29

4.3K 229 1
                                    


وضعت يدها على قلبها محاولة أن تعيده إلى أنتظام دقاته ، لقد فقدت السيطرة عليه منذ أن وقع نظرها على رامي ، أه كم تشتاق له يا قلبي ، أمازلت تحبه برغم معرفتك بأنه لن يكون من نصيبك أبداً ، يبدو شديد الوسامة في هذا الزي الرسمي ، ومتى لم يكن وسيماً يا ترى فهو دائماً وأبداً سيظل أوسم رجال العالم في نظرها ، تنهدت وبدأت تسغفر عله يخرج من رأسها و ... قلبها.
وقف يتحدث مع بعض رجال الأعمال ، ويرحب بالمدعوين ، ولكن عينيه تدور وتدور ثم تتوقف عليها ، كم شعر بالسعادة ودقات قلبه تتسارع عندما رأها بحجابها ، حقاً بدت أجمل بكثير بدت كالأميرة ، لا بل كالملكة المتوجة ، فستانها الكريمي وحجابها الذهبي زادوها جمالاً فوق جمالها ، يريد أن يقترب ... يتحدث إليها ... ينظر في عينيها عن قرب ... يراقب إبتسامتها ولكن كيف كيف السبيل إلى ذلك وهناك عوائق تحول بين قلبيهما.
اقترب شادي من ديما وحياها: حمدالله ع السلامة
-الله يسلمك
-إنتي حلوة أوي إنهارده
قالت بحزم: لو سمحت أنا مش بأحب الكلام دا
-ليه بس؟ مش دي الحقيقة ؟
وضع باسل يده على كتف شادي وقال بإبتسامة صفراء: أظن إنك سمعتها يا شادي وهي بتقولك مش بأحب الكلام دا والموضوع أنتهى على كدا
أومأ له شادي قبل أن ينصرف: أنت تؤمر بس يا بيسو
إلتفت باسل إليها بعد مغادرته: أما إنتي مش بتحبي الكلام دا بتلبسي كدا ليه ؟
نظرت إليه مستهجنة : أفندم ؟
قال مغازلاً: الفستان حلو أوي ورقيق ، إنتي طول عمرك واللون السيمون بيليق عليكي
أجابته بخجل: ميرسي
اقتربت بوسي منهم وهي تنظر لها بحقد: بتعمل إيه يا بيسو مع المدام ؟ ... أكيد بتتكلموا ف الشغل مش كدا ؟
أجابتها ديما بتحدي: لا ، كان بيقولي إنه الفستان حلو عليا واللون دا لايق عليا جداً
أمسكت بوسي بيده بحركة متملكة لتداري غيظها: عادي ، دا تقريباً قالها لكل الستات في الحفلة
باسل مغيراً الحديث: أومال أستاذ نعيم ماجاش ليه ؟
ديما: عنده قضية بكره الصبح فما كانش هيقدر يجي
باسل: أه طيب ، وإنتي هتقعدي هنا في المنتجع ؟
ديما: لا ما أعتقدش ، بس من فترة للتانية هأعدي أشوف الأمور ماشية إزاي ، وفي واحد هيجي مندوب عني وهيبقى ليل ونهار هنا عشان يتأكد إنه الأمور ماشية زي ما أنا عايزة ولو في حاجه هو هيبلغني
بوسي ساخرة: مش واثقة فينا ولا إيه يا مدام ديما ؟
ديما: والله الشغل شغل
طمأنها باسل: ما تقلقيش كله هيمشي تمام وزي ما إحنا عايزين
أومأت ديما: طب عن إذنكوا بقى هأشوف باقي الضيوف
باسل: إتفضلي
بوسي بإستهتار: إذنك معاكي ياختي
نهرها باسل: جرا إيه يا بوسي إيه الطريقة اللي بتتكلمي بيها دي ؟
بوسي غاضبة: وأنت مالك محموق أوي ع الست الهانم كدا ليه؟ ... وكمان واقف تغازلها وتعاكس فيها ولا أكني موجودة ؟!
باسل بملل: والله أنا حر أعمل اللي أعمله إنتي فاهمه؟
وتركها حانقاً على طريقتها في الحديث معه.
بوسي بغل: ماشي يا سي باسل ، لما نشوف أخرتها معاك أنت والست ديما
---------------
تمددت الأم في فراشها قائلة: يا بنتي روحي بقى
مريم: لا ، أنا هأبات معاكي
-يا بنتي ولزومه إيه التعب دا بس؟ ... أنا هأنام دلوقتي عشان الدوا اللي أخدته ومش هأصحى غير الصبح
- يا ست الكل أنا مرتاحة كدا سيبيني براحتي بقى
- طب أنا هأطلع من هنا على فين ؟
- على بيتنا أنا وديما طبعاً ، إنتي فكرك إني ممكن أسيبك ترجعي عند اللي اسمه محمد دا تاني؟ ، دا ما تعبش نفسه يجي يشوفك عامله إيه وفوقتي ولا لسه
- سيبك من أخوكي دا أنا رميت طوبته أصلاً ، خلينا ف إني هأجي عندكوا ، هتقعديني فين ؟
- الشقة اللي إحنا فيها دي أوضتين وصالة ، أنا وديما ف أوضة وإنتي ف الأوضة التانية
- والأوضة دي جاهزة ولا هتتنضف؟
- هي مقفولة من زمان عمرنا ما فتحناها فأكيد هتتنضف
-طيب ، روحي نامي ف البيت بقى والصبح قبل ما تيجي جهزي الأوضة وأنا كدا كدا هأخرج الساعة 10 لما الدكتور يمر ويكشف عليا ويكتبلي الإذن
- إممممم ، إنتي مستنية حبيب القلب ولا إيه ؟
- حبيب قلب إيه يا بت ، سيبنالك إنتي الكلام دا
- ما هو إنتي من الصبح بتلفي وتدوري عشان تمشيني يبقى فيها إن
- ولا إن ولا حاجه ، كل الحكاية إني عايزاكي ترتاحي وفي المستشفى مش هترتاحي
- إممممم هأفكر
-يا بت كفاية بقى ما تتعبيش قلبي ، والله لو ما روحتي دلوقتي لأرجع عند أخوكي وما أعتبش بيتك دا أبداً
قالت مريم بفزع: وليه كدا بس يا ماما !
-أهو كدا ، هتروحي ولا أكلم أخوكي يجي ياخدني الصبح ؟
-أوف ، طيب خلاص هأمشي
-شاطرة ، كدا تبقي حبيبتي
-ماشي يا ماما ، بس خلي الورقة دي معاكي عشان لو اتأخرت عليكي ولا عوزتي حاجه تكلميني ف النمرة دي ، وأدي نمرة ديما كمان إحتياطي
-ماشي ، ما تشيليش إنتي هم بس
-يلا نامي بقى عشان أطمن عليكي قبل ما أمشي
-أصلاً أنا بأنام على نفسي ، تصبحي على خير
-وإنتي من أهل الخير
جلست مريم بجوارها حتى تطمئن على إستغراقها في النوم قبل أن ترحل.
--------------
-بت يا نعمات ! ، يا نعماااااات ، إنتي يا زفتة !
خرجت من المطبخ إمرأة ذات جسد رشيق وسمرة خفيفة ، تهتم بنفسها رغم عدم حصولها على نسبة كبيرة من الجمال ، كشفت عن ساقيها برفعها أحد أطراف عباءتها ، قالت وهي تصرخ: أيوه أيوه عايز إيه ؟ ، صدعتني
أجابها وهو يغير حجر الشيشة ويسحب نفساً بعد أخر ليعدها: أعمليلي كوباية شاي ... وحمريلي شوية بطاطس
- هو أنت هتفضل قاعدلي القاعدة المنيلة بتاعتك دي وتتأمر !
- بت ! ، ما تضيعيش الحجرين اللي الواحد شربهم
- أه ما هو لو الست الوالدة كانت هنا ، ما كنتش قدرت تدخل بالبتاعة اللي ف إيدك دي من باب الشقة
- وإنتي مالك يا ولية ؟ ، إنجري اعملي اللي قولتلك عليه من سكات
- طااايب لما نشوف أخرتها
أوقفها قائلاً: أه صحيح يا بت
عادت إليه حانقة: خير
- ماكلمتيش أمي ولا عرفتي هي عامله إيه ولا هتطلع إمتى؟
أجابته بإستهجان: لا ما أعرفش ، وبعدين هي أمي أنا ولا أمك أنت ؟ ، المفروض إنه جنابك اللي تطمن عليها مش أنا مع إني ما أظنش إنه ليك عين بعد اللي عملته فيها الصبح
- قصدك إيه يا بت ؟
- قصدي لما لويت دراعها وفضلت وراها عشان تاخد منها الفلوس اللي السنيوره أختك بتبعتها لها
- وأنا كنت أعرف منين إنها هتتعب كدا؟
- أنت بتستهبل؟ ، أنت عارف إن دي فلوس الدوا بتاعها ومع ذلك نشفت دماغك وأخدتها ، ودي مش أول مرة
صرخ بها غاضباً: إخفي من قدامي يا ولية ، أنا غلطان أصلاً إني اتكلمت معاكي
- أه ما هو الكلام مش على المزاج والكيف
قذفها بحذائه المنزلي قائلاً: غوووري يا بوز الفقر
ركضت من أمامه بسرعة قبل أن يصيبها وعادت بعد قليل بما طلبه ووضعته أمامه ، جلست بجواره تسأله: أنت تعرف بيت أختك الجديد فين ؟
تذوق الشاي مصدراً صوتاً مقززاً قبل أن يقول بتلذذ: أه ، المعلم حسونه لما جت هنا بعت وراها صبي من صبيانه عشان يعرف مكانها وقالي إنه معاه العنوان
لامته بشدة: وساكت يا راجل ؟
- هأعمل بيه إيه ؟ ... مالوش لازمة
أجابته مبتسمة إبتسامة خبيثة: لا دا ليه 100 لازمة ولازمة
ترك ما بيده وإلتفت إليها بأنتباه: إزاي بقى؟
قالت بــشر: تاخد العنوان من المعلم حسونه وتروحلها وتقولها على إن أمك ف المستشفى ومحتاج فلوس للدوا ومصاريف المستشفى نفسها والعلاج ، وإنها عايزة حد يراعيها وياخد باله منها عشان كبرت ، وطبعاً أختك بتحب أمها زي عينيها ومش هتتأخر عليها ف حاجه
أجابها بتفكير: بس الدكتور طمنا على إنها بخير
- وهي هتعرف منين يعني ؟
- مش يمكن تطلب تشوفها ؟
- عادي ، وإيه يعني ، قولها كانت حالتها مش مستقرة ولما دفعنا الفلوس اهتموا بيها كويس وخفت ورجعناها البيت زي أي حاجه في البلد فين الجديد؟
- إمممممم ، تصدقي معاكي حق ، دماغك دي فيها ألماظات
- ههههههههههههه عشان تعرف مراتك بس
- طب قومي جيبيلي المحمول من جوا
أشارت إلى عينيها قبل أن تقول ناهضة: م العين دي قبل العين دي

اصدقائي قنبله ذريه بقلم/  ساره محمد سيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن