الـحـلـقـة الـسـادسـة والأربـعـون

8.8K 247 67
                                    

يا مشاعر ويا سكون،
ويا حضن ويا أمان!.
___________________________________________

اوقف السياره بعد ان وصل لوجهته لتنظر هي الى المكان برهبه قبل ان تلتفت له متساءله بحشرجه: انت جبتني على المقبره ليه يا "ادم"؟.

اخذ نفس عميق ليزفره قائلاً: هنشوف لو"كارمن" هنا ولا لا، انزلي!.

فتح الباب بجانبه وهم في النزول لكن لفت انتباهه تصنمها في المقعد مما جعله يستغرب ليتساءل: مالك ياحبيبتي، مبتنزليش ليه؟.

رفعت رأسها له ليجد عينيها تترقر في الدموع ليهتف بلهفه: مالك يا "ملاك"، ايه اللي حصل؟.

همهمت باختناق: انا مش عايزه انزل!.

_ ليه؟.

_ "مالك" نايم جوا، وانا مقدرش ادخل واخرج من غير ما اخذه معايا!.

انهت كلماتها الموجعه لتجهش في البكاء مما جعله يستاء، فربت على شعرها بحنان قائلاً: خلاص ياقلبي، افضلي هنا وانا هنزل تمام!.

هزت رأسها بقوه مردفه: لا لا، خلاص انا هنزل عشان هو وحشني!.

زم شفتيه بشفقه قبل ان يردد: ماشي ياحبيبتي، انزلي!!.

أومأت بانصات قبل ان تمسح دموعها وتفتح الباب بجانبها لتترجل من السياره بقلب وجل؟.

وقفت بجانب زوجها الذي حاوط كتفها ليشجعها على السير الى الأمام..

دلفوا الى الداخل لينقبض قلبها بألم بعد رأت قبر اخيها الصغير لتتسابق دموعها على وجنتيها بلوعه وحرمان من رؤيه شقيقها..

اجفلت على لمسه زوجها هلى ذراعها لتطالعه بدموع حين تمتم بلطف: مامتك مش موجوده هنا، ارجعي للعربيه وانا هقرا الفاتحه واجيلك بسرعه، يله ياحبيبتي!.

هزت رأسها للجانبين لتبتعد عنه متقدمه نحو القبر بخطوات ثقيله كانفاسها، وقفت امام القبر لتزداد دموعها هطولاً، رفعت كفيها لتبدأ بقراءه الفاتحه على روح اخيها...

تنهد بثقل قبل ان يتقدم منها ويقف بجانبها ليفعل المثل، انتهوا من قراءتهم لتجثي هي على الأرض متمتمه بدموع: وحشتني اوي يا "مالك"، نفسي اشوفك واحضنك زي زمان، نفسي اخبيك من الدنيا كلها ومخليش حد يقربلك، بس منه لله اللي كان السبب في بعدك عني، وان شاءلله هيتمسك وهياخذ جزائه، ربنا مبيسبش حق حد، وخصوصاً المظلوم!.

استمع الى كلماتها باذعان ليهمس في سره باصرار: حقك هيرجعلك يا "مالك" وهتنام مرتاح في تربتك، انا هجيبلك حقك وحق كل اللي اتظلموا، ودا وعد مني!.
___________________________________________

خرجوا مز المقبره ليواصلوا البحث عن "كارمن" ليذهب بها الى وجهته الثانيه، ليقف بعد مده امام المشفى التي يقبع بها "سامي" مما جعل "ملاك" تندهش..

ملاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن