Chapter 1

7.4K 277 494
                                    


مع تزايد رذاذ المطر الذي يسقط علي النوافذ الزجاجية .. و يزيد معه هبوب العواصف الهوائية المحملة بأصوات البرق و الرعد .. كشفت الطبيعة عن صوت صراخ قوي ينبعث من احد الاطفال حديثي الولادة .. كان يبكي و كأنه يعلم ان حياته ستكون صعبة .. و كأنه لا يريد ان يترك رحم والدته لأجل عذابه الدائم بهذا العالم !!

لم يهدأ الا بحضن والدته التي أخذته رغم ضعفها و ألامها و بينما تنفذ اخر أنفاسها هي ارادت ان تحميه .. كانت تتساقط دموعها و لا تريد ان تتركه بهذا العالم لوحده حتي لا يتعذب .. كانت تصارع الموت لأجله فهي تعلم جيداً انه ولد رغماً عن الجميع .. كان قدره ان يولد بهذا العالم و بتلك الاسرة القاسية .. هو حتي لن يجد والدة يقف ليدافع عنه فلا احد يعلم أين ذهب او أين يكون ؟! ..كل ما حدث كان سريعاً .. قصة حب بدأت بين طرفين لم يكن قدرهما ان يكونا لبعضهما و رغم ان هذا شئ ممنوع لدي الطرفين الا انهم تحدوا الجميع لأجل ان لا يفترقا لكن بالنهاية افترقا و اختفي احدهم تاركاً خلفة ذكريات محطمة تتلاشي مع الوقت !!

أغمضت عينيها بعدما طبعت قبلة حانية علي جبين طفلها لتلفظ اخر انفاسها داعية ان يلقىَ طفلها السعادة و الامان بهذا العالم القاسي !

صاح الطفل بالبكاء و كأنه يودع والدته التي لن يرها مجدداً بينما أخذته الممرضة تناوله للرجل بنهاية الخمسينات ليرد بصوت متعب و حزين و رافض للقدر بينما يشير بيده ان تبعده عنه : أبعديه عني .. لا اريد حتى رؤيته ، ليته يموت مثل والديه .

اقترب رجل بالعقد الثالث و قام بالنظر للممرضة التي اشفقت علي الطفل و نطق بصوت هادئ و متألم : أبي دعه يا أبي لقد ماتت و تركته لنا ثم ان والده و عدونا مات و سيكون الطفل تحت رعايتنا و يمكننا ان نجعله كما نريده نحن و هكذا لن يستطع ان يبتعد عنا و سيكون طوع ارادتنا .

":_لكنه سيكون كوالديه يا جون .. و انا لا اريد تذكر ما فعلاه ؟ ".

نطق غابرييل بانزعاج و حزن ليضع جون قبضتيه علي كتف والده يضغط عليهما بخفة : لكن يا أبي هذا كان مصيرها .. هي كانت تعلم انها مريضة بمرض خطير و خطر عليها الانجاب لكن بالنهاية هي فعلت دون ان تخبر ميشيل بذلك و فقط قاما بالهرب لتحدث المصيبه بعد زواجهما سراً .. لذا علينا ان نتحمل ما يحدث و لا تعلم قد يكون الطفل مصاب بهذا المرض بما انه وراثة .

تنهد غابرييل بحزن و نطق معانداً غير متقبل للامر بتاتاً و بصوت قاسي : لكن لن اعتبره حفيدي .. هو ابنه بالنهاية و ان عاد للحياة فأقسم اني قد اقتله مجدداً .. عائلة براون النبيلة لن تسمح بابن احد اعدائها بأن يستغل احد افراد الاسرة لذا .. الابن سيدفع ثمن افعال ابيه .!

و ضرب بعصاته بالارض ليترك المكان و المشفي نهائياً فيما تنهد جون باحباط ليتجه نحو الممرضة التي كان معها الطفل و اخرج من جيبة بعض المال ناطقاً : اعتني به رجاءً الي ان انهي تقارير الوفاة .

غَــيثْ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن