الـحـلـقـة الــرابـعـة عــشــر

8.4K 222 598
                                    

دخل الى الغرفه اولاً ليشير لها بالدخول.. ابتلعت ريقها لتخطوا اول خطواتها داخل غرفته التي ستشاركه اياها..

تقدمت بضع خطوات لتوزع انظارها في انحاء الغرفه بآثاثها الأنيق والبسيط في ترتيبه..

التفتت خلفها جافله حين استمعت لصوت اغلاق الباب..
لتجده قد اقترب منها ببطئ لتتراجع هي الى الخلف بخوف..

استغرب من ملامحها الخائفه ليتساءل بتعجب: في ايه مالك؟ انتي خايفه كده ليه؟..

تمتمت بحروف متلعثمه: م.. م.. متقربش.. متقربش مني!..

رد عليها وهو يشيار لها بيده كي يطمئنها: تمام.. ماشي مش هقرب.. متخافيش انا مش هعملك حاجه!!.

تساءلت برهبه: اومل.. اومال انت ليه.. ليه قفلت الباب؟..

ابتسم بتعجب من الخوف الذي يكسي ملامحها وهي تسأله ليجيبها بتعجب: ما طبيعي يا "ملاك" لازم اقفل الباب.. مينفعش اسيبه مفتوح.. لو حد شافنا قاعدين والباب مفتوح هيقول علينا ايه واحنا لسه عرسان!!.

ابتلعت ريقها بصعوبه بعد حديثه المقنع.. هو معه حق يجب عليهم ان يستمروا في تمثيلهم حتى لا يشك احد.. ولكن هي لا تستطيع ان تسيطر على رهبتها وهي تراه امامها بطوله الفارع وبنيته العريضه فوقفته تلك تذكرها بلحظه لن ولم تنساها ما دامت حيه...

زاغت عيناها بكل الأنحاء عداه هو لتستمع لخطواته التي تطرق في الأرض بخفوت وهو يقترب منها..رفعت عيناها ناحيته بذعر لتعود خطوتين الى الخلف حين توقف امامها مباشرةً وملامحه غامضه لا توحي بشيئ آخر لتلصق ضهرها بالحائط...

توسعت زرقتيها بخوف عندما تقدما منها ببطئ وتأني ليقف امامها وعينيه تحاصر خاصتها...

صاحت بفزع حين رفع ذراعيه ويسندهم على الحائط بجانبها لتكون هي محاصره في وسطهما: أبعد.. أبعد عني!..

تمتم بحزم مقتضب: اهدي!!.

هزت رأسها بهستيريه وهي ترفض السماع له: لا.. لا ابعد عني.. ابعد عني!!.

هدر بحزم اكبر: قولتلك اهدي!!.

وضعت كفيها لتصم اذنيها من صوته الذي بدأت تتخيل انه صوت ذلك الشيطان الذي قام بذبحها..

بدأت تصرخ بعنف وهي تغمض عينيها لتنساب دموعها على وجنتيها: ابعد عني.. ابعد عني.. لا.. ابعد عني!..

اضطر لوضع كفه على فمها ليكممه خوفاً من ان يسمعه أحداً عندما بدأت بالصراخ فجأة.. لتفتح عينيها على وسعهما..لتسمعه هتف بخفوت حاد: قولتلك اهدي.. انا مش هعملك حاجه..اهدي بقى!!.

لا تعلم لما رأت وجه ذاك الوحش الذي دمرها بدل عن وجه "ادم".. لتتثاقل جفونها وتسقط مغشياً عليها فجأة بين ذراعيه التي اشتدت عليها لتحتضنها بلهفه...
___________________________________________

ملاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن