فتحت باب شقتها لتجد ولديها يتابعان مسلسلاً كرتونياً على شاشة التلفاز ، بينما يجلس والدهما يتصفح الجرائد.
-السلام عليكم
ترك الجريدة عندما سمع صوتها: وعليكم السلام
ركض الصغيران إليها ، قال أمجد: ماما إنتي جبتلنا حاجه في الأكياس اللي معاكي دي؟
كرم: أكيد ماما حبيبتي جابتلي لعبة جديدة مش كدا
ضيقت رنا حدقتيها: أنتوا مش لسه جايلكوا لعب جديدة من كام يوم هي حكاية ولا إيه؟
أمجد: أومال فيها إيه الشنط دي يا ماما؟
رنا: دي حاجات ليا أنا ... إيه أنا أجبلكوا أه وأجيب لنفسي لا؟
كرم: يوووه ... طب كنتي جبتيلنا إحنا كمان حاجه معاكي
داعبت خصلات شعره: معلش المرة الجايه
أشارت إلى الحمام: يلا ادخلوا إغسلوا سنانكوا وخلصوا الواجب عشان معاد نومكوا جه
كرم: أنا خلصت واجبي
أمجد: وأنا كمان
كرم: يا كداب ... أنا ما شوفتكش بتعمله أصلاً
أمجد: عشان أنا شاطر وبأخلصه بسرعة ... وبعدين أنا مش كداب
رنا: عيب يا كرم تقول كدا ... لو سمعتك بتقول كدا تاني مافيش مصروف شهر قدام
كرم: يوووه حاضر
رنا: يلا اتأسف لأخوك بسرعة
كرم بحنق: أنا أسف يا أمجد
اخرج أمجد لسانه لكرم فنهرته رنا: يلا بقى روحوا وأنا هأجي وراكوا أشوف الواجب اللي اتعمل بسرعة دا
استدارت إلى علي عندما سمعته يسألها متعجباً: كل دا بتعملي شوبنج؟
جلست على الأريكة بإرهاق: أه ... أصل كان ناقصلي كام حاجه فقولت أنزل اشتريهم
-أها ... طيب
-منهم كام طقم فورمال عشان الشغل
تمعن بها مستفهماً: شغل؟ ... شغل إيه؟
-هو أنا ما قولتلكش؟ ... مش ديما عرضت عليا إني اشتغل معاها في الشركة
-ومين قالك إني هاوافق تشتغلي أصلاً ... إنتي عارفة رأيي في الحكاية دي من زمان
نظرت إلى أظافرها قائلة بلهجة ذات معنى: ألا هي العروسة فين؟ ... لتكون نامت عشان تلحق تروح الشغل بكره في معادها
إزدرد لعابه بينما تابعت ناظرة إليه: أنا قولت إنك غيرت رأيك من ساعة ما عرفتها ولا إيه؟
تجاهل سؤالها بسؤال أخر: وهتشتغلي إيه بقى عند ديما؟
-هاشتغل في العلاقات العامة
سألها في محاولة أخيرة كي يغير رأيها: طب والأولاد ؟
-مالهم؟ ... أنا هاشتغل في الفترة اللي هما فيها في المدرسة يعني مش هيحصل حاجه
-وأنا ؟ ... ليا وقت في مخطاطاتك الجديدة دي ولا إيه؟
نهضت ممسكة بحقائب التسوق: كفاية تكون في مخطاطات العروسة الجديدة
وأردفت: ألا هي اسمها إيه؟
أجابها بإختناق: نادية
استدارت في إتجاه الغرفة: إمممم طيب تصبح على خير بس ما تخليش .... نادية .. تستناك كتير يا عريس ، مش أصول بردو ولا إيه؟
دخلت غرفتها وألقت الأغراض على الفراش وهي تحاول كتم غيظها: والله لأوريك يا علي ... حرقة أعصابي دي كلها مش هتيجي نقطة في اللي هيحصلك أنت والهانم بتاعتك
---------------
أنهت مريم صلاة العشاء.
ديما: تقبل الله
مريم مبتسمة: اللهم أمين
ديما بتردد: مش ناوية تشوفي مامتك؟ ... زمانها هتموت من القلق عليكي
سألتها بسخرية: بقالها 3 سنين ما تعرفش عني حاجه هتقلق دلوقتي ؟
-ما أنا من ساعة ما عرفتك وقولتيلي حكايتك وأنا بأقولك لازم تروحيلها وتطمنيها عليكي دي مهما حصل هتفضل مامتك
-لو كانت بتهتم بيا من الأول ماكناش وصلنا هنا
-كل واحد فينا بيغلط وماحدش معصوم من الغلط ... إلا عقوق الوالدين يا مريم ... رضا الأم من رضا الرب
تنهدت مريم بضيق: سيبيني أفكر وأشوف يا ديما
-أنا مش قصدي أضايقك ... بس بأقدملك النصيحة عشان ما تلومنيش بعد كدا وتقوليلي ما نصحتنيش ليه ... أنا لو كان عندي أم مهما عملت فيا عمري ما كنت هأبعد عنها حتى لو كوتني بالنار
-ربنا يرحمها يا ديما ... ادعيلها
-بأدعيلها دايماً والله يا مريم ربنا يتقبل
-أمين
-------------
ظلت تتقلب في فراشها وكأن عقلها أقسم ألا يجعلها تذوق للنوم طعم تلك الليلة ، كانت تستمع إلى أصوات ضحكاتها بالغرفة المجاورة فتكويها نار الغيرة والحنق ، ألا تستطيع أن تراعي وجود أخرين بالمنزل ، ما العمل إذا سمع الأطفال تلك الأصوات ماذا سيقولون ، هل علموا بزواج والدهم من أخرى ؟ ، بدأت دموعها بالإنهمار فبعد ما عأنته من أجله والحب الذي خصته به فضل عليها أخرى ، شعرت بالإختناق الشديد وهي لا تدري ماذا تفعل ، أنقذها رنين هاتفها من أفكارها فأجابت: السلام عليكم
-وعليكم السلام ... عامله إيه دلوقتي يا رنا؟
ما إن سمعت صوت صديقتها حتى إزداد بكاءها: تعبانة تعبانة أوي يا هدى ... نايمين في الأوضة اللي جنبي وصوتهم وصلي يا هدى ... باتقطع من جوا أوووي
-معلش يا رنا استهدي بالله
-ونعم بالله
-قومي اتوضي وصلي قيام وأهو فاضل ساعة عالفجر ألا بذكر الله تطمئن القلوب ... طلعي كل اللي في قلبك اشكي همك واطلبي منه الصبر وحسن التدبر
-حاضر ... هاعمل كدا دلوقتي
-قولي ورايا ... اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها
- اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها
-ربنا يهدي بالك ويصلح حالك ... يلا أسيبك أنا بقى
-ربنا ما يحرمني منك يا هدى ... جيتيلي في الوقت المناسب
-ولا يحرمني منك ... ما أنا قولت إنك أكيد مش عارفة تنامي ومخك بيروح ويجي و بتفكري في الموضوع فحبيت أطمن عليكي
-تسلمي لي يا رب
-الله يسلمك ... يلا وما تنسيناش في الدعاء
-لا طبعاً
-وإبقي استغفري كتير " إن من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ، و من كل هم فرجا ، و رزقه من حيث لا يحتسب "
- ماشي
-وياريت بقى بالسبحة اللي جابتهالنا ماري وشاركينا الثواب
-هههههه دا إنتي داخله على طمع بقى
-هههههههه أومال فاكراني باتصل بيكي ليه؟ ... هو الرصيد دا ببلاش يعني؟ ... لازم الواحد يطلع بمصلحة
-هههههه ماشي يا ستي كتر خيرك
-يلا بقى قومي وكفاية دلع ، ونصيحة أوعديني تعملي بيها كل ما تحسي بالخنقة وإنه الدنيا مقفلة في وشك تتوضي وتصلي إن شا الله ركعتين
- وعد
- تصبحي على خير بقى
-وإنتي من أهل الجنة
توضأت بعناية وشعرت بهدوء وراحة نفسية ، وقفت بين يدي الله تناجيه وتطلب منه الصبر على ما بلاها وأن يثبتها ، أن تنجح في هذا الإختبار ويلهمها الحكمة والصواب ، كانت تدعو بقلب خاشع ونفس راضية مستكينة ودموعها تهطل لتغسل بها ذنوبها ، أنتهت من الصلاة وجلست تستغفر حتى ارتفع أذان الفجر فأدت فريضتها ورددت أذكار بعد الصلاة وتلتها بأذكار الصلاة ، وضعت رأسها على الوسادة فما عادت تشعر بما يدور حولها وغرقت في سبات عميق كأنها لم تنم منذ قرون.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...