوء: قالتلي " إذا كان ربنا خرج يونس من بطن الحوت مش هيقدر يخرج طفل من بطن عقيم ؟؟! "
شريف: تصدقي معاها حق ، بس هي البت ميرنا وقعت على دماغها وبقت فيلسوفة ولا إيه ؟
منعها رنين هاتفها من الرد على زوجها ، أجابت: ألو ... أه أهلا ... لا مش معايا ... إزاي يعني ما رجعتش لدلوقتي؟ ... كمان التليفون ؟ ... لا ما شوفتهاش غير لما جت الصبح بس ... طب أنا جايه حالاً ... باي
نهضت مسرعة ساحبة شريف من ذراعه وهي تصرخ: بسرعة يا شريف ... ديما ف خطر.
---------------
القلق والخوف كانت مشاعر مشتركة بين جميع الجالسين ، جاءت كل واحدة منهن بعد مهاتفة باسل لها أملاً في وجودها مع إحداهن.
اصطحب والد هدى فوزي ابنته بعد أن شاهد ذعرها على صديقتها وأتت ماري مع شريف وميرنا بمفردها وكريم مع مريم بينما رنا طلبت من والدتها الإعتناء بالأولاد وحضرت مسرعة.
ماري باكية: حاول تتصل تاني كدا يا باسل أرجوك
باسل متنهداً: لسه محاول وبردو مغلق
ضمها شريف: اهدي شوية يا ماري مش كدا
هدى: طب يا عمو حضرتك ما تعرفش فين هي ؟ ما قالتلكش حاجه ؟
مراد بحزن: لا ، هي بقالها كام يوم بتتأخر ف الشغل وقولت إنها هتتأخر إنهارده بردو بس مش لدرجه دي
ميرنا: أنا سلمت عليها قبل ما امشي وقالت احتمال تتأخر
كريم: أنا مش عايز أقلقكم بس فعلاً اتأخرت كتير
باسل ساخراً: شكراً ع الإضافة المفيدة دي
رنا: اهدا يا باسل عشان نعرف نفكر كويس
رقم غريب أضاءت به شاشة الهاتف فأجاب أملاً أن تكون ديما: ألو
- مش عارف مراتك فين ف ساعة زي دي ؟ تصدق إنك راجل بصحيح هههههه
- أنت مين ؟؟؟؟ ، وتعرف مراتي منين ؟؟؟
- ما عرفتنيش يا بيسو ؟ ، أومال لو ما كنتش خايف عليها مني
- نعيم ؟
- اسم الله عليك
- فين ديما ؟؟؟ رد عليا !!!
- براحه عشان أعصابك ليطقلك عرق ولا حاجه ههههههههههه
- عملت فيها إيه رد عليا ؟؟؟؟!
- ما تخافش أنا عمري ما هأذيها بس لو يهمك أمرها .....
- سكتت ليه ؟ ما تكمل !!!
- لو تهمك وعايزها تفضل بخير تطلقها
- نعم ؟؟؟!
- زي ما بأقولك كدا
- وليه عايزني اعمل كدا ؟؟؟
- عشان أنت ما تستاهلش واحدة زيها
- دا مش من حقك وهي هتفضل مراتي حتى لو ما استاهلهاش
- خلاص براحتك بس لو مش عايزها تتأذي طلقها وعالعموم هاكلمك بكره في نفس المعاد دا ونشوف هتفضل عند رأيك ولا هتغيره ... سلام
أغلق الخط بسرعة ، رمقه الجميع بنظرات متسائلة فأخبرهم ما حدث.
------------------
قرب صحن الطعام منها متسائلاً: مش هتاكلي ؟
أجابته بضعف: ماليش نفس
حدق بها قائلاً: على فكرة أنا كلمت باسل ودلوقتي هو عارف إنك معايا
نظرت له بترقب: وقالك إيه ؟
بدأ يتناول طعامه وقال بلا مبالاة: هيقول إيه يعني ؟ هيطلقك ، هو ف إيده حاجه تانية يعملها ؟
شعرت بخيبة أمل ، فلقد تخلى عنها بكل سهولة ، لم يكن عليها إنتظار رد فعل غير ذلك فهو لم يحبها في يوم من الأيام.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...