زفر باسل قائلاً: جهز كل حاجه يا كريم عشان ديما هتيجي كمان كام يوم ، جهزلها سويت
أومأ كريم: حاضر هأجهز كل حاجه
أضاف متردداً: هي مريم هتيجي معاها ؟
باسل متعجباً: مريم مين ؟
أجابه بحرج: السكرتيرة
تمعن به باسل وقال متشككاً: هو أنت تعرفها؟
قال كريم منصرفاً: هأروح أشوف الجروب الألماني جهزوله كل حاجه ولا لسه
ناداه باسل: مش عارف هتيجي معاها ولا لا ، لو عرفت هاقولك
أومأ كريم وقال: معلش يا باسل أنا عايز أسافر عشان أطمن على والدتي ، أنت عارف إنها لوحدها
باسل: طب ما تجيبها تعيش معاك هنا إيه اللي يخليها تقعد هناك لوحدها؟
أجابه: ما أول ما فتحنا المنتجع حضرت الإفتتاح وما عجبهاش البيكيني والذي منه وكمان ما رضيتش تسيب أختي الكبيرة عشان كانت لسه والدة جديد
تفهم باسل موقفها: طب دلوقتي الظروف اتغيرت وأديك شايف المنتجع بقى شكله إيه ومر وقت كفاية على ولادة أختك
كريم: هأشوف ، بس أقدر أخد أجازة؟
باسل موافقاً: ماشي بس تيجي قبل ما تيجي ديما
كريم: أكيد ، ما تقلقش
اتجه باسل إلى المطعم حيث وجد رامي ممسكاً بكتاب ومنغمساً في قراءته.
-أنت بتقرا إيه يا ابني؟
أغلق رامي الكتاب بسرعة وأخفاه خلف ظهره وقال بتوتر: ها ؟ ... لا مافيش ... سيبك أنت
استغرب باسل تصرفه ولكنه تجاهله فرامي تصرفاته دائماً غير متوقعة ، سحب كرسياً وجلس بجواره قائلاً بتزمر: أنا مش عارف الواد شادي دا نزل القاهرة ليه وبيعمل إيه !
-عادي ، تلاقي وراه شغل ... هو مافيش غير المنتجع اللي وراه ؟
-لا ، بس هو نزل فجأة من غير ما يقول حتى
-سيبه يا عم هو حر في حياته
-أنت ما تعرفش هو راح فين ؟
نظر له رامي بقوة: أنت عايز توصل لإيه بالظبط؟
-وهأوصل لإيه يعني؟ ... صاحبي وبأطمن عليه
-صاحبك بردو ... ولا خايف ليروح ويقابل ديما ؟
أجابه بتوتر: وأخاف من كدا ليه يعني ؟
-يعني مثلاً أنا بأقول مثلاً تكون بتغيير
قال باسل في محاولة لإخفاء توتره: وهأغير ليه ؟ ... هما الإتنين أحرار
-وأما هما الإتنين أحرار أنت مضايق نفسك ليه ؟ ... مش أنت اللي سبتها بردو ولا إيه ؟
-هي اللي هربت
-يا سلام ؟! ... عايزها تعمل إيه يعني لما جوزها بلسانه اللي عايز قصه دا يقولها إنه إتجوزها غصب عنه عشان باباه تعبان وعايز يراضيه وإنه كمان إتجوز عليها واحدة تانية وهي دي اللي حبها وإختارها شريكة حياته
-يووووووه يا أخي أنت مش هتبطل تقطم فيا بقى!
-وأقطم فيك ليه ؟ أنا قولتلك الحقيقة مش أكتر ، أنت اللي اخترت اتحمل نتيجة إختيارك
-طيب طيب فهمت يا محامي الدفاع عن ديما هانم ... سيبك مني وقولي أنت أخبارك إيه ؟
-عادي مافيش جديد
-إزاي؟ ، أنت اختفيت أسبوعين روحت فين ؟ ، لا بترد على تليفون ولا عارف أوصلك في حته
-كنت عايز أبقى لوحدي شوية وافكر
-تفكر ف إيه ؟
توقف عن الكلام كأنه تذكر شيئاً فأضاف: صحيح ، إيه أخبارك مع البنت اللي كنت حكيتلي عنها وإنها مختلفة عن كل البنات اللي عرفتهم ؟
تنهد رامي بقوة: قطعت كل حاجه ممكن توصلني بيها
دنى منه باسل وسأله بجدية: إيه اللي حصل ؟
فرك رامي عينيه ليمسح الدموع التي تجمعت وهددت بالسقوط ثم أشاح بيده منهياً الموضوع: مش عايز اتكلم ف الموضوع
باسل: ماشي ، وقت ما تحس إنك عايز تحكي ما تنساش إني موجود
أومأ رامي مبتسماً إبتسامة باهتة وتركه باسل ليتابع أشغاله ، أخرج رامي الكتاب الذي يخفيه وقرأ عنوانه ببطء قبل أن يفتحه ويعود لقراءته مجدداً "الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ".
------------------
فُتح باب مكتب ديما فجأة واقتحمت مريم الغرفة باكية ، ألقت ديما ما بيدها واتجهت إليها في فزع تسألها بقلق: مالك ؟ إيه اللي حصل؟
-ماما ... ماما يا ديما
-مالها؟
-نقلوها المستشفى !
-ليـــــه؟
-مش عارفة وعشان كدا هأتجنن
-طب إهدي وتعالي إقعدي
أجلستها ثم تابعت تسألها: إنتي عرفتي إزاي؟
-جارتنا اللي ساكنة في الدور اللي تحتينا لما روحت لماما قابلتها وأدتها نمرتي عشان لو حصل حاجه لماما أو احتاجت توصلي حاجه كلمتني من شوية وقالتلي إنهم أخدوها عالمستشفى بس مش عارفة السبب ولا حتى أنهي مستشفى
-وناوية تعملي إيه دلوقتي ؟
-قولتلها تحاول تعرف وأنا هأستنى منها تليفون
-كويس أووي ، وإنتي لازم تهدي دلوقتي عقبال ما تتصل بيكي
-مش قادرة يا ديما ، دي ماما ، أخر حد ليا في الدنيا
-ما تقوليش كدا ! ، وبعدين أومال أنا والبنات نبقى إيه ؟
-مش قصدي يا ديما أنا ....
قاطعتها: أنا فاهمة قصدك بس لازم تهدي عشان تعرفي تتصرفي
-نفسي أطمن إنها كويسة ومش هتسيبني
-إن شاء الله تكون حاجه بسيطة ، إدعيلها
تصاعد رنين الهاتف المحمول الخاص بمريم فأسرعت ترد بقلق: أيوه ... مالها؟ ... الحيوان الحقير والله ما أنا سيباه ... طب عرفتي هي فين ؟ ... طب هاتي عنوان المستشفى
أمسكت بورقة وقلم لتكتب العنوان ثم تابعت حديثها: خلاص كتبته... تمام...حاضر أول ما أطمن هأطمنك...شكراً تعبتك معايا...تسلمي ... ماشي مع السلامة
أغلقت الخط فبادرتها ديما: أخدتي العنوان ؟
-أه أخدته
-هتروحي ؟
-أكيد أنا هأروح دلوقتي أصلاً ، معلش يا ديما هأخرج بدري
-إيه اللي بتقوليه دا ! ... روحي طبعاً بس ....
-بس إيه؟
-أخوكي ... أكيد زمانه معاها ف المستشفى دلوقتي
-أه معاها ، بس مش هيطول مالوش خُلق عالمستشفيات وخصوصاً لو قالوله هات فلوس ولو حتى عشان ماما
-طيب إستني أنا هأجي معاكي
-مافيش داعي يا ديما
-لا أنا هأجي غصب عنك ، ولا ناوية توقعي بيني وبين طنط ؟
-ههههههههه هو أنا أقدر؟ ... دي بقت تحبك أكتر مني أصلاً
-خلاص يلا بينا
وصلا المستشفى حسب العنوان الذي أعطته الجارة لمريم ، عرفا الغرفة التي تحتلها الأم زاراها وكانت بمفردها ، علقت مريم على ذلك هامسة بسخرية: البيه مش قادر يقعد جنب مامته ساعة على بعض
ديما: يمكن عنده شغل ولا حاجه ، كل واحد وله ظروفه
نظرت لها مريم نظرة ذات معنى ولم تعلق فهذه عادة ديما تلتمس الأعذار لغيرها رغم عدم منطقيتها في بعض الأحيان.
قدمت ديما باقة الأزهار التي أحضرتها لها وقالت مبتسمة: حمدالله ع السلامة يا طنط
الأم: الله يسلمك ، أكيد إنتي ديما
مريم: أيوه يا ماما دي ديما اللي حكيتلك عنها
الأم: بس ما قولتليش إنها حلوة وذوق أوووي كدا
ديما ضاحكة: دا إنتي الذوق كله يا طنط
الأم لائمة: طنط إيه بقى بعد اللي عملتيه مع مريم السنين اللي فاتت واللي لسه بتعمليه ما بقاش فيها طنط
ديما بفزع: هو أنا عملت حاجه وحشة؟
الأم بحنان: لا يا بنتي دا إنتي جميلك على راسي من فوق عشان كدا أنا بأعتبرك زي مريم بالظبط
مريم: يعني ...
أومأت الأم مبتسمة بحنان وهي تفتح ذراعيها لديما: مش عايزة تحضني ماما ولا إيه يا ديما ؟
ارتمت ديما في أحضان والدة مريم وبكت بحرقة فهي أبداً لم تشعر بحنان الأم منذ كانت في الثانية من عمرها كما لم يحاول أحد تعويضها عنه.
مسحت مريم دموعها التي إنهمرت لذلك الموقف العاطفي وقالت مصطنعة الغيرة والضيق: بقى أنا جيتلك على ملا وشي عشان تقولي لديما تعالي ف حضني وأنا لا؟
ضحكت الأم: وإنتي وافقة عندك بتعملي إيه ما تقربي ، حضني يساعكوا أنتوا الإتنين
ضمتهما معاً إلى صدرها بقوة وهي تقول: ربنا ما يحرمكوش من بعض ولا يحرمني منكوا
رددوا خلفها: آميـــن
سحبت مريم نفسها من حضن والدتها وتبعتها ديما.
مريم: وإيه اللي حصل عشان تيجي المستشفى؟
الأم: كل الحكاية إني نسيت أخد حباية الضغط
مريم بتشكك: يا سلام ؟ ... حباية واحدة بس؟
لم تجبها الأم فسألتها بجدية: الفلوس اللي أنا سيبتهالك راحت فين ؟
أجابتها الأم متوترة: خلصوا
مريم: ف إيه؟
الأم: احتاجتهم فصرفتهم
مريم: صرفتيهم ولا الباشا اللي المفروض إنه ابنك أخدهم؟
تنهدت الأم بألم ، نهضت ديما مغادرة: أنا هأشوف الدكتور عشان نطمن أكتر
بعد أن أغلقت ديما الباب خلفها سألت مريم والدتها: لسه بتدافعي عنه وخايفة عليه؟
-يا بنتي والله ما خوف ، دا كسوف ، بقى تربيتي وتربية أبوه تعمل فيه كدا ! ، أبوه مات وهو غضبان عليه مش عايزة أموت أنا كمان وأنا غضبانه عليه ، مش هيستحمل العذاب اللي هيعيش فيه بسببنا
ربتت مريم على يدها: ماشي يا ماما ، بس يكون في علمك هتطلعي من المستفشى على بيتي أنا وديما ومافيش كلام تاني ، بصراحة بقى أنا مش مستغنية عنك لو إنتي مستغنية عن روحك
-ربنا يخليكي ليا يا بنتي يا حبيبتي ويرضى عليكي
عادت ديما وطمأنتهم قائلة: الدكتور قال حاجه بسيطة ومافيش داعي للخوف بس مع الأسف لازم تباتي إنهارده عشان يطمنوا أكتر
مريم بقلق: الليلة دي بس مش كدا ؟
ديما: أيوه ، بس هيكشف عليها بكره ولو كانت كويسة خلاص هيكتبلها على خروج
تنهدت مريم براحه: طب الحمدلله طمنتيني
أضافت مريم ناظرة إلى ديما: ماما هتطلع من هنا على عندنا يا ديما
هتفت ديما بسعادة: طبعاً طنط تنور وإن ما شالتهاش الأرض أشيلها فوق راسي
تنهدت الأم براحه فهي لن تقبل كونها حمل على ابنتها وصديقتها وكلمات ديما العفوية المليئة بالحبور أراحتها ، قالت لائمة: وبعدين مش قولنا ماما إيه طنط دي بقى؟
إعتذرت ديما: خلاص ماما ماما ماما ، هأصدعك بيها ليل ونهار بسبب ومن غير سبب
مريم مازحة: دا إنتي لما صدقتي بقى
ضحكوا ثلاثتهم حتى قاطعهم طرق على الباب فتحت مريم الباب لتفاجأ بالطارقين.
هتفت والدة مريم: إيه دا ؟ ... كريم وأم كريم أهلاً وسهلاً
دخلت والدة كريم وهي تبتسم: إزيك يا مريم حمدالله ع السلامة ليكي يا أم محمد
والدة مريم: الله يسلمك ...اتفضل يا كريم مالك متنح وواقف عند كدا ليه ؟
أزاح كريم عينيه عن مريم التي أدارت رأسها بعيداً عنها حتى لا تلتقي نظراتهما ويكتشف شوقها إليه ، سلم بعض الفاكهة التي أحضرها هو ووالدته إلى والدة مريم قائلاً: حمدالله على سلامتك يا طنط
والدة مريم: الله يسلمك يا ابني ، ماكانش له لزوم التعب دا كله يا كريم
أسرعت والدة كريم لتجيب عوضاً عن ابنها:إخص عليكي هو في أغلى منك ؟
جلسوا جميعاً ملتفين حول سرير المريضة ولاحظت مريم نظرات والدة كريم إلى ديما فقدمتها إليها: دي ديما صاحبتي وفي نفس الوقت صاحبة الشركة اللي باشتغل فيها يا طنط
والدة كريم بدهشة: يا سلام ؟ ... ما شاء الله ، ربنا يخليكي لأهلك وإنتي شكلك نسخة من مريم ف الأدب والتربية والأخلاق وأنتوا الإتنين قمرات
قالت والدة مريم ضاحكة: قولي ما شاء الله يا أم كريم
ضحكت والدة كريم: ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ما تخافيش مش هأحسد بناتي ولا إيه ؟
أجابتها: دا أنا بأهزر معاكي
والدة كريم ضاحكة: ما أنا عارفة ، هي دي عشرة يوم ولا إتنين دا زمن بحاله
والدة مريم متذكرة: ألا صحيح يا أم كريم أنتوا عرفتوا منين إني هنا دا أنا ما بقاليش ساعتين في المستشفى
والدة كريم موضحة: أصل كريم جه من شغله إنهارده الفجر وحكالي إنه شاف مريم وإنها رجعت بالسلامة فقولت لازم أروح أباركلك على رجوعها بالسلامة وأطمن عليكوا بنفسي وقابلتني جارتكوا اللي تحت وقالتلي إنهم نقلوكي المستشفى فجينا نطمن عليكي
والدة مريم بإمتنان: فيكي الخير يا أم كريم ، طول عمرك بنت أصول وتعرفي الواجب
والدة كريم: دا أنتوا أهل الواجب كله
مريم: تحبي تشربي حاجه يا طنط ؟
والدة كريم: لا شكراً يا حبيبتي خليكي مرتاحة ، جارتكوا ما سابتناش إلا لما شربتنا لتر عصير
والدة مريم: هههههههه طول عمرها صاحبة واجب ، إنما إنتي عامله إيه في السكن الجديد ؟
والدة كريم متزمرة بضيق: والله بوزي ف الحيطة طول اليوم ، قاعدة لوحدي ، بعد ما بنتي خلاص فاقت مالولادة ما حبتش أطول أكتر م اللازم عشان ما تاخدش عالدلع وتتعلم تعتمد على نفسها
والدة مريم: ربنا يعينها يا رب ، ويباركلها ف اللي رزقها بيه
وضعت والدة كريم يدها على ساق ابنها: بس كريم مُصر إنه ياخدني معاه المنتجع اللي بيشتغل فيه عشان يطمن عليا وأنا تحت عينيه ، هو كان قالي أول ما أشتغل هناك بس لما شوفت المناظر هناك ما قدرتش
سألتها والدة مريم متعجبة: ليه يعني ؟ مش ناس زينا ولا إيه؟
أجابتها وقد لوت شفتيها: زينا مين بلا قلة أدب! دي ناس نسيت تلبس هدومها
ضحكوا على قولها جميعاً وعلقت مريم: إزاي يعني يا طنط ؟
والدة كريم: يا بنتي أشوف البت ماشية بلبس أستغفر الله مش لبس أصلاً تحسي إنها ماشية ف صالون بيتهم ، دا أنا كنت باتكسف ألبس جلابية بنص كُم قدام أبو كريم -الله يرحمه- ودي ماشية لي عريانة وتقول لابسه
ضحك كريم معلقاً: أومال جبتيني إزاي يا ست الحبايب ؟
ضربته على كتفه بقوة قائلة: إختشي يا واد وبطل قلة أدب
قال كريم ضاحكاً: ماشي يا ست الكل حقك عليا ، بس المنتجع أتغير وما بقاش فيه الكلام دا
والدة كريم: أه ما أنت قولتلي الشريكة الجديدة ف المنتجع دا هي اللي ظبطته ، ربنا يجعله ف ميزان أعمالها يا رب ويكرمها قادر يا كريم على اللي عملته
أشار كريم إلى ديما: أهي هي دي الشريكة اللي بأقولك عليها
نظرت إليها وقالت مبتسمة: بسم الله ما شاء الله ، أنا قولت أخلاق وأدب من أول ما دخلت ، أنا نظرتي في الناس ما تخيبش أبداً
ديما: دا المنتجع هينور بوجود حضرتك
والدة كريم: دا من أصلك يا بنتي
مريم: صحيح يا طنط مبروك خطوبة كريم ، أنا باركتله وقولت لازم أباركلك مع إنها جاية متأخر معلش
سألت والدة مريم متعجبة: هو كريم خطب ؟ ... وليه ما قولتوليش لما كنت عندكوا أخر مرة ؟
أجابت والدة كريم بحرج: وإنتي كنتي ف إيه ولا ف إيه
وأضافت ملتفتة إلى مريم بتعجب: بس إنتي عرفتي منين؟
مريم: ما أنا شوفتها في المنتجع ما هي المساعدة بتاعت كريم
ضربت والدة كريم رأسها: أه صح تصدقي نسيت ، أنا أصلاً ما شوفتهاش مرتين على بعض ، أصلها من العين السخنة وصعب تيجي وأنا صعب أروحلها ، أنا كان نفسي تكوني إنتي اللي من نصيب ابني بس ...
قاطعتها والدة مريم: مافيش داعي للكلام دا ، الجواز قسمة ونصيب
نظرت والدة كريم إلى ولدها شذراً قائلة: أكيد ربنا شايلك واحد أحسن من ابني مليون مرة ويستحقك يا مريم وإنتي تتاقلي بالدهب أصلاً
مريم: ربنا يخليكي يا طنط ، ربنا يسعدك يا كريم
تفحصها كريم بدقة عله يجد أي شئ يدل على غيرتها عليه لكنه وجد ملامح وجهها جامدة.
ديما: طب أستأذن أنا بقى عشان سايبة الشركة وفي حاجات مهمة عايزة أعملها
والدة مريم بإمتنان: معلش عطلتي نفسك بسببي
تناولت ديما يدها بين كفيها معاتبة: وهو في أم تقول لبنتها كدا يا ماما؟
ابتسمت لها والدة مريم بحنان فياض.
مريم: طب تعالي أوصلك يا ديدي
رفضت ديما: لا خليكي ، أصلاً هأشيك على كل حاجه وأجيلك
والدة مريم: لا ما تتعبيش نفسك أكتر من كدا
ديما: وبعدين بقى؟ ... إنتي مش بتعتبريني بنتك ولا إيه؟
مريم مسرعة: لا مش كدا ، أنا هأبات معاها كفاية
ديما: إممم ماشي هأسيبكوا الليلة دي عشان الأيام جاية كتير وهأبقى على قلبكوا ومش هتعرفوا تستفردوا ببعض
ضحكوا على خفة ظلها وقالت مريم: ماشي يا عزول
سأل كريم ديما: هو مش إنهارده المفروض هتروحي المنتجع؟
أجابته ديما: أه بس كدا مش هينفع
مريم: لا روحي إنتي من غيري ، ما تنسيش إنه إنهارده في حفلة على شرفك وإحتفال بيكي
ديما: عارفة بس مش هأسيبك إنتي وطنط لوحدكوا
والدة مريم: لا والنبي يا بنتي ما تحسسنيش بالذنب ، روحي وعملي اللي خططتيله ومالكيش دعوة بيا
ديما: بس ...
مريم: خدي ميرنا معاكي ، رنا مش هتقدر تسيب ولادها وماري لسه متجوزة جديد ومش هينفع تسيب شريف وهدى إنتي عارفة مامتها لكن ميرنا ما أعتقدش هترفض
ديما: هأشوف الظروف كدا الأول وأقرر
نهض كريم قائلاً: وأنا لازم أمشي عشان ألحق أرجع السخنة
والدة مريم: أنت مش قولت يا ابني إنك واصل الفجر ؟
والدة كريم: أهو كدا يجي وما يكملش يوم ويرجع ، مش قادرين يستغنوا عنه ف الشغل شوية
والدة مريم: ربنا يفتحها في وشه ويرزقه من وسع
كريم: يلا يا ماما عشان أوصلك وأخد شنطتي وأسافر
والدة كريم بإستسلام: ماشي يا ابني ، ألف سلامة عليكي يا أم محمد وحمدالله على سلامتك يا مريم
والدة مريم: الله يسلمك ، تسلمي ع الزيارة والقاعدة الحلوة دي
انصرفوا جميعاً وتركوا الأم برفقة ابنتها يتجاذبان أطراف الحديث حتى غرقت الأم في النوم وجلست ابنتها تفكر في من أختاره قلبها ولكن أختاره الزمن لغيرها.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...