البارت الثامن والأربعون

997 124 294
                                    

ليس العالم بحاجةٍ لمزيدٍ من الناجحين و إنما العالم بأمسِّ الحاجة لصانعي السّلام ، للمُعالجين ، للمُصلحين ، لرواة القصص ، و للمُحبّين.
- دالاي لاما.
__________★________★_______★_________

في ذلك السكون المطبق يجلس هو ساكن الجسد...شاخص البصر..ومنتفض الفؤاد..لا يفقه أيّ شئ

كيف خرجوا؟!! ما الذي ألمّ بِهم؟!! ولماذا هم على اليابسة الآن؟!! وكيف عرفوا طريق النجاة؟!! وفي النهاية يدخل ذلك السؤال الخاتم الذي يطرح نفسه بـكل هيبة قائلاً

لماذا غابت عن الوعي فورما شهقت وقالت " جَين...نحن في منزلي القديم!!"...؟!!

نظر الى جسدها الذي قد وضعه على السرير ومن ثم قال بـنبرة مشوبة بالعجلة والرهبة "تكاد تصبح قطعة جليد لا محالة...يجب أن أدخلها في الماء الساخن فوراً"

وفورما أنهى جملته تقدّم نحوها بـهدوء ليحملها بين ذراعيه شاعراً بالبرد القارص الذي يجزم بـأن هنالك بركاناً بـداخله

ليأخذها نـحو الحمام الذي كان قد ملئ حوضه بالماء الساخن قبل قليل..

' هل ستدخلها هي وثيابها معاً؟!!' صدح ذلك الصوت المُستنكر أفعال جَين الذي قال بـبساطة وجديّة بينما لا فتئ يحملها بين ذراعيه واقِفا أمام حوض الاستحمام " وماذا عساي فاعلا؟!! "

' بـربّك؟!! بالتأكيد ستخلعها ثيابها..ألست رفيقها؟!!' أجابه الآخر بـشئ من السخرية وعدم التصديق مذهولا من أفعال جَين الذي قد وصفه بالبليد

" هل أنت مجنون؟!! لا أعتقد بـأنك تُريد أن نموت باكراً؟!!" أسترسل جَين بـجديّة بينما ينظر الى وجهها الشاحب ذا الملامح المتألّمة..رؤيته لها هكذا يجعل من قلبه فتات مشتعلة

' ياللهي...تبّاً لخوفك..' قالها قرشه بـيأس ومن ثم أستأنف بـنبرة ماكرة تلاها نبرة غير مكترثة' ما رأيك بـتوليجي السيطرة لكي أفعل الواجب..فـكما تعلم أنا نيّتي المساعدة لا أكثر'

"إخرس أيها المنحرف" زجر به جين ومن ثم حجبه ليضعها في حوض المياه بـرِفق

وفورما تغلغلت بلّورات المياه متلبّسة بـجسدها المتجمّد شهقت هي منفزعة بينما لا زال الشحوب يعتلي سحنتها

" لا تخرجي...أنتِ بـأمان" أردف جَين بـنبرة ذا سكينة بعدما أعادها الى الحوض حينما حاولت الخروج لتسأله بـصوتٍ مليئ بالغثيان" ماذا يحدث؟!!"

" سأذهب لجلب بعض الثياب المريحة لكِ..أكملي أستحمامكِ الآن..هيّا يا أمرأتي..هيّا" حثّها على الأكمال حينما وجدها تحدّق بهِ بـعدم فهم بينما النعاس قد أستبدّ بـها بـالكامل

ومن ثم خرج متّجها نحو خزانة الملابس ليخرج منها بيجامة حمراء اللون قد لفتت إنتباهه..ألم أذكر مسبقاً بـأنه يعشق اللون الأحمر؟!!

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن