22

4.3K 229 8
                                    


تطلعت حولها تبحث عن المفاجأة التي وعدها بها رامي ولكن لم تجد سوى يخت يرسو على النيل.
ميرنا متسائلة: فين المفاجأة دي يا رامي ؟
رامي مبتسماً: قدامك أهي
ميرنا بدهشة: دا يخت !
رامي: أيوه
ميرنا بإستنكار: مش معقول اليخت هو المفاجأة
رامي: لا ، بس المفاجأة جوا اليخت
ساعدها رامي على الصعود إلى اليخت الذي انطلق بهما بمجرد ركوبهما ، أخذها رامي إلى طرف اليخت.
سألته: ها بقى فين المفاجأة ؟
ضحك رامي: إنتي هتموتي عالمفاجأة كدا ليه ؟
ميرنا: أصل أنا طول عمري بأحب المفاجأت
-كلها؟
أجابته مترددة: لا الحلوة منها بس ... مش مفاجأتك حلوة بردو ؟
غمزها: وهو فيه حاجه تبقى من طرفي وما تبقاش حلوة ؟
ميرنا ضاحكة: يا واثق أنت ... المهم فين المفاجأة
أخرج رامي علبة من جيبه فتحها وركع أمامها قائلاً بسعادة: تقبلي تتجوزيني؟
حاولت ميرنا أن تجيبه ولكن لسانها قد شلته الصدمة فتابع: أنا من أول ما عرفتك وأنا حسيت إنك مختلفة عن أي واحدة شوفتها أو عرفتها بس احتجت وقت عشان أتأكد من مشاعري عشان لا أظلمك ولا أظلم نفسي
همست ميرنا: واتأكدت إمتى؟
أجابها: من اليوم اللي أخدتيني فيه دار الأيتام ... كنت شايفك وإنتي بتلعبي مع الأطفال ورجعتي طفلة معاهم تاني ... حسيت وقتها إني مش هأقدر أعيش من غيرك وكنت هأقولك يومها لما عزمتك عالعشا بس قولت أستنى الوقت المناسب والطريقة المناسبة عشان أعرض عليكي الجواز ... أنا بحبك يا ميرنا ... تقبلي تتجوزيني ؟
أومأت موافقة السعادة تقفز من عينيها: وأنا كمان بحبك ... وأقبل أتجوزك
ألبسها رامي خاتم يحوي ألماسه صغيرة شديد الرقة وفي الوقت ذاته شديد الجمال ، وقف على قدميه وأمسكها من كتفيها قائلاً بحماس: إيه رأيك نتجوز في الكنيسة اللي ماري وشريف اتجوزوا فيها
تجمدت ملامحها وهي تسأله: نتجوز ف الكنيسة ؟
أومأ رامي مبتسماً: أيوه
تلاشت سعادتها وهي تسأله بخوف: هو أنت مش مسلم ؟
ضحك رامي: لا ، أنا مسيحي ... هو لو كنت مسلم كنت هأقدر أطلب منك الجواز يا ميرنا
شحب وجهها وهي تقول: بس أنا مسلمة يا رامي
أختفى اللون من وجهه واختفت السعادة كأنها لم تكن ، أضافت هي باكية: أنا اسمي ميرنا نبيل رفعت مصطفى !
قال بذهول: بس إنتي مش محجبة !
زاد بكاءها وهي تقول: وأنت مش راسم صليب على إيدك
رامي بعصبية: رسم الصليب دا مش فرض في ديني ، بس الحجاب فريضة في دينك ... وبعدين إنتي على طول مع ماري وهي أقرب واحدة ليكي
ميرنا موضحة: أيوه ... ماري جارتي ساكنة في الشارع اللي قبلي وكنا مع بعض في المدرسة من ابتدائي ودخلنا نفس الكلية يعني مع بعض من صغرنا فأكيد هتكون هي أقرب واحدة ليا !
رامي بيأس: ليه ما قولتليش من الأول إنك مسلمة!
ميرنا بضيق: وأنا إيش عرفني إنك مسيحي ؟
كان الصمت سيد الموقف بينهما حتى رسى اليخت مرة أخرى ، توجهت ميرنا لتهبط منه عندما أمسك ذراعها بقوة ليمنعها ، نظرت إليه لتجد الدموع تغرق وجهه مثلها تماماً.
رامي: رايحه فين ؟
ميرنا بيأس: هأمشي ... ما بقاش ينفع جوازنا
رامي: ليـــــه ؟
ميرنا: في ديني ماينفعش أتجوز غير مسلم زيي
رامي: بس أنا ممكن أتجوزك
ميرنا يائسة: مش هينفع ، بأقولك عندي ما ينفعش
هتف بها رامي: وإنتي من إمتى فارق معاكي اللي بيقوله دينك ؟ ... مش دينك بردو اللي قالك اتحجبي؟ ... ماسمعتيش كلامه واتحجبتي ليه ؟ ... إشمعنه في دي عايزة تسمعي كلامه
لم تعلم كيف تجيبه فهو محق بشكل أعجزها عن الرد سوى بكلمة واحدة: مش هأقدر
صاح بها: ليييييييييييييه؟
رفعت صوتها أيضاً: أيوه أيوه أنا قصرت في حق ديني كتير وفي طاعة أمر ربنا كمان ... بس اللي أنت بتطلبه دا أنا مش هأقدر أعمله ... لحد هنا وكفاية ... صدقني كان نفسي نتجوز بس يظهر إنه مالناش نصيب سوا ... ياريت ما تحاولش تشوفني تاني ولا تدور عليا ... إحنا وصلنا لحيطه سد ... واللي عملناه كان غلط من الأول!
ركضت بسرعة من أمامه ، إنهار على ركبتيه فوق سطح اليخت يبكي ويصرخ ليخرج القليل مما يعتمر بداخله.
-----------------
تجلس هدى على طرف الفراش الذي ترقد عليه ميرنا متدثرة بغطائها تنظر لنقطة وهمية ولا تحرك عينيها عنها.
تنهدت هدى: يا بنتي فيكي إيه ما تحكي يمكن ترتاحي ولا نلاقي حل لو المشكلة مضايقاكي أوي كدا
لم ترد فتابعت: ما هو مش هينفع الحالة اللي إنتي فيها دي يا ميرنا ، عشر تيام يا حبيبتي وإنتي لا بتكلمي حد ولا بتردي على حد وجاتلك سخونية وقولنا هي السبب ، بس أهو خفيتي الحمدلله بس مافيش فايدة ... إيه اللي حصل عشان دا كله ؟
ظلت ميرنا على حالها ولم تتأثر بحديث هدى التي تابعت: طب مش فارق معاكي مامتك وقلقها عليكي وإنها ماعرفتش تتصرف معاكي ؟
أكملت: طب إحنا اللي مامتك من يأسها منك كلمتنا يمكن نكون عارفين عنك حاجه بس ما حدش عارف ، يا ميرنا إحنا بنتناوب عشان نفضل جنبك ودا دوري دلوقتي وإنتي مش راضية تحكي لحد فينا من إمتى بنخبي على بعض؟
فقدت هدى أعصابها وأمسكت ميرنا من كتفيها تهزها بقوة صارخة: إيه الضعف والسلبية اللي بقيتي فيها دي يا ميرنا ... إنتي ميرنا اللي كانت بتتريق على أي واحدة فينا لو حست إنه جالها إحباط أو فقدت الأمل في حل لمشكلة ... بجد أنا مش متأكدة إنك ميرنا اللي أنا أعرفها
سقطت الدموع من عيني ميرنا وقالت هامسة: مش من حقي أحبه مش من حقي حبي ليه حرام حرام حرام
سألتها هدى بعدم فهم: مين دا ؟ وحرام ليه ؟
ميرنا بهستيرية ودموعها تزداد وجسدها يتشنج: حرااام حراااااام حبي ليه حرااام حراااام
طلبت هدى من والدة ميرنا أن تحضر الطبيب بسرعة فحالتها تسوء ، عادت إليها تحاول تهدئتها ولكن ميرنا فقدت الوعي.
بعد أن فحصها الطبيب وطمأنهم على حالتها جلست هدى برفقة الأم المنهارة لتهدئتها.
هدى: معلش يا طنط هي كلها يومين وهترجع زي الأول
الأم باكية: إنتي مش شايفة حالتها كل ما نقول اتحسنت ترجع تنتكس تاني
هدى: ربنا كبير وهو اللي بإيديه الشفا إدعيلها يا طنط
الأم بحرقة: بادعيلها بادعيلها من قلبي ليل ونهار
هدى: خلاص خلي ثقتك في الله كبيرة وهي هتقوم بالسلامة
الأم: ونعم بالله ... ياااااا رررررب اشفي لي بنتي يا ررررررررب


اصدقائي قنبله ذريه بقلم/  ساره محمد سيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن