البارت التاسع والعشرون

1.2K 177 381
                                    

الكثير من الكلام الذي لا نستطيع البوح به
طُبع على ملامحنا لكن لا أحد يراه غيرنا

★★★★___________★★★__________★★★★

" ياللهي..حقاً لا يمكنني التصديق مطلقاً...لقد عُدتُ..الى مملكتي..زوجي..غرفتي...وطني... حقاً يا نيشو لا يمكنني الاستيعاب..هل لازلتُ في القبر أم إن كل هذا حقيقة؟!!"

سألت بـصوتٍ منصدم ونظراتٍ مندهشة بينما تدور حول نفسها لتسقي روحها العجفاء _ العطشة_ من خلال تفقدّها لغرفتها الرائعة وما تحتويها

بـحلق بـجسدها الممشوق ونظراتها السعيدة التي لا طالما أستطاعت أن تجعل قلبهُ يرتجف فرحاً محاولاً الخروج من تحت القفص الصدري ليُقبّل وجنتيها الرقيقتين

" لقد غرِتُ كثيراً فـأنتِ قد أشتقتِ لغرفتكِ أكثر مني يا حضرة الشرطية التي قد قبضت على قلبي" أردف بـصوتٍ عبوس كـالاطفال بينما يحتظنها ويتأمل الغرفة معها

" هييي لا تتغنج كثيراً أيها الولد الشقي فـأنا لم أغفر لك حتى الآن " أجابتهُ بـنبرة حزينة نوعاً ما لكن الغضب قد أستلم النسبة الأكثر بعدما أبتعدت عنهُ وأتجهت نحو آلة البيانو خاصتها

"ياللهي.. كم أنتِ ظالمة.. لقد أخبرتُكِ مراراً وتكراراً بـأنني قد أضطررت لفعل ذلك فـلولا فعلتي لما أستطعتِ أن أحييكِ مجدداً "

أجابها بـنبرة جديّة بعدما أجلسها على قدميه يستمتع بـعزفها الذي قد أصبح نغمة لهُ بدلاً من نبضات قلبهِ

تنهدت بـتوعّر _ حيرة _ومن ثم أردفت بـصوتٍ حزين" أنا أغار عليك يا نيشو ألا تفهم؟!! كيف لي أن أتقبّل زواجك من تلك الشمطاء اللعينة؟!!! هيا أخبرني كيف؟!!"

شعر بـروحه تخرج من جسدهِ عندما أجتمعت بلورات الدموع في مقلتيها لتتدحرج بـفوضوية مالئة وجنتيها المُحمرتين

أزدرد ريقهُ الذي قد أحرق حنجرتهُ ليمسك كلتا يداها ويردف بـتوسّل "أقتليني ولا تبكي أمامي.. أرجوكِ يا جوليا فـأنا لا أتحمّل رؤيتكِ بـهذا الشكل.." صمت قليلاً يزيح دموعها بـأناملهِ ومن ثم أكمل قائلاً

" صحيح بـأنني قد تزوجتها إلا إنني لم أقع بـحبها مطلقاً أقسم بذلك فـقلبي ينبض لأجل أمرأة واحدة وهي أنتِ يا شرطيتي"

أبتسمت بـخفة لتسألهُ من أجل تغيير الأجواء الحزينة التي أنتشرت في أرجاء الغرفة" ماذا حدث للاركو وسيلين؟!!"

ما إن أنتهت من سؤالها حتى ثبتت عيناها على خاصتهِ تنتظر الجواب كالطفلة..حتى بات المنظر كتلك السماء السوداء التي قد خيّمت للتو على الأرض الخصبة الصالحة للزراعة كـلون عينيها البُنيتين

" لا تقلقي فـكُل شئ على ما يُرام..هم في مكان آمن الآن" أجابها بـنبرة واثقة تبعث الطمأنينة في روحها القلقة

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن