الرغبة بأن تكون مَحبوباً هي الوهم الاخير , تَخل عَنها وستكون حُراً .
― مارجريت إلينور آتوود.
___________________________________________في ذلك الليل الذي قد أشتدّت حُلكتهُ_ظلامهُ_ والذي قد أختفت أصواتهُ وسكنت رياحهُ أجلسُ أنا في اللامكان ضائعة السكينة،شاحبة الوجه،مُمزقة النياط،سقيمة الجسد
ميتة على قيد الحياة.. لديّ جسدٌ لكنهُ يفتقد الروح ،لديّ الآلام لكنها تفتقد المصدر،لديّ قلبٌ لكنهُ يفتقد المشاعر
أين أنا؟!! مَن أنا؟!! كيف وصلتُ الى هنا؟!! لا أعلم...كلمتان،ستة أحرف ،جملة تائهة تُجيب على تساؤلاتي المُضطربة.. بـحركة لا إرادية حولتُ نظري الى كوع يدي لأجدهُ يضخ الدم لكن الى الخارج وليس الى الداخل
أعتقد بـأنهُ لا يفقهُ أيّ شئ مثلي تماماً..راغت أنظاري لتتوقف عند ساقي هذهِ المرة لأجدها تضخ الدم الى الخارج كذلك لكن بغزارة أقوى مما هي عليه في كوع يدي
لسعتني تلك الرياحُ التي قد أتت من العدم والتي قد ألتفّت حول جسدي النحيل لكن بـعنف لأدرك بـأنني شبه عارية الجسد..!!! لا تسترني سِوى الثياب المُهترئة
أختلجت دقاتُ قلبي حينما عاد لي وعيي الحقيقي فـأنا قد كنتُ أمتلك شبه وعي طوال ذلك الوقت.. نهضتُ من مكان مكوثي بـحذر ...بل بـصعوبة بينما لم يتوقف أنيني مطلقاً
صارعتُ آلامي وأخيراً قد نجحتُ في الوقوف لكن...هل سأكمل طريقي؟!! أم إنني سأقعُ بعد مرور عدّة هنيهات؟!!
ما إن أرتفع جزئي العلوي وأصبح فوق السفلي بصعوبة حتى شعرتُ بتهاوي جسدي الذي لا فائدة من وجوده..
زممتُ شفتي السفلى تضامناً مع مقلتاي اللتان تحملان مياه تستطيع أن تجعل نبتة ما تواصلُ حياتها لكن هل سأستطيعُ أنا..؟!!
ضممت ساقاي نحو صدري مشددة الالتفاف حول نفسي بـمساعدة يداي السقيمتان فـجسدي لا يمكنهُ أن يتحمل أكثر من هذا العناء..
ماذا فعلتُ لكي أستحق كل هذا؟!!! جاوبني يا قلبي اللعين ماذا فعلتُ أنا؟!! لماذا تعذبني هكذا؟!! بسبب حُبك وأفعالك الطائشة؟!!! ها أنا هنا..
في زنزانة المملكة...لقد أصبحت سجينة مملكةٍ كُنتُ ملكتها يوماً ما...بسبب مَن؟!!! بسببك أنت يا قلب...لق..لقد أصبح صوت سقوط قطرات دمي نغمة على مسمعي الذي سأفقدهُ بسببك أنت الآخر يا عقل...
لِمَ كُل هذا الضجيج؟!!! لِم لم تستطيع أن تُسيطر على قلبي يا عقل؟!!! ما ذنبي أنا؟!!! ما ذنبي لكي أعيش مع جاهلين..؟!!
"الحياةُ كالجِسر المهترئ للغاية والذي بالكاد يستطيع الثبات في مكانهِ المُنهار وأنتِ العابرُ هنا.. يجب عليكِ أن تجتازي هذهِ الصعوبات بـمفردكِ فـهذا هو طريقكِ للنجاح...
السماءُ فوقك للحماية والوادي تحتكِ للإبتلاع..رفيقاكِ في هذا الطريق الذي يحمل المشقات على رأسهِ هما إثنان...عقلكِ وقلبكِ...رفيقان جاهلان..
أنت تقرأ
المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)
Fantasiaهـل تخشَ الدخول خوفاً من الـغرق؟! فـأنت أمامُ البحر الأسود إن لم يكُن لديك علم...تأكّد جيداً عزيزي القارئ، مَن يدخُل الى عالم البحر كما دخلتُ أنا عليه أن يُجيد السباحة الفكريّة أولاً لكي يـفقه سبب ما يحدُث من حوله. *الأولى عن عالم المُستقرشين ،المُت...