البارت الحادي والخمسون

980 122 300
                                    

حينما يكتمل وعي الإنسان وإدراكه للحياة،، إمّا أن يعيش في الصمت إلى الأبد،، أو أن يصبح ثائرًا في وجه كل شيء !
- دوستويفسكي
__________★_________★_________★_________

" لقد جاء دوري..فالبرتقال من أختصاصي كما أتفقنا" أردفت سينيثيا بـنبرة مغرورة بينما ترفع سبابتها أمام وجه جيكار بـتحدّي

أبتسم لها جيكار بـمكر ومن ثم أردف بـفخر" رغم إنكِ لن تكوني ماهرة مثلي في ألتقاط الثمار لكن لا بأس بـذلك"

نظرت له بـغيظ ومن ثم أسترسلت بـتحدّي" سـنرى ذلك" مما جعلته يبتسم بـعمق

أتكأ على شجرة التفاح من خلفه ليراقبها وهي تتسلّق شجرة البرتقال بـنيّة جمع الثمار الطازجة

غرست مخالبها في جذع الشجرة لكي تثبّت نفسها ومن ثم بدأت بالتسلق إلى أن وصلت الى الهدف...أمتدّت ذراعها نحو الأعلى لكي تقتلع البرتقال إلا إن توازنها قد خذلها لتتهاوى نحو الأسفل

وما كانت إلا ثواني لتجد نفسها بين أحضان جيكار الذي لم يتوقف عن القهقهة بسبب صراخها المستمر والذي قد كسر صمت الجزيرة بالكامل

نظرت لهُ بـأمتعاض لتضرب صدره قائلة بـغيظ" لقد كُدت أموت...ما المضحك بالأمر؟!"

"ياللهي...صبرا عليّ...فألأهدّأ ضحكاتي" أجابها من بين قهقهاته التي قد بدأت تصغر وتصغر إلى أن تحولت الى أبتسامات عميقة زيّنت سحنته

"أين ذهب الغرور يا ترى؟!!" سألها بـسخرية بينما يده تعبث بـخصلاتها الزرقاء على عكس الأخرى التي قد توسّدت رأسها فـهي الآن تتواجد بين أحضانهِ محمرة الوجه متسمّرة الجسد

ضربت كتفه ومن ثم نهضت بـغضبٍ عارم لتقف أمامه قائلة بـحنق" دعنا نجري تحدي آخر فـهذا التحدي أتلف أعصابي"

أبتسم بـمكر ومن ثم نهض ليقف بـمحاذاتها هامسا بـنبرة ساحِرة" لكِ ذلك...كل شئ إلا أعصابكِ"

" أحسنت... والآن سيتّجه كلٌ منّا الى طريق لكي نجمع الثمار ومَن يجمع الأكثر يكون الفائز لينفّذ الخاسر أمره...لدينا خمسة عشر دقيقة لنعود ونجتمع هنا من جديد هل هذا مفهوم؟!"

صقلت عليه كلماتها دفعة واحدة ليجيبها بحيلة ذات أبتسامة خبيثة" أستعدّي إذن للقادم ولا تلومينني إن فعلت الغير متوقّع"

رفعت حاجبها الأيمن بتحدّي ومن ثم قالت بـكبرياء" لا تتأمّل كثيراً فأنا لن أرحمك حينما تبكي أمامي بعد قليل"

ومن ثم أتجهت نحو اليمين بكل ثقة وغرور بخطى متقلقلة لكن هنالك ما قد أوقفها لتستدير الى الخلف سائلة بأستنكار" لماذا تسلك طريقي؟!"

" إنه طريقي أنا" أجابها بعدم مبالاة ومن ثم أكمل نحو الأمام ليجتازها باعثا لها إبتسامة منتصرة مما جعلها تلعن بـغيظ ومن ثم تسلك الطريق الآخر

المُستقرِشة البشرية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن