Chapter 3

2.6K 215 194
                                    


كان يوماً مليئاً بالعواصف و الامطار التي تنزلق بغزارتها علي زجاج النوافذ الزجاجية التي تملأ المنازل و القصور ..

كان يجلس بهذا الوقت بين أوراق مذكراته منتظراً مكالمة من الفتاه التي احبها والتي بعد ايام ستصبح زوجته بموافقة الاسرتين بعد ان تزوجا بالفعل رغماً عن الجميع ..

ارتفع رنين الهاتف ليترك ايفان ما بيده و اتجه ليأخذه و يجيب علي الطرف الاخر بحب لكن .. ملامحه تغيرت كلياً و الطرف الاخر يجيبه بكل برود : لقد ماتت .. لم تتحمل الجنين بمرضها لذا ماتت بسببه و بسببك .. انت سبب موتها .. ان اردت رؤيتها لمرة اخيرة يمكنك ، غير ذلك فلا تأتي .

و انغلق الخط ليتلقط ايڤان سترته و خرج مسرعاً دون حتى التفكير بأي شئ سوى رؤيته لحبيبته و في منتصف الليل سار يشق بسيارته الطريق المنزلق و الملئ بالامطار بأقوي ما لديه من سرعة بينما قلبه و عقله يخترعان الكثير من الافكار عن عدم تصديق لفكرة انها ماتت .. كان يعاتب نفسه لانها ان ماتت سيكون بسببه هو .. لم تخبره عن مرضها الا بعد ان تزوجا سراً و غابا عن اسرتهم لمدة شهر مختفيان عن الانظار .. لم يكتشفه الا حين مرت بنوبة قلبية حادة كادت تقتلها و بالصدفة الطبيب اخبره بخبر أسوأ .. " انها حامل " كلمتان قالهما بعثرا كيانه وجعله مشتت بين الفرح و الحزن .. الفرح لكونه سيصبح اباً و لديه طفل او طفلة صغيرة ، و حزن لان ذلك سيكون خطر علي حبيبته ..

اعترضت شاحنة طريقه فجأة ليضغط بسرعه علي الفرامل الا ان الارض كانت زلقة لتنحرف سيارته و اتجهت بقوة لتستقر مقدمتها بالشجرة علي الطريق .. و هو اندفع جسدة بقوة للامام ليصطدم رأسه بقوة بالمقود .

سكن و دماء جبينه تنزلق علي جانب وجهه بخفة بعدما الدوار انتصر عليه ليملأ رأسه بشدة .. اخذ يحاول مقاومة وعية لكنه سكن حين اخترق مسامعه صوت تلك الخطوات ...

وقف قبالته و فتح باب السيارة .. حدق به ميشيل بتعب شديد و دوار قبل ان يجفل حين وجه الاخر مسدسه بوجهه فنطق بعدم تصديق و صعوبة : أل .. ألبييرتو ؟! .. انت ..

لكنه لم يكمل و قد اخترقت الرصاصة صدره لينطلق ذلك اللون القرمزي الدافئ و يغطي صدرة فأطلق نظرة اخيرة علي من اطلق عليه الذي نطق بحقد : لا احد يعبث معنا ! و خاصةً اختي ! .. وداعاً ميشيل !

........الحاضر ..

خرج من ذكرياته يوجه زرقاوتيه علي طفله النائم بكل هدوء علي السرير بينما كومة من الاغطية تدفئه ..

اقترب ليجلس بجانبه و ازاح الغطاء ليندس قرب طفله لأول مرة .. يكفي كل تلك السنوات ابتعد عنه فيها ولم يذهب إليه و لو لمرة .. لكن ..

المشكلة هي .. كيف يمكنه مواجهة طفله الصغير ؟ .. هل يخبره مباشرةً بأنه والده ؟ .. ام يسير علي انه مجرد خاطف بعيون طفله ؟ .. و في الحالتين كيف ستكون ردة فعل يوجين ؟!

غَــيثْ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن