قامت بتبديل ملابسها بعد أن اطمئنت على نوم أولادها في سبات عميق ، تناولت كتاباً بوليسياً فهو النوع الذي تعشقه لتقرأ به القليل قبل النوم ولم تشعر بدخول علي إلى الغرفة حتى بدأ الحديث بغضب مكتوم: كنتي فين ؟أجابته دون أن تترك الكتاب أو ترفع عينيها عنه: عند ديما
- حصل حاجه جديدة ؟نظرت إليه أخيراً بدهشة: وأنت من إمتى بتسأل ولا بتهتم ؟- عادي ، بأطمن بسعادت إلى كتابها قائلة: طب أطمن
جلس أمامها وسألها: أومال كان إيه سبب الزيارة ؟أغلقت الكتاب بعصبية ونظرت له بقوة قائلة: مش لازم عشان أروح عند صاحبتي يكون في سبب بالظبط زي ما حضرتك إتجوزت عليا من غير سبب واضح
نهض بعصبية: وإيه دخل دا في دا ؟ ، مراتي وعايز أعرف خرجت ليه ، أجرمت ؟تنهدت بقوة لم تعد تتحمل الجدل وقالت باستسلام: مريم اتخطبت وكنت بأباركلها
علي بحنق: ما كنتي قولتي كدا من الأول
نظرت له شذراً فتابع مغادراً: عالعموم مبروك ، تصبحي على خير
بعد أن تركها حدثت نفسها بغضب: يعني أنا للنكد والهانم لفرح ؟ ، تدخل عليا عشان تعصبني وبس ! ، طبعاً ما الهانم خفت وبقت زي الفل هتعوز مني إيه يعني ؟!! ، ساعات بأندم إني راعتها في مرضها بس أخلاقي ما تسمحليش أشوف حد ضعيف ومحتاجني وأسيبه خصوصاً وإنه في إيدي أساعدهتنهدت بحرقة: يا رب أنت العالم بحالي ، يا رب ريحلي بالي واهديلي نفسي وطمن قلبي
----------------كانت تضع طلاء أظافر صارخ اللون ولم تشعر بدخوله عليها ، كان ذلك من حسن حظه حتى لا ترى نظرة الغضب في عينيه التي تداركها مسرعاً.أنتفض جسدها عندما شعرت بيد تلتف حول رقبتها ، وجدته زوجها فتنهدت براحه وقالت مازحة: حرام عليك يا بيسو خضتني
باسل مبتسماً: معلش يا حبيبتي أنا كنت عايز أفاجئك بسبوسي مستدركة: ولا يهمك يا حياتي ، المهم الحمدلله على السلامةجلس باسل على الأريكة بجوارها: الله يسلمك
أحطت رقبته بدلال زائد قائلة بعتاب خفيف حتى لا تنفره منها: كدا بردو يا بيسو تسيبني أكتر من عشر تيام من غير ما تسأل عليا ولا ترد عليا حتى ؟شعر باسل بضيق شديد ، سأل نفسه: أنا كنت باستحمل دلعك دا إزاي؟ ، حبيتك على إيه ؟ ، كل ما أفكر في ديما وفيكي وأحاول أشوف حاجه واحده مشتركة مش لاقي ، إيه اللي ممكن يخليني أسيب واحدة زي ديما وأختار واحدة زيكأفاق من شروده على صوت بوسي تسأله باستغراب: مالك يا بيبي ؟ سرحان ف إيه ؟باسل متمالكاً نفسه: لا أبداً يا حياتي
غمزته بوسي: طب إيه رأيك أقوم ألبس قميص النوم اللي بتحبه ونقضي الليلة سوا ؟داعب باسل أنفها قائلاً بمرح مصطنع: إنتي فعلاً هتقومي تلبسي ، بس فستان حلو من بتوعك عشان نتعشى بره
بوسي بضيق: وليه ما نفضلش هنا ؟غمزها باسل: عشان عندي مفاجأة
صاحت بوسي في سعادة : بجد ؟ ، خلاص 10 دقايق وأكون جاهزة
أومأ بصمت وإبتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه فالعشر دقائق في قاموسها تعني على الأقل ما يقارب ثلاث ساعات من الإنتظار ولكن ما باليد حيلة.-----------------مر أسبوعان على وتيرة واحدة دون أن يحدث أي جديد ، دخلت ديما إلى مكتبها وأمرت مريم بطلب أستاذ نعيم ليأتي إليها في الحال بعد أن عادت لممارسة عملها.دخل نعيم إلى المكتب بينما هي تتحدث في الهاتف مديرة ظهرها جهة الباب ليسمع الآتي: أيوه يا دودو ... أه هأبات لوحدي بكره عشان مريم هتاخد مامتها المستشفى تعملها تحاليل والدكتور قال إنها لازم تبات عشان مش عارف إيه كدا ... هههههه يعني إنتي شايفاني دكتورة؟ ... المهم إيه رأيك تيجي تباتي معايا بدل ما أبقى لوحدي ؟ ... أووووف كلكوا ماينفعش؟ ... خلاص أمري لله هأبات لوحدي وخلاص ... ما إنتي عارفة ماليش في جو المستشفيات دا .... ماشي مع السلامة
أغلقت الخط واستدارت إلى نعيم بإبتسامة: أهلا يا أستاذ نعيم
أفاق من شروده على صوتها فرسم إبتسامة سريعة على وجهه وجلس ليباشرا العمل.-----------------تعلل علي بالتعب ورفض إصطحاب الأولاد إلى الخارج كما اعتادوا ، ظل يلوم رنا في سره فقد فتحت عليه باباً لن يقفل إلى ما لا نهاية.شعرت رنا بالشفقة على حال أولادها فبدأت تشاركهم بعض ألعابهم علها تعوض عليهم ، وفي داخلها تشعر بالشفقة أيضاً على زوجها فهو يتعب طوال الأسبوع وبيوم راحته يتوجب عليه إخراج الأولاد ، ولكن سيطرت عليها فجأة فكرة زوجته الثانية فتلاشى شعور الشفقة على الفور ليحل محله شعور بالتشفي.قررت نادية منذ أن تم شفاءها على خير أن تقلل من الأحمال التي على عاتق رنا قليلاً ، فلقد وجدتها إنسانه حقيقية لا تُكِن الحقد لأحد مهما تسبب في جرح مشاعرها.نادية بحماس مفاجئ: إلعبي إنتي معاهم يا رنا وأنا اللي هأعمل الغدا إنهارده
نظرت لها رنا بإستغراب فقد لاحظت تغيرها في الأونة الأخيرة ولكنها لم تعلق أو بالأحرى لم تهتم.قبل أن ترد صرخ الأولاد في حماسة شديدة: هييييييييه كدا يا ماما هتلعبي معانا من غير ما تقولي كفاية هأعمل الأكلابتسمت رنا لسعادتهم وقررت التنازل عن قرارها وتناول الطعام الذي ستعده نادية هذه المرة فقط من أجل إسعاد أولادها: طب هنلعب إيه ؟كرم بعد تفكير لم يدم لحظة: بلاي ستشنعقدت رنا حاجبيها متسائلة: مش دا البتاع اللي بتوصلوه بالتلفزيون وتمسكوا حاجات ف إيديكوا تلعبوا بيها ؟كرم مسرعاً: أيوه هو دا يا مامارنا: بس دا بيلعبو إتنين بسأمجد: أيوه ، أنا وكرم هنلعب الأول تكوني بتتفرجي علينا وتتعلمي مننا وبعدين تلعبي إنتي مع اللي هيكسبرنا: إممممممم ، ماشي يا سيدي بس نلعب بصوت واطي عشان بابا نايم
أومأ الولدان في صمت على قبولهم بذلك الشرط.إندمجت معهما رنا بشدة رغم عدم حبها لسباق السيارات أو الدراجات النارية ولا حتى كرة القدم.بعد مرور حوالي الساعة من اللعب والمرح لدرجة تعالي أصوات ضحكهم دون أن يشعروا ، دق جرس الباب ليذهب أمجد ويفتح الباب فهو من خسر في الدور السابق.كان نظره معلقاً على اللعبة فلم ينتبه لمن يقف على الباب إلا عندما قال له: أنت رقبتك ملوحه ولا إيه يا أمجد ؟أنتفضت رنا في مكانها بقوة عندما سمعت صوت المتحدث ، إلتفتت ببطء عله يكون مجرد أضغاث أحلام أو كابوس مزعج ولكنه مع أشد الأسف ليس سوى حقيقة.المرأة التي برفقة الزائر: إيه يا رنا مش ناوية تسلمي علينا وتقوليلنا حمدالله ع السلامة ولا إيه ؟نهضت رنا على الرغم من زمجرت كرم لتركها اللعب والذي لم يهتم بالزائرين ، رسمت إبتسامة باهتة على وجهها قائلة: لا إزاي؟ ، حمدالله عالسلامة يا بابا ، حمدالله عالسلامة يا ماما
الأب بجدية: لسه فاكره ؟
الأم ساخرة: تلاقيها مشغولة مع ضُرتها
ابتلعت رنا ريقها بصعوبة فقد حدث ما كانت تخشاه ، لقد علم والديها بموضوع زواج علي بأخرى.تجاهلت رنا حديثهما وكأنها لم تسمعه قائلة: تحبوا تشربوا إيه ؟جلس والديها ليقول الأب بجدية شديدة: مش عايزين نشرب حاجه ، أقعديجلست رنا لتقول والدتها بغضب: اللي أنا سمعته دا صحيح يا رنا ؟فهمت رنا مقصدها فخاطبت الولدين: مش تسلموا على جدو ونانا يا ولاد ؟اتجه الطفلين إلى جديهما بضيق ، فجديتهم الشديدة وغضبهم الدائم جعلهما ينفران منهما هذا عدا كرههم لعلي برغم مرور عدة سنوات على زواجه من ابنتهما.الجد مخاطباً الولدين: هو مش إنهارده الويك إند بتاعكوا ؟ ما خرجتوش ليه ؟قال كرم بحزن: بابي نايم وتعب مش قادر يخرجالجدة ساخرة: طبعاً واحد متجوز إتنين هيبقى في صحة منين
زجرتها رنا: ما يصحش يا ماما الكلام دا !الجدة بضيق: أديني سكت
الجد بلهجة أمره: روحوا إجهزوا ، مادام أبوكوا مش قادر يتحمل مسئوليتكوا ولا يفسحكوا أنا اللي هأعمل كدا
صرخ أمجد بسعادة: بجد يا جدو ؟لكزه كرم: أيوه طبعاً ، دا جدو دا حبيبي
الجد ضاحكاً: يا بكاشثم إستدار لرنا بجدية: وإنتي روحي إلبسي عشان هتيجي معانا
خرجت نادية من المطبخ متسائلة: هو مين اللي جه ؟توقفت عندما رأت الشرار المتطاير من عيني والدي رنا ، لمحتهم رنا فنهضت مسرعة وهي تسحب نادية معها إلى المطبخ: دا بابا وماما ، خليكي في المطبخ لحد ما نخرج
نادية متعجبة: أنتوا خارجين ؟أومأت رنا بصمت واتجهت إلى غرفتها ، يجب أن تستعد فهي تعلم أن هناك تحقيق بإنتظارها وعتاب ليس له أول كما ليس له أخر.---------------اقتراب منها على مهل متمعناً ، حاول أن يستشف ما تشعر به ولكنه فشل ، قد يكون لديها قدرة هائلة تُمكنها من إخفاء مشاعرها.شعرت بوجود عيون مسلطة عليها فإلتفتت لتجدها يرقبها ، إمتلئت عينيها بغضب حاولت لجمه ولكنه ظهر في كلامها: حضرتك عايز حاجه يا أستاذ شادي ؟ارتسمت إبتسامة على شفتيه: لا مافيشسألته بضيق: أومال حضرتك بتبصلي كدا ليه ؟ضيق حدقتيه سائلاً بجدية: إنتي سيبتي كريم ؟نظرت في الأوراق التي بيدها قائلة: ما اعتقدش إنه دا يهم حضرتك ف حاجه بس على العموم أيوه
- ليه ؟ ضغطت على أسنانها بقوة لتمنع الرد المحرج التي تمنت قوله واستبدلته بقولها: مافيش نصيب
- أنا سمعت إنه خطب واحدة تانية ... تقريباً مريم سكرتيرة ديما
شعرت بغصة في حلقها ولكنها ظهرت له لا مبالية وكأن الأمر لم يمسها بشئ وقالت بلهجة باردة: مبروك
جمعت أوراقها لتغادر مكتب الإستقبال وتتجه إلى الخارج.شعر بالغيظ لبرودها وردها السلبي ، أتكون بلا إحساس أو مشاعر لذلك تركها كريم؟هتف من خلفها ببرود ظاهري: يظهر إنه ما عندكيش قلب واتخطبتيله كدا ، زي أي واحد كامل في نظرك والسلام وعمرك ما حبتيه
بهتت لقوله كما بهت هو ولكن كان السيف قد سبق العزلاستدارت إليه نصف استدارة قائلة بهدوء شديد تحسد عليه: مع إنه مش شغلك بس أحب أقولك إني إنسانه عملية ، عمري ما هأندم وأشتاق لشخص هو عمره ما هيبادلني نفس المشاعر ، أنا عندي كرامة وكبرياء ومش هأكسرهم عشان حد مهما كان
تركته يتخبط في أفكاره الخاصة لترتسم إبتسامة على شفتيه ، يبدو أنها غير جميع الفتيات.
أنت تقرأ
اصدقائي قنبله ذريه بقلم/ ساره محمد سيف
Romance"لن تخطئي بمفردك فسنخطئ معكِ ... من ثم نصلح ما فعلنا" فتيات جمعتهن الصداقة. لم يفرقهن دين .. أولاد ... ولا حتى ازواج استمرت صداقتهن إلى أجل الأجلين ... واقفات أمام كل ما حاول التفريق بينهن أو هز صداقتهن. تعاونوا سوياً على الضراء قبل السراء. كل واحدة...