كنورٍ نحن نشرق .. حتي الظلمات ما هي الا مدخل للبؤس و الاسى لكن بالنهاية هناك نقطة مضيئة داخلنا حتي لو إكتسحنا بالسواد .. تلك النقطة تنيرنا من الداخل .. هي فقط تريد ارادة قوية و عزيمة أقوى لكي نتمكن من مساعدتها لتنير أكتر . و نحن هكذا .. حتى لو امتلأنا بالكراهية سنجد للحب مكاناً داخل قلوبنا .. فما الحياة الا حب و كره .» سارت سيارة حمراء تشق طريقها علي ذلك الطريق الجبلي .. نزهه صغيرة لتقرب الثلاثة من بعضهم أكثر .. ضحكات و مشاغبات الولدين مع ضحكات الفرد الاكبر بينهم و شعورة بالراحة .
سيارة أخرى ظهرت خلفهم اكتست بسواد الليل المعتم .. و بوسط المشاغبات و المرح اصطدمت بهم ليعلو صراخ الولدين فزعاً .. و مع الصدمة الثانية هوت السيارة لوادي عميق لتشتعل السماء بشرارة نيران ! «
شهقة قوية خرجت بفزع .. إعتدل بالسرير بقلب مضطرب .. قطرات العرق انزلقت علي جبينه بخفه ..
رفع كف يده يدلك جبينه بينما يحاول التنفس بهدوء و يخفي اضطرابه .. هم حتى لم يتركوه وشأنه ليأتوا بأحلامه !
نهض و غادر سريرة للحمام المرفق للغرفة .. هو جهز نفسه بسرعة و ارتدي ملابس المدرسة الابتدائية و ارتدي حقيبة علي ظهرة باللون الرمادي .
نزل بعدها للاسفل يبحث عن دانيال .. اليوم أول أيام الدراسة للصف السادس الابتدائي لذا عليهما عدم التأخر و لكنه يعرف دانيال جيداً و الذي يبدو انه نائم الان متناسياً ذلك .
دخل لغرفة دانيال بالقصر .. لقد مر بالفعل خمس أيام منذ ذلك اليوم تجنب فيهم معظم افراد القصر و منهم ميشيل بسبب ما حدث أخر مرة فهو ما زال خائف و غاضب منه .
اغلق الباب خلفه و حدق بيأس بدانيال النائم بكل أريحية علي سريره ، فتحرك صوبه ناوياً إيقاظه بألطف طريقة للايقاظ .
نزع حقيبته ثم كتف ذراعيه مفكراً بكيف يجعله يستيقظ فهو ذا نوم ثقيل !!
تنهد بقوة و قلة حيلة ليتقدم منه و أمسك بكوب الماء .. لا ، بل امسك بزجاجة المياة و فتحها ليلقيها كلها دفعة واحدة علي وجهه و استقرت ابتسامة خبيثة متحمسة علي ثغره !
":_يا وغد ! "
صاح دانيال مفزوعاً غاضباً علي رفيقه الذي نطق ضاحكاً : انها ألطف طريقة عندي .
استشاط غضباً و كاد يقتله الا ان الاصغر سحبه بسرعة ينطق : هيا لقد تأخرنا علي المدرسة .
شهق دانيال و بدلاً من الهرب من المدرسة و سيرتها ترك يد يوجين ليجهز نفسه بسرعة و أخذ يتمتم بقلق : "ابي سيقتلني !لقد تأخرت! "
ضحك يوجين علي هرولته و خوفه من والده ليتوقف دانيال بغيظ منه ثم امسك بإحدي الكتب و رماها صوبه ، فجفل يوجين و انحني بشهقة قلقة من اصابته لكنه اصابه بنهاية الامر!!

أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...