دخل وأغلق الباب خلفه مقترباً منها ، نظرت إليه ديما وسألته: أنت إيه اللي جابك هنا ؟- حبيت اتكلم معاكي ، ومعاد الشركة كان فات- ما اعتقدش إن في حاجه مشتركة بينا عشان نتكلم فيها
- يمكن بيتهيألك بس- بجد ؟ ...
- أه ... مالك مستغربة كدا ليه ؟- وما استغربش ليه ؟
اقترب منها أكثر ببطء شديد وعيناه تلمعان ببريق غريب لم تستطع فهمه ، قال متمهلاً: عشان حاجات كتير
لم تشعر به إلا وأنفاسه تلفح وجهها فأغمضت عينيها مترقبة الخطوة التالية.همس في أذنها: شعرك أحلى لما بيكون مفرود
حل شعرها من قيده متابعاً: ما تعمليش كدا تاني
تمتمت بصوت خافت محاولة السيطرة على مشاعرها: أصلي كنت بأطبخ فما كانش ينفع أسيبه
- ليه يعني ؟- أخاف شعري يقع في الأكل
- هما يطولوا ؟ ، دا هيبقى شهد مش أكلعادت ديما لرشدها بعد عناء وفتحت عينيها بتأني ، رأت في عينيه نفس النظرة التي لم تستطع فهمها وقالت بريبة: ودا من إيه دا ؟نظر إليها مستغرباً: هو إيه دا ؟- الكلام اللي أنت بتقوله ، عمرك ما عملتها يعني
- كنت غبي أعمل إيه بقى؟
- لا يا شيخ ؟- تصدقي أه
دفعته بعيداً عنها وسألته بحزم: جاي ليه ؟شعر بالصدمة من تصرفها فدائماً كانت تتمنى أن يشعرها بإهتمامه وحبه ، كانت أقل كلمة ولو كانت بدون إحساس حقيقي منه تسعدها ولكن الآن تدفعه بكل برود وتسأله عن سبب مجيئه.أفاق من أفكاره على صوتها الفزع وركوضها مسرعة: الأكل !
لحق بها بعد أن استوعب ما حدث ، استند إلى الباب وتابعها أثناء إعداد الطعام وسألها باسماً: اتحرق ولا لحقتيه ؟أجابته متنهده براحه: لا الحمدلله لحقته
- تعرفي إنه بقالي كتير ما كالتش من أكلك ؟
ما زالت مديرة ظهرها إليه بحجة متابعة الطعام وأجابته بلا مبالاة: عادي ، كل الأكل زي بعضه
تجاهل جملتها الأخيرة واعتدل في وقفته وقال بحماس شديد: أنا هأكل إنهارده من أكلك ، أصلاً وحشني أووي
نظرت إليه بطرف عينها وسألته بتروي: أنت ناوي تقعد للغدا ؟لاحظ توترها فسألها مخفياً إبتسامته: أه ، عندك مانع ؟تركت ما بيدها وإلتفتت إليه مقطبة الجبين وسألتها بجدية: أنت إيه اللي جابك يا باسل ؟ إيه اللي فكرك بيا ؟بنصف إبتسامة أجابها: مش لما أنساكي الأول أبقى افتكرك
- بس أنا نسيتك يا باسل ومش عايزة أفتكرك
اقترب منها وداعب خصلات شعرها وحدثها هامساً: أنا عارف إنك لسه بتحبيني بس اللي مش متخيله إنك عايزة تنسيني وعايزاني أخرج من حياتك
أبعدت رأسها جانباً فسقطت يده بجواره وأجابت بسخرية مريرة: لسه زي ما أنت ، مغرور وفاكر الدنيا بتلف حواليك
نظرت إليه غاضبة وصرخت به: فووووق فوووق يا أستاذ باسل ، أنت مش ملك الكون ولا أول وأخر واحد فيه ، أنت يا دوب واحد من ناس كتير
قال بنظرة حزينة ألمتها: للدرجة دي إنتي شايفاني وحش أوي كدا؟أغمضت عينيها حتى لا ترى الحزن على وجهه وزفرت بقوة قبل أن تسأله بهدوء: جاي ليه يا باسل ؟ ، أكيد مش عشان نفتح القديم وخصوصاً أنه أنت اللي اخترت من الأول وكمان عملت لنفسك حياة جديدة مع واحدة تانيةوقف باعتدال ومسح ملامح الحزن من وجهه وقال بجدية: ما تجيبيش سيرتها تاني ، دي واحدة خاينة
تعجبت ديما من قوله ونظرت إليه مستفسرة فأردف: بوسي هي اللي ورا الحادثة اللي حصلت وكانت مريم ضحيتها مع إنها ماكانتش تقصدها ... كانت تقصدك إنتي فغرت ديما فمها من الصدمة فلم تتخيل أن تكون توقعاتهم تلمس الواقع ، سألته بعد أن تمالكت نفسها: إزاي ؟عقد ذراعيه أمام صدره ومال بجذعه على الحائط مبتسماً بخبث: هو إنتي فاكرة المعلومات دي بالساهل ؟
نظرت إليه مستغربة: أومال عايز إيه ؟
نظر إلى أصابعه مدعياً التفكير قبل أن يقول بجدية: عايز اتغدى من إيديكي الحلوين دول
قطبت جبينها تعجباً من طلبه ، لم تتخيل أن هذا كل ما يريد ، أيريد التلاعب بمشاعرها مرة أخرى ؟ ، إذا كان هذا هو غرضه فلن تسمح له بخرق أسوارها الحصينة مجدداً.أومأت موافقة وأدعت القوة: ماشي
تركتها مغادرة المطبخ وتناولت هاتفها وبعد أن انهت مكالمتها سألها مستغرباً: إنتي قولتيلهم يجوا ليه ؟هزت كتفيها قائلة: هما بيفكروا معايا ف المشكلة دي وحلها فلازم يسمعوا الجديد
تمعن بها قليلاً ثم سألها بهدوء: عشان كدا ولا خايفة تتغدي معايا لوحدك ؟رفعت رأسها إليه مسرعة وقد أدركت أنه علم جزء من الحقيقة ولكنها أجابته بجدية: مريم ومامتها هيكونوا هنا قبل الغدا ، يعني كدا كدا مش هتتغدى معايا لوحدك
نظر إليها بخيبة واضحة ، لقد تمنى أن يجالسها بمفرده ويحاول أن يتطرق لموضوعهما ، يريد الإعتذار عن عدم تقديره لها ولأهميتها خصوصاً في حياته ، عن إمتنانه لدعمها له.--------------أخرج رامي هاتفه باحثاً عن رقم باسل ، بعد لحظات أجابه باسل فبادره: أنت فين يا ابني؟
- عند ديما في البيت- نعم ياخويا ؟؟؟ ، قول تاني كدا ... عند مين ؟- ديما- وبتعمل عندها إيه ؟
- بوسي هي السبب في الحادثة اللي حصلت لمريم وديما اللي كانت مقصودة بيها
- أووووووبا ، لا دا الموضوع كبير
- أها ، شكله كدا
- طب أنت حكيتلها كل حاجه ؟- لا لسه ، مستنيين صحابها وهنتكلم بعد الغدا
تبادر إلى ذهن رامي طيف ميرنا فقال مسرعاً: تصدق إني هأموت من الجوع ، بص إبعت العنوان ف مسج وأنا هأجي ، أكل وأفهم
- هههههههههههههه ماشي يا سيدي هأبعتلك العنوان
- إلى اللقاء يا صديقي- لا دا أنت أهبل ، اقفل أحسن
أغلق رامي معه الخط ثم طلب رقماً أخر.- أيوه يا عم عبدالحميد
- إزيك يا ابني ؟ ، فينك لحد دلوقتي؟ ، دي أم يحيي مستنياك تتغدى معاناقال رامي بحرج: ما أنا متصل علشان كدا ، أصلي مش هأقدر أتغدى معاكوا إنهارده
- خير في حاجه ؟- لا لا ما تقلقش خير ، أنا بس هأقبل صحابي وأتغدى معاهم
- طيب يا ابني زي ما تحب ، بس أم يحيي بتقولك لازم تتعشى معانا تعويضاً هههه- ههههههههههههه ماشي من عنيا
- تسلم عينيك يا ابني- مع السلامهما إن أغلق حتى وصلته رسالة تحوي العنوان فاتجه إليه سعيداً برؤية ميرنا.------------وضعت ماري المشروبات على الطاولة وقالت بعدم تصديق: مش ممكن !ميرنا بحنق: دي إنسانة ....قاطعها رامي ناهراً: ميرنا ! مش كدا ، بردو ما تنزليش نفسك لمستواهاميرنا بغضب: ما هو غصب عني أنت مش سامع يعني !رامي مهدئاً: يعني الشتيمة هي اللي هتعمل حاجه ؟ ، دي حتى مش هتسمعهاميرنا بحركة طفولية: خلاص لما أشوفها هاشتمها براحتيماري: ههههههههههه يا بنتي إنتي مش هتكبري بقى!هدى بجدية: بس كل اللي قولته يا أستاذ باسل مش دليل قوي عليها
باسل مبتسماً بهدوء: أولاً مافيش داعي للرسميات
ركز نظره على ديما متابعاً: دا أنا حتى لسه جوز صحبتكم
لاحظوا جميعاً قصده وكذلك إحمرار وجه ديما فقالت مريم: هدى معاها حق مافيش دليل ملموس
كريم: وغير كدا كمان ، مين اللي كانت بتكلمه ف التليفون دا ؟باسل: مش عارف ، ما قالتش اسمه ولا مرة
والدة مريم: طب فكروا تاني يمكن توصلوا
هدى: كدا هنلف نلف ونرجع لفرضية أستاذ نعيم
باسل متفاجئاً: وماله الأستاذ نعيم بالموضوع دا ؟ماري موضحة: أصلنا شاكين فيه
رامي: أستاذ نعيم ؟ ، دا كان صاحب باباكي يا ديما وكمان صاحب أونكل مراد !ديما بحزن: والله ما بقيت عارفة حاجه أنا عمري ما أذيت حد ف حاجه ولا بابا كمان ليه ناس نفسها تأذينا كدا ، دا حتى بوسي أنا بعدت عن طريقها يبقى بتعمل كدا ليه
ضمتها مريم قائلة بحنان: معلش يا حبيبتي دا إختبار من ربنا عشان بيحبك ، وبعدين ما إحنا كلنا معاكي أهو شوفينا كام واحد واللي ضدك دول كام واحد هتعرفي الفرقابتعدت ديما عن حضن صديقتها قليلاً وقالت بأسف: معلش يا مريم كنتي جايه تبشرينا بخطوبتك إنتي وكريم وإحنا قلبناها نكد بدل ما نحتفل بيكوا
مريم مازحة: نكد إيه يا شيخة ، دا أنتوا فتحتوا حلقات المفتش كرمبو
أخرجت ميرنا لسانها لمريم بطفولية: وإنتي أكبر كرومباية هنا
مريم: ما تبس يا بت إنتي ، لسانك طول بزيادة
كريم: هههههههههه أصلاً أديكي عملتي إحتفال يا ديما ، كلنا متجمعين بغض النظر عن السببماري بحماس: بأقولكوا إيه ، أنا هأتصل بشريف يجيب جاتو وحاجه ساقعة وهو جاي ونعمله إحتفال بحق وحقيقي
مريم لوالدتها: إيه رأيك يا ماما ؟هدى مسرعة: أكيد طنط مش هتعترض دي مش خطوبة دا بس إحتفال صغير بينا وبين بعض ولا إيه يا طنطوالدة مريم بإستسلام: طيب اللي تشوفوهكريم بحماس: أنا هأكلم ماما تجهز نفسها وهأروح أجيبها
مريم متسائلة: طب وأختك ؟كريم: لا دي سافرت الصعيد عند أهل جوزها
مريم: ماشي
رامي: طب بالنسبة للموضوع اللي سبتوه مفتوح دا ؟ديما: مش عارفة
ماري: رنا كرومبو ممكن تحليلنا الوضع الحالي من منظورك البوليسيرنا: ههههههههههههه ماشي يا ستي إحنا اتأكدنا إن ديما اللي كانت مقصودة مش حادثة والسلام وعرفنا إنه بوسي طرف في الموضوع وكنا شاكين في باسل بس هو كدا طلع أوتباسل بصدمة: شاكين فيا ؟رنا بحرج: معلش يا باسل ، بس إحنا كنا بنحط إحتمالات مين اللي هيستفيد لو ديما اتأذترامي مستفسراً: طب وهو هيستفاد إيه ؟ميرنا: ماهو جوزها وأكيد فلوسها هتروحله بعد موتها خصوصاً إنها يتيمة ومالهاش حد
نظر باسل إلى ديما قائلاً: وإنتي فاكراني من النوع دا ؟نظرت ديما أرضاً ولم تنطق ، أسرعت هدى تدافع عن صديقتها: بأمانة ربنا ، هي أول ما سمعتنا بنقول كدا قالت باسل مهما كان محتاج عمره ما يعمل ولا يفكر في كدا
ابتسم باسل بسعادة فهي مازالت تثق به بعد كل ما حدث ، أمسك رامي بذقنه وأدار وجهه إليه قائلاً بسماجه: مش أنا وشي أحلى بردو ولا إيه ؟باسل بحنق: وشك إيه يا منيل أنت !رامي: طب بطل تبصلها عشان وشها بقى إزازة كاتشب ثانية كمان وتفرقع
ضربه باسل على كتفه: تفرقع ف عينك ، نقي ألفاظك يا أخيهدى: هههههههههه طب ممكن نركز بقى؟ كملي يا رنا
رنا: يبقى باسل براءة ، بس بوسي دخلت الدايرة وكمان أستاذ نعيم ، وباسل قال إنه كانت بتكلم واحد وإحتمال يكون أستاذ نعيم أو غيره أو حتى وسيط
ديما: طب والأسباب ؟ ، أستاذ نعيم هيستفيد إيه من موتي ؟ وكمان بوسي دا أنا حتى بعدت عن طريقها !رنا مفكرة: الأسباب ماحدش يعرفها غير اللي بيعمل ، وكمان ممكن أستاذ نعيم يطلع برئميرنا: وبوسي هانم ؟لوت رنا شفتيها قبل أن تقول: بوسي بقى دي ليها 3 إحتمالات مالهومش رابعماري: أيوه ، اللي هما إيه ؟
رفعت إبهامها قائلة: الأول إنها تخلص من ديما عشان باسل يورث وهي كزوجة ليه تتمتع بالفلوس
مريم مفكرة: تعملها وليه لا
ميرنا: أه ماهي واطيةرامي محذراً: وبعدين يا ميرنا ؟!ميرنا بحنق: أوووف طيب سكت أهو
هدى بترقب: والتاني ؟رفعت رنا سبابتها مضيفة: إنها أصلاً دخلت حياة ديما وباسل لمجرد إنها تفرقهم وتبدأ لعبة تانية
عم الصمت وتبادل الجميع النظرات بفزع ، ألهذه الدرجة قد يبلغ بأحد الشر ويفرق بين زوجين ؟ ، ولم لا فمن تسول له نفسه قتل شخص لا تمنعه من تفرقة قلبين.والدة مريم: أعوذ بالله ، الناس بقت وحشة أوووي
هدى متنهده: الدنيا بقت أوحش وأوحش بسببهممريم: طب والسبب التالت يا رنا ؟رنا: التالت بقى هما السببين الأولنين مع بعض
ميرنا: إزاي؟
رنا: يعني هي فعلاً حد بعتها عشان تاخد باسل من ديما وبعدين طمعت ف الأكتر وهي فلوس ديما
ميرنا بحنق: يعني مش كفاية أخدت جوزها منها وكمان عايزة تاخد فلوسها ؟ديما بتأني: وممكن تكون هي اللي خططت تتجوز باسل وبعدين تاخد فلوسي واللي كلمته دا واحد بيشتغل عندهارامي: لا ما أظنش ، لإنه من كلام باسل دا واضح إنه التاني هو اللي مسيطر وكلامه ماشي عليها
ميرنا: ما يمكن أخوها مثلاًباسل: لا مالهاش إخواتميرنا بسخرية: وأنت كنت تعرف إنها مشتركة ف محاولة قتل ديما عشان تعرف ليها إخوات ولا إيه ؟ ، ما هو الكداب بيكدب في كله
نهرتها ديما هذه المرة عندما رأت باسل ينظر أرضاً بخجل ولا يستطيع الرد: خلاص يا ميرنا مش وقته ، المهم نفكر هنعمل إيهساد الصمت مجدداً ، وكل فرد منهم يحاول الوصول إلى طريقة ما لحل هذه المعضلة.علت الإبتسامة وجه باسل ولكن ليست كأي إبتسامة إنها إبتسامة تحدي وإصرار: أنا عندي فكرة نتأكد بيها إذا كان نعيم وبوسي ورا الحكاية ولا لأ أنتبه إليه الجميع في أنتظار خطته وليقدم كل واحد منهم ما يستطيع من مساعدة.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...