استيقظت فجراً تشعر بالعطش فخرجت إلى المطبخ لتروي عطشها ، شعرت بشخص يحدق بها أثناء تناولها لكوب الماء ، إلتفتت لتجد علي يقف على باب المطبخ.
سألها: إيه اللي مصحيكي دلوقتي ؟
رفعت كوب الماء أمام وجهها: عطشت
اقترب منها واضعاً يده حول خصرها: أنا كمان عطشان ، بس ... عطشانك إنتي
دفعت إليه بكأس الماء : إتفضل ... صحة وهنا
-رفضتي تاكلي أو تأكلي الولاد من الأكل اللي عملته نادية عالعشا ليه؟
توقفت على باب المطبخ واستدارت: أنت حر كُل أنت من أكلها لكن أنا بأكل ولادي عشان هما ولادي ... إنما هي هتأكلهم ليه ؟
-يمكن عشان تقرب مني
-ويمكن عشان تذلهم بلقمتهم اللي هي عملتها لهم
-خايفة يحبوها أكتر منك وتاخد مكانك ؟
نظرت له هازئه: يمكن تقدر تعمل دا معاك أنت ... لكن مع ولادي لا
-دا غرور؟
-لو قولت ما تقدرش تعمل معاك كدا ساعتها كان ممكن اسميها غرور لكن في حالة ولادي تقدر تقول ... غريزة الأمومة
أضافت: أصل دول تربيتي ... وتربيتي ما تعرفش يعني إيه ضعف تعرف بس القوة ... قوة الشخصية وقوة النظر عشان يعرفوا اللي قدامهم بيحبهم بجد ولا بيعمل كدا لسبب في دماغه
ضيق حدقتيه: قصدك إنه عندها هدف من جوازها مني؟
هزت كتفيها: صاحب العقل يفهم
تركته يتخبط في أفكاره وأدت صلاة القيام بأنتظار أذان الفجر.
-------------
ارتفع أذان الفجر معلناً بدء يوم جديد ، نهضت لتصلي بعد أن تأكدت من استيقاظ صديقاتها ، جلست تتلو الأذكار عندما دخلت والدتها قائلة: دودو حبيبتي ... أنا قولت أكيد صاحيه ما نمتيش
-صباح الخير يا ماما
-صباح النور يا حبيبتي ... إنتي نازله إنهارده ؟
-أه هأسلم كتاب جديد خلصت ترجمته
-ربنا معاكي ويوقفلك ولاد الحلال
-خير يا ماما عايزة إيه؟
-هأكون عايزة إيه يعني يا عمري؟
-أصل حبيبتي وعمري ودعوات كدا عالصبح من غير لا إحم ولا دستور يبقى أكيد فيه حاجه
-هو أنا مكشوفة أوي كدا ؟
-يا حبيبتي دي مش عشرة يوم دي سنين
-طيب بصي بقى من غير ما تتعصبي ولا تتضايقي ....
قاطعتها هدى بهدوء: يبقى فيه عريس
هللت الأم بفرح: يعني موافقة ؟
أجابتها بحزم: لا !
ترجتها الأم: طب شوفيه بس
-ماما لو سمحتي مش قادرة ... أنا بأحس نفسي رخيصة لما كل واحد يجي يتفرج عليا ويقلب في البضاعة وما تعجبوش ويمشي
صاحت الأم مستهجنة: رخيصة؟ ... دا إنتي غالية وبنت الغالي ومقامك محفوظ
-يبقى تسبيني لحد ما يجيلي نصيبي
زفرت الأم مستسلمة: خلاص يا بنتي اللي يريحك
تركتها الأم ، نظرت إلى السماء من نافذة غرفتها قائلة: يـــا رب !
--------------
دخلت شيماء برفقة رنا صباحاً إلى المكتب.
صاحت شيماء: سميرة ؟ ... مش معقول!
سميرة: ليه فيه إيه ؟
عوني: هههههههههه نفس الصدمة ... أول ما دخلت وشوفتها
شيماء: ما دا أصله شئ لا يصدقه عقل
رنا: ههههههههه خير يا سميرة ... هو أبوهم خدهم إنهارده ولا غابوا من المدرسة
سميرة: لا دا ولا دا ... الأستاذ عادل ربنا يكرمه يا رب ... نصحني بمدرسة لسه معموله في الشارع اللي ورانا ، من اللخمه اللي بابقى فيها ما كنتش بأخد بالي منها
عوني مستغرباً: مدرسة؟ ... ودي وديتي أنهي واحد فيهم ؟
سميرة: كلهم
شيماء: إزاي يعني؟!
سميرة: أصلها مش مدرسة واحدة دول كذا واحدة من الحضانة للثانوي
رنا: قصدك مجمع مدارس
سميرة: عليكي نور!
عوني: طب وهما قبلوا ينقلوهم كدا في وسط الترم وفي يومين ؟
سميرة: ما هو الأستاذ عادل ربنا يخليه هو اللي حلها ... أول إمبارح سألني عن العنوان وسأل وعرف وإمبارح جالي وقالي عالمدرسة وإنهم يروحوها من إنهارده الصبح وأهو حصل
رنا: إن شاء الله يرتاحوا فيها
سميرة: يا رب يسمع من بؤك ربنا ... أهو الواحد اترحم من المشاوير والتأخير ، مشروع مجمع المدارس دا حل أزمة كبيرة بالنسبالي
عوني: والله الأستاذ عادل دا ابن حلال ... لولا إنه ساعدني عشان أخد السلفة كان زماني لحد دلوقتي ما شمتش ريحة الجواز
شيماء بهيام: ربنا يخليلنا الأستاذ عادل
غمزتها سميرة: هو لسه ما خطبش ولا إيه ؟
شيماء بخجل: لا لسه
سميرة: ربنا يرزقه ببنت الحلال
شيماء: أمين يا رب
------------
ركعت على ركبتيها أمام تمثال مريم العذراء تضم يديها بقوة لبعضهما وتسندهما إلى جبينها ، أفاقت من استغراقها في الصلاة على اليد التي لمست كتفها.
شريف ضاحكاً: بقالك ساعة بتعملي إيه؟
ماري: بأشكر العدرا عشان قبلت صلاتي ودعواتي وخلاص القسيس خف وهنتجوز
قال شريف بخبث: دا إنتي واقعه عالأخر بقى
لكزته في كتفه باكية فابتسم بحب: خلاص هنتجوز بلاش عياط بقى ما أقدرش أشوفها ... وبعدين مش المفروض هتقولي لصحابك ؟
مسحتها ماري قائلة بسعادة شديدة: أيوه أكيد هأقولهم حالاً كمان
شريف: ههههههه طب تعالي القسيس مستنينا عشان نظبط الترتيبات الأخيرة
رسم كلاً منهما شكل الصليب على جسده قبل التوجه إلى غرفة القس.
--------------
-أه أكيد جايه ... ألف مبروك يا حبيبتي ... فرحتلك من قلبي ... باركي لشريف بقى لحد ما أشوفه .... ماشي من عنيا ... أه الفستان جاهز ما تخافيش ... بس بسرعة كدا ؟ يوم الحد هتتجوزوا ؟ ... هههههههه عارفة يا قلبي أنه بقالكوا سنين مخطوبين بس إنهارده الخميس هتلحقوا تنظموا؟ ... فعلاً معاكي حق خلاص لو احتاجتي حاجه أنا في الخدمة ... مع السلامة
ترك علي الأولاد يكملون اللعب من دونه وجلس إلى جوارها ليسألها: مين اللي هيتجوز ؟
قالت بسعادة: ماري أخيراً هتتجوز هي وشريف
علي: مبروك
-الله يبارك فيك
سألها متمعناً فيها: وإنتي ناوية تروحي لوحدك ؟
بادلته النظرات قائلة ببطء: الحفلة يوم الحد الجاي ... وأنت عندك شغل
-وإنتي ما عندكيش شغل؟
-عندي ... هأروح الصبح الشغل عادي وبعدين أروح
-أها ... هي الساعة كام ؟
-7
-طيب يعني اكون خلصت شغل ... ممكن أخرج ساعة بدري عن معادي
رفعت حاجبيها: ودا من إمتى؟
-عادي ... ما هو مش معقول تنزلي 7 والله أعلم هترجعي إمتى وأسيبك تروحي لوحدك
قالت بسخرية: لا والله فيك الخير
تجاهل جملتها الأخيرة قائلاً: الساعة 5 ونص هتلاقيني هنا ونلبس وننزل
قالت نادية من خلفه مستفهمة: تنزلوا تروحوا فين؟
علي بلا مبالاة: فرح واحدة صاحبتها
نادية: وأنا معزومة ولا إيه ؟
علي: بأقولك واحدة صاحبتها ... تعرفي صاحبتها ؟
نادية: يعني هتروحوا لوحدكوا ؟
أجابت رنا هذه المرة: لا طبعاً ، هأخد الولاد معايا ... أكيد مش هأسيبهم ف البيت
نادية ساخرة: إيه ... خايفة على ولادك مني؟
رنا بإستهزاء: أنا بأخاف اسيبهم لوحدهم دا طبيعي وما أظنش أنه دا اتغير
جاء الأولاد ووقفوا أمام والدهم مترددين فشجعهم قائلاً: اتكلموا في إيه؟
أمجد: أصل بكره الجمعة وكنا ...
أكمل كرم: عايزين نخرج نتفسح
أمجد مبرراً: كل يوم مدرسة ... زهقنا وعايزين نتفسح
أمسكت نادية بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقالت ببرود: الواحد طول الأسبوع في الشغل ، سيبونا يوم الأجازة نرتاح في البيت بقى
علي متأسفاً: خلوها وقت تاني يا ولاد
تراجع الطفلان والخيبة تملأهما فقد خسرا قضاء عطلة نهاية الأسبوع بالخارج.
نادتهما رنا: تحبوا تروحوا فين؟
قالا سوياً بحماسه: الملاهي !
ضحكت رنا: خلاص تمام ... بس تناموا بدري وتصحوا بدري وهتشربوا اللبن بتاعكوا كله ... وتروحوا المدرسة طول الأسبوع من غير ما يوم تعملولي عيانين أو تتحججوا عشان ما تروحوش!
وافق الطفلان على طلباتها : حاضر ... يعني هنروح
أومأت موافقة : أيوه
نادية بغضب: إنتي بتعصي كلمة علي ؟
وجهت رنا الحديث إلى طفليها: يلا على أوضتكوا وأنا هأحصلكوا باللبن
ركض الأولاد إلى الغرفة وأخرج كرم لسانه لنادية ليغيظها.
علي لرنا: ممكن توضحيلي اللي عملتيه دلوقتي
رنا: الولاد من أول الدراسة ما خرجوش ولا مرة ... لازم يغيروا جو عشان ما يحسوش بالملل وإنه الدراسة دي عذاب وسجن وبس ... كدا هيكرهوا الدراسة بدل ما يرجعوا لها من الأسبوع للتاني بفرحة ... هيبقى نفسهم يروحوا عشان يشوفوا صحابهم ويحكوا لهم اللي حصل يوم الأجازة وهيسمعوا الكلام ويذاكروا طول الأسبوع عشان ما يتحرموش من الفسحة دي
نادية بغيظ: بس إنتي كسرتي كلمة أبوهم
رنا دون أن تنظر إليها: ولا كسرتها ولا حاجه ... هو قال إنه مش هيقدر بس أنا أقدر
نادية: يعني هتخرجي معاهم لوحدكوا ؟ ... حتى لو علي ما وافقش؟
نظر لها علي مترقباً إجابتها: وفيها إيه لما اخرج معاهم لوحدي؟ ... ما أنا من زمان بأعمل كدا إيه اللي جد ... وبالنسبه لإذن علي ... لو ما إدانيش الإذن مش هنخرج
ابتسم علي بزهو بينما هزت رنا كتفيها قبل أن تكمل: بس يبقى يروح هو ويقولهم إنه هو اللي مش موافق
بُهت بشدة لذلك الموقف الذي وضعته رنا فيه بينما أمسكت الرواية التي كانت تقرأها ونهضت تحضر الحليب.
تطلع علي على أمجد وكرم ووجدهم يتحدثون بحماس عن مغامرة الغد ، لمحه كرم فهتف: بابا ... عمرك ركبت الإعصار؟
علي مبتسماً بعدم فهم: لا ، إيه دا ؟
نظر أمجد خلف والده: إيه دا؟ ... إلحقي يا ماما بابا مش عارف إيه الإعصار
قدمت لهم رنا الحليب مبتسمة: لا هو عارفة بس مش بيحفظ أسامي
نظرت إلى علي مضيفة: دي اللعبة اللي بتلف كدا زي الرول
حركت أحد أصابعها حول الأخر موضحة ، هتف أخيراً بفهم: أيوه ... مش دي اللي ركبناها زمان أول ما إتجوزنا؟
أومأت مبتسمة لتذكره ، أضاف غامزاً: اللي نزلتي منها دايخة ومش قادرة تقفي على بعضك وكنتي هتقعي وتوقعيني؟
قال كرم بإستنكار: ماما؟ ... دي ماما مش بتحس بيها وأمجد هو اللي بيدوخ
أمجد ناكراً: لا أنا كنت تعبان وقتها بس
أخرج كرم لسانه: لا أنت اللي خواف
علي: بس .. بطلوا نقار يا مفيش خروج
أمجد وكرم: لا لا لا خلاص
علي لرنا: دوختي ولا ما دوختيش
ضحكت رنا: أه وقتها دوخت ... بس بعدين اتعودت وما بقتش تأثر فيا !
ضحك علي: يا رنا يا جامد
انفجر الجميع في الضحك وكانت نادية تستمع إليهم وهي تكز على أسنانها بقوة.
في اليوم التالي ...
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...