البارت الثالث والعشرون

1.5K 195 253
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

في اللَحظة التي تَتقبل بِها كُل شيء حَتى الآلام ..
سيُفتح لك البَاب ..

― جَلال الدّين الروُمي

الصلاة حياة
ان ضيعتها .. فأنت :
" ميت ... علي قيد الحياة "

___________________________________________

" أهبط فايكو المكان مُناسبٌ هنا" أردفتُ بـصوت حذِر مع أعين متسّعة على مصراعيهما مُركزة في هدفها ومشمئزة من ما تراهُ أمامها

أختلجت أنفاسي بسبب تلك الرائحة القذرة التي تسللت الى أنفي لتلامس شعيراتي ومن ثم تستقر عليها وكـأنها لا تنوي الخروج مطلقاً

أطلقتُ زمجرة خفيفة بينما تفضّن جبيني عندما وضعتُ قدمي على الأرض الجرباء التي يكتسيها اللون الأسود.. يا اللهي فـهذهِ مرتي الاولى التي أرى فيها أرضٌ تمتلك كُل هذا السواد الحالك

بينما قد أقشعرّ جسدي بسبب شدّة حرارة المكان..بالتأكيد سيكون الجو ذا هواءٌ ساخن فـأنا الآن على أرض الشياطين

شعرتُ ببعض الأمتعاض عندما أصبح كامل جسدي على الأرض الغريبة بينما لا زالت يداي مثبتة على جسد فايكو
الغاضب كذلك..وكـأن الأرض ترفضُ أستقبالنا

" لا تقلق سيكون كُل شئ على ما يُرام" بـصوتٍ هادئ أطلقتُ جملتي بينما كانت قد حداقيتاي تجول في هذا المكان المُقرف

تربّص في مكانهِ لأشعر بـأسترخاء جسدهِ الضخم مع إنتظام دقات قلبه حينما وصلت جملتي لهُ لأبتعد عنهُ بـحذر عندما لفتت أنتباهي تلك الأشلاء المرمية على الأرض الغريبة

ومضت عيناي ببريق الارتياب والهلع في الوقت ذاته حينما أنحنيتُ ببطئ أتحسس هذهِ الأشلاء الممزقة بـقسوة وعنف

لقد كانت باردة وهذا دليل على إنها مُهترئة- قديمة -.. أمعنتُ النظر للذي بيدي لأجدهُ عظم فخذ!!!!! أزدردتُ ريقي وأنا أطرف بـعيناي عدّة مرات لأتأكد مما تراهُ حداقيتاي لكن المنظر لم يتغيّر!!!

راغت أنظاري بـصدمة تتفحص هذهِ الاجسام المريبة المرمية بـفوضوية والتي تنبعثُ منها روائح كريهة للغاية.. وضعتُ عظم الفخذ الذي كان بيدي على الأرض لأحوّل نظري نحو السماء

لقد كانت مخيفة الى درجة لا توصف!!! غريبة!!عجيبة!!! بشعة!! كلا.. كلا فـهذهِ المصطلحات لا تتلائم مع مظهرها الآن.. لطالما كانت السماء بالنسبة لي مصدر جمال الكون لكنني قد غيرتُ رأيي الآن

فالسماءُ الآن عبارة عن مجموعة من الغيوم السوداء الفحمية التي ثُبّتت عليها نجوم حمراء لكن بـطريقة مرعبة وكـأنها لعنة بينما قد أصبح القمر عبارة عن كتلة من السواد كذلك

أختلجت دقاتُ قلبي بسبب ذلك الوجل الذي قد أصابني حينما رأيتُ هذا المكان المُرعب لـأكمل سيري نحو وجهتي بينما قد غدى صوت تكسر العظام المهترئة نغمة على مسمعي

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن