عدلت الأم الوسادة خلف ابنتها واطمئنت لنوم وليدها.
الأم: مش فاهمة إزاي تكلميني أخر واحدة ! ، هو أنا مش مامتك بردو يا ماري ؟
ماري بإرهاق: العفو يا ماما ، بس حضرتك كنتي تعبانة إمبارح وأنا ما كنتش عارفة هأولد إمتى فما حبتش أتعبك ع الفاضي وأول ما شريف فضي بعته يجيبك إنتي وبابا وبيشوي ومارينا
بيشوي: ما خلاص يا ست الكل أهو جالك بيبو صغنن دا المهم
مارينا متأملة الصغير: أنا مش مصدقة خلاص ابن بنت خالتي شرف
غمزه بيشوي: عقبال ابننا يا ميمو
ماري ضاحكة: أنت كل اسامي الدلع عندك اخرها واو ؟
الأم: تصدقي صح ، بيبو وميمو وبيشو
دخل شريف حاملاً حقيبة: أهي كل الحاجات اللي طلبتيه يا ستي
مارينا: بأمانة ماري محظوظة بيك يا شريف
بيشوي بغيرة: بأمانة أنا شكلي هأخلي الإكليل يبقى فرح
الأم: ههههههههه بس يا بيشوي وبطل لعب عيل
مارينا مغيظة بيشوي: شكلي أنا اللي هأجل الإكليل يمكن ألاقي زي شريف
ماري: أصلاً مافيش زي شريف حبيبي
قبل يدها: دا إنتي اللي حياتي
عزف بيشوي على آلة وهمية: تيرارارا
مارينا: وحياتك ما عندكش واحد عبدالحليم
بيشوي بغيظ: لا عندي واحد قفا ينفع ؟
أخرجت له مارينا لسانها: لا ما ينفعش ، أنا عامله دايت
بيشوي: بقى كدا ؟؟ ، طب والله لأوريكي ، عايزة تأجلي مش كدا؟
ألتقطت حقيبتها مغادرة: باي باي
ركض بيشوي خلفها بينما قهقه الجميع ، فهما يحبان بعضهما منذ الصغر ولا ينفكان عن إغاظة بعضهما.
----------------
اتمت استعدادها لمقابلة العريس المنتظر ، ارتدت نقابها الأسود الذي تعتبر ثبوتها عليه تأكيد لرضا الرحمن عنها وحبه لها.
دخلت سعاد ورأت نقابها ولكنها لم تعترض فهي لم تصدق أذنها عندما أطلعها زوجها على قبول رؤيتها للعريس ، لا تريدها أن تتراجع في أخر لحظة بالإضافة إلى أن العريس يبدو عليه الإلتزام الشديد.
خرجت برفقة والدتها تنظر أرضاً وجلست بجوار والدها على استحياء ، تحجج الأهل بحجه وهمية لم تحاول التركيز على معرفتها ليتركوهما معاً.
نهض ليجلس بالقرب منها ولكنها أنتفضت واقفة فسألها متعجباً: هو في إيه ؟
أشارت له كي يعود لمقعده السابق: لو سمحت اتفضل إرجع مكانك
نظر له بتمعن: ما إنتي مش راضية تبصيلي فقولت أقرب يمكن تعرفي تشوفيني
نظرت له أخيراً ولأول مرة فإذا به شاب المصعد ، علم من عينيها أنها تعرفت عليه فاتسعت ابتسامته: ما تقعدي
تنحنحت ثم قالت بحزم: طب ارجع مكانك الأول
عاد لمقعده بهدوء وعادت هي للجلوس ، بادرها: هاتكلم عن نفسي شوية لإنه شكلك مكسوفة ، أنا مروان محمد عمري 38 سنة باشتغل دكتور أطفال وعندي عيادة خاصة ، كان عندي أختين الأولى فاطمة كانت تؤامي ماتت وأنا في ثانوي
علقت بأسى: ربنا يرحمها
- أمين يا رب العالمين ، وعندي أختي التانية نوران ودي في تالتة آداب ، و بابا أستاذ محمد مدرس لغة عربية في مدرسة إعدادية وماما سوسن مدرسة دراسات إجتماعية في نفس المدرسة ، تحبي تستفسري عن حاجه ؟
وجدت السؤال ينساب من بين شفتيها بلا شعور: إشمعنه اخترت طب الأطفال بالذات ؟
- أنا كان نفسي طبيب جراحة بس بعد تعب والدي كانت الجراحة شئ صعب لإنه هياخد كل وقتي بعيد عن عيلتي ففضلت تخصص تاني أحبه وكمان يوفر وقت عشانهم.
شعرت بالسرور فهو قد فضل بر والديه والبقاء في خدمتهما على تحقيق حلمه وهدفه في الحياة ، استيقظت على سؤاله: إيه كمان ؟
تنحنحت قبل أن تسأله: أنت ليه اختارتني أنا بالذات ؟
ابتسم فقد كان ينتظر هذا السؤال بفروغ الصبر: مش عارف ، أنا من ساعة اللي حصل في الأسانسير وإنتي عالقه في دماغي لدرجة إني مشيت وراكي من غير ما أحس كأنه في حد بيتحكم فيا ويقولي امشي وأعرف هي ساكنة فين ، فضلت وراكي لحد ما وقفتي قدام مدرسة وحضنتي ولد ، ساعتها النار قادت فيا ما اعرفش ليه حسيتك حاجه تخصني ومش المفروض حد يلمسها ، كملت وراكي وإنتي ماشية معاه لحد ما وصلتوا البيت هنا ، سألت الناس وعرفت كل حاجه عنك ، ههههههههه وعرفت إنه أخوكي
نظرت له متعجبة فباغتها بطلب: كلميني إنتي عن نفسك
هدى بشك: مش أنت بتقول سألت عني ؟
ضحك مؤيداً: أيوه ، خلاص بلاش ، بس ممكن تقوليلي ليه كنتي متعصبه عليا أوي ومضايقه مني ؟
أخذ نفساً عميقاً: أنا ما كنتش مضايقة منك ، أنا أضايقت من نفسي عشان ركبت الأسانسير بالطريقة دي من غير ما يجي في دماغي إنه ممكن يكون فيها واحد ، وكمان عشان المفروض كنت أنزل في الدور اللي بعده ما دام عرفت غلطي بس أنا سوقت فيها وعملت نفسي عبيطة ومش واخده بالي عشان ألحق معاد مدرسة أخويا بس كله طلع عليك معلش.
ابتسم في سره ، إنها الزوجة الصالحة التي تمناها ، تعترف بخطأها وتستغفر ربها خوفاً من سخطه عليها ، تغضب من نفسها لعدم تنفيذها ما أمرها به وتلوم نفسها حتى لا تكرر فعلتها.
مروان: يبقى كدا كله تمام ، أناديهم بقى؟
هدى مترددة: أنت مش عايز تشوف وشي ؟
مروان بإقتضاب: لا
هدى متعجبة: أومال هتوافق تتجوزني إزاي من غير ما تشوفني؟ ولا غيرت رأيك ؟
مروان باسماً: لا ما غيرتش رأيي وبالنسبة لوشك أنا مش عايز أشوفه غير بعد كتب الكتاب
نظرت له متعجبة فقد كان هذا مطلب كل من يأتي لخطبتها ولا يتنازل عنه كشرط لإتمام المقابلة ، أضاف بعد أن لاحظ حيرتها: أنا مش هأتجوز وشك ولا شكلك ، مش هأقولك إنهم مش مهمين عشان ما أكدبش عليكي بس افرضي شوفته دلوقتي وعجبني ، وحصلت حريقة أو حادثة قبل الجواز وبعد الشر وشك اتشوه فكرك إني هأرجع في قرار جوازي منك لسبب زي دا ؟ ، لا طبعاً ، أنا بأختار زوجة تكون عون ليا في إرضاء ربنا وتكون أم مثالية لأولادي وتربيهم تربية سليمة.
ثم أضاف بمكر: وافرضي كنتي حلوة أوي زي ما أنا متوقع ، أفضل من هنا لحد كتب الكتاب أحلم بوشك وما أعرفش أنام الليل؟ ، ويمكن شوشو يعمل معايا الواجب واتهور
ختم حديثه بسؤالها عن أي شئ تريد الإستفسار عنه عندما استشعر خجلها لكنها هزت رأسها في صمت ، نادى الأهل واتفقوا على كتب الكتاب بعد أسبوعين من الآن فهم ليسوا بحاجه إلى الخطبة الطويلة ، كما أنه سيحاول الحضور كلما أمكن ليتعرفا في حدود الخطبة.
بعد انصرافهم دلفت إلى غرفتها تتذكر ملامحه التي طبعت في ذاكرتها ، عينيه رمادية شديدة الجاذبية أزاحت ناظريها عنهما بصعوبة ، شعره ناعم حالك السواد ، بشرته بيضاء وذقنه في طور النمو ، نظاراته الطبية تزيده جاذبية.
هزت رأسها بقوة لتخرجه منها قائلة لنفسها بلوم: دا لسه أجنبي ما يصحش تفكري فيه كدا ، الحمدلله إنه قرب كتب الكتاب عشان يبقى حلالي وأفكر فيه براحتي ، يوووووه إيه اللي أنا بأفكر فيه دا ؟؟؟؟
نهضت لتتوضاً وتصلي ليخرج من عقلها ولو لفترة من الزمن
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...