البارت الرابع عشر

2.6K 324 126
                                    

أربعون ألف سنة من لغة الإنسان , ولا يمكنك أن تجد حرفاً واحداً يصف الشعور الذي بداخلك تماماً.

- إميل سيوران

***********************★********************

لقد سألتني جدتي في يوم من الأيام قائلة" ما هو أبشع شعور قد يعيشهُ الإنسان يا حلوتي؟!" لم أجيبها بسرعة بل بقيتُ أحدّق بـوجهها بـشرود وأنا أفكّر في الجواب المناسب فـمِن الصعب أن نجد الجواب المناسب ونحن في سن السادسة

وبعد تفكير دام لمدّة ساعتين أجبتُها بـكُل ثقة قائلة " شعور فقدانهُ لدميتهِ جدتي  " كان جوابي جديّ للغاية مما جعل جدتي تقهقه بـعلو على جوابي وهي تحتضنني لـأظن بـأنني قد حللتُ لُغز الكون

ولكن بـما إنني قد كبرتُ الآن وسأدخلُ في سن الحادي والعشرون قريباً فـقد أصبحتُ أعرف الجواب الشافي حق المعرفة

إن أبشع شعور يعيشهُ الإنسان أو أنى بالأحرى هو عندما يستيقظ من النوم وهو لا زال مُتعب!!!!!!!!

قهقهتُ على أفكاري الغبية وأنا أدفن رأسي في الوسادة أقسم بـأن جوابي حينما كُنت في السادسة هو أفضل من جوابي الحالي لكن ماذا عساي أن أفعل؟!! فـأنا أعشق النوم

وعلى حين غرّة تسمرتُ في مكاني أطرف بـعيناي عدّة مرات حينما تذكّرتُ جملتهِ الاخيرة في ليلة البارحة
" في الخامسة صباحاً سـأجدكِ هنا فـأن تأخرتي ولو لدقيقة واحدة حينها سأفعل أشياء لم ولن تتخيليها البتة"

أزدردتُ ريقي ومن ثم نهضتُ بـسرعة من على السرير لأشهق بـوجس حينما ألتقطت حداقيتاي منظر الساعة

" الرابعةوخمسة وأربعون دقيقةةةةةةةةةةةةةةة !!!!يا اللهي أ.. أين سأختبئ من العذاب..أقسم بـأنني لازلتُ صغيرة على الموت ولا أودّ أن يكون فنائي على يدهُ"

دلفتُ الى داخل الحمام لـأتزحلق بـالشامبو الذي قد سُكِبَ في ليلة البارحة على الأرض...اللعنة ما هذا اليوم المُرعب؟!!

تأوهتُ من شدة الألم الذي أصاب ظهري لـأنهض بسرعة وأنا أشتم بـصوت عالي...غسلتُ وجهي بـواسطة يدي اليمنى بينما قد أمتدّت يدي الأخرى لفتح الخزانة إما بالنسبة لقدمي فقد أستخدمتها لتجديل شعري

كلا.. كلا لم أصل الى هذهِ الدرجة بل كل ما حدث هو إنني قد غسلتُ وجهي لمدة دقيقتين بينما أستغرقتُ تسعة دقائق في أرتداء ثيابي إما شعري ووجهي فقد أعطيتهُ ثلاث دقائق .. أعتقد بـأنني قد وضعتُ أحمر الشفاه على عيني بالخطأ

إما الدقيقة الأخيرة فقد أبقيتها لقطع المسافة من غرفتي الى مكتبهِ

"اللعنة عليك يا أنيوشا وهل يوجد شخص يتدرب في وقتٍ كـهذا؟!! "لعنتُ وأنا أجري مسابقة الرياح أحاول الوصول في الوقت المناسب من أجل تفادي المشاكل مع ذلك الثور الفضيّ

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن