البارت الثاني عشر

2.5K 321 127
                                    

أنتِ تستحقين أن يمضي أحدهم كل أيّامه نحوك وهو يركض محاولاً فقط للفت إنتباهك , تستحقين أن تضحكين ويشعر كل من حولك بأنه قد تم تكريمهم , تستحقين أن يُقاتل لأجلك , وأن تقام مجزرةً للفوز بك.

*****★*********★********★********★******

حينما أبتعدت عنهُ إتجهتُ بـخطواتي الغريبة نحو اللا أعلم..عيناهُ..كانتا غريبتين للغاية حينما أبعد جفناهُ عنهنّ...ياللهي فـنظارتهُ قد ألتهمت نظراتي..لا أستطيع السيطرة على تلك الفوضى العارمة التي حدثت بـداخلى ما إن إلتقيت عيناهُ بـخاصتي

ليس جمالهنّ هو السبب الوحيد..كلا،فقد لاحظتُ شيئاً غريباً بـداخلهنّ...مثير للأهتمام والارتياب..وميضٌ مختلف لم أراهُ مِن قبل..

كنتُ أسير مِن دون وعي..فـأمواج أفكاري قد أستطاعت جرفي نحو شاطئها..رفعتُ حداقيتاي مصوبّة إياهنّ نحو الأمام لـأجد بـأن المطاف قد آل بي أمام باب مصعد المملكة..لـأخطوا نحوها من دون أيّ تردد

ضغطتُ بسبابتي على زر المصعد وعندما فُتِح الباب دلفت الى الداخل بـهدوء.. كادت أن تغلق الباب لولا تلك القدم التي إمتدّت مانعة انغلاقها والتي تلاها دخول الجسد بأكملهِ الى الداخل مما جعلني أجفل لبرهة

" ماذا تنتظرين؟!! هيا أضغطي على الزرُ رقم عشرين بما إن وجهتنا واحدة" حطّم تلك المملكة التي قد بُنيتها للتو مستعملةً طابوق الوجل والصدمة ليبتسم عقب جملتهِ
هذهِ إبتسامة جانبية قد كشفت عن نابهُ الأيسر

اللعنة ما الذي جلبهُ الى هنا؟!! حتى في المصعد؟!!!!!ألن أتخلص منه ولو لدقيقة واحدة!!!!..رمقتهُ بنظرة حادة وأنا اقطب حاجباي معلنة عن أنزعاجي بسبب وجودهُ لكنهُ
واللعنة لم يتزحزح بل أستندَ على جدار المصعد بكل أريحية بعدما رفع كتفاهُ الى الاعلى بعدم إهتمام

كدتُ أن أخرج لولا أنغلاق تلك الباب الملعونة مما جعلني ألعن بـهمس لكنهُ أستطاع سماعي " لماذا لا تضغطين على الزر؟!! أم إن الوضع قد أعجبكِ؟!!" تسائل بنبرة خبيثة رافعاً رِواق عينهُ اليسرى بينما يلعب بـخصلات شعرهِ البيضاء

رمقتهُ بـنظرة إزدراء ومن ثم ضغطتُ على زر المصعد بترددٍ تام لكنني أستطعتُ طمرهُ بـداخلي

" ومن يرغب بـوجودهِ مع المتشردين عزيزي؟!!" أجبتهُ بخبث محاولة التقليل من غضبي الذي قد اهلكني حقاً بينما لم يتوقف جسدي عن الإرتجاف من شدة البرد

فـأنا الآن عبارة عن قطعة متجمّدة بسبب المطر الذي قد داهمني في الخارج..لستُ أنا وحسب بل هو أيضاً كذلك لكنهُ لم يرتجف مثلي بل بقي طبيعي كما هو.. لا عجب في ذلك ف الثور لا يشعر بالبرد بتاتاً

انصدمتُ من سكوته الذي يدل على كمية البرود التي يمتلكها الان.. فـهو دائماً ما يؤذيني عندما انعتهُ بـهذهِ الكلمة لكنني تجاهلتُ الأمر وبدأتُ أحدق بالسقف أترصّد أنفتاح تلك الباب التي قد أطال أنغلاقها

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن