عاد الى المنزل بعد ان قضى النهار بطوله مع صديقه المقرب.. لم يجد أحداً في المنزل..يبدوا ان الجميع يجلس في غرفته الآن.. سمع اصوات الاطفال وهم يضحكون فأتجه ناحيه الصالون ليراهم..
وجد الاطفال يلعبون مع "مالك" في لعبه المكعبات.. الارض مليأه بالمكعبات وهم يقومون بترتيبها..
فكر قليلاً قبل ان يتقدم منهم وهو يقول بحزن مصطنع: ايه دا يا ولاد انتم بتلعبوا من غير عمكم.. اخص عليكم بجد...
نظر له "مالك" وقلب عينه بملل قبل ان يشيح نظره عنه...
قامت "ساره" من مكانها وهي تهتف ببرائه: لا ياعمو متزعلش.. احنا لسه مبدأناش.. تعالى اللعب معانا يله...
ثم مسكت بكفه وسحبته ليجلس معهم.. جلس بجانب "مالك" ينتظر منه ان يتكلم.. ولكنه لم ينطق بحرف كان يركز على تشكيل المكعبات فقط ولم يعير "ادم" اي اهميه..اعطى الصغير "احمد" بعض المكعبات لعمه ليرتبها.. اخذها "ادم" منه وقام فعلاً بترتيبها...
انشغل الصغار باللعب اما "ادم" كان ينظر لـ "مالك" كل حين.. يريد ان يفتح معه حديث ولكن لا يعلم كيف.. هذه المره الاولى التي يحدث معه هكذا وبسبب كائن صغير الحجم ولكن لسانه سليط وبروده جليدي...
حاول الحديث معه وهو يهتف بحذر: على فكره انت الحته دي ركبتها غلط...
توقف "مالك" قليلاً لينظر نحو القطعه وجدها فعلاً تركيبها خاطئ فقام بنزعها مجدداً وتركيبها مره اخرى كل هذا ولم يعير اي انتباه لـ "ادم" الذي زم شفتيه بحنق...
تكلم مره اخرى: والثانيه دي برضوا غلط...
زفر بضيق ثم نزعها وقام بتشكيلها مره اخرى...
اعاد "ادم" كلامه للمرة الثالثة: الضاهر كده انك مش عارف تركبها كويس.. عايزني اساعدك..؟
رمى "مالك" المكعبات على الأرض بقوى فزع الاطفال لها ثم نهض وكان على وشك الرحيل لكن "ادم" قام بسرعه ووقف امامه وهو يهتف بسرعه: لا والنبي متمشيش.. خلاص مش هقولك حاجه ثاني.. انا كنت عايز افتح اي موضوع معاك وخلاص بس الضاهر انك بتقفش بسرعه.. خلاص اقعد...
نظر له بحنق قبل ان يستدير للرحيل ولكن يد "ادم" منعته وهي تمسك ذراعه برفق وهو يقول بهدوء وجديه: طب ممكن تقعد ونتكلم راجل لرجال كده...
نظر له بحده ولكن "ادم" لم يهتم لنظراته وهتف بلطف: لو سمحت.. ولو كلامي معجبكش متبصش في وشي ثاني...
زفر بعمق ثم ابعد ذراع "ادم" عنه وتوجه نحو الاريكه وجلس عليها بهدوئه وببروده اعصابه المعتاده...
تنهد "ادم" بيأس من بروده.. وجه انظاره للاطفال الذين ينظرون لهم ببراءة وقال لهم بابتسامه صغيره:خلاص ياحبايبي كملوا لعب انتم..احنا شويه وهنيجي نلعب معاكم تمام...
أنت تقرأ
ملاك
Romanceأن تواجه هذا العالم اللعين بمفردك بكل ما يحمله من #خيبات و صفعات و حظ_متعثر.... فلا أخ يساعد.. و ﻻ صديق يرأف.. و ﻻ حبيب يواسي.. و ﻻ أنت ترضى أن يشفق عليك أحد .. و تتجاوز كل هذا و أنت بمفردك.. فهذا في حد ذاته إنجاز لكنه يبقى منتهى الألم.. #مــــلاك