"ما زالت تحتويني عادات الطفولة، مازلت أخجل كثيرًا عندما أتحدث مع شخص لا أعرفه، و مازلت أتعلق كثيرًا في من أحبهم وأخشى فراقهم كثيرًا، أكره الإنتظار و أكره أن يوجعني أحدهم بكلامه، أكره أن يرتفع صوت أحدهم عليَّ فتبدأ مشاعري بالتألم، وأغار كثيرًا على أي شيء أحبه حد البكاء."****
هبت رياح باردة علي مدينة باريس .. بتلك اللحظات كان يجلس علي السرير و قدميه تلامس بلاط غرفته الجديدة البارد بينما يحدق بيداه التي إلتفت بشاش أبيض بينما يفكر بكل شئ حدث منذ ولد الي الان .. أين حياته من كل ذلك؟ .. أين طفولته ؟ ..ما تلك الحياة التي يعيشها ؟ .. ما كل تلك الصراعات التي يتوسطها دون ان يبدي اي شئ يساعده لينجو !؟
اغمض عيناه بإرهاق من التفكير أكثر و أخذ يتذكر كيف مر خلال الاربع سنوات الماضية .. ميشيل كان يحاول بقدر الامكان رعايته و تقديم ما يحبه له و كأنه ابنه الحقيقي .. و هذا غريب !!
فتح عيناه و ضيقها بشك .. بالحفل .. لما كان الجميع مصدوم حين عرَّف ميشيل بإسمه ؟ .. و صدموا أكثر حين علموا انه ابن ميشيل !! .. هناك امر بالتأكيد بهذا الموضوع و عليه معرفته غير انه متأكد تمام التأكيد ان محاولة قتله ناجمة عن تلك الاسرة و كأنه مصدر خوف عظيم لهم !!
أفاق من تفكيره بفكرة واحدة و هي " ان هناك سر و حقيقة خلف كل حياته !! " و هذا فقط يجعله يتشوش أكثر و يكره نفسه أكثر لما تحول حياته من مصيبة لأخري و كأنها امطار تهطل من السماء عليه !!
وقف بهدوء و سار بنفس هدوئه للاسفل .. هو حتى لا يعلم ما احوال اسرة ميشيل و دانيال فهو لم يلتقي بأحدهم من قبل فقد عاش اربع سنوات من عمره بذلك المنزل الريفي بعيداً عن حياة المدينة غير مجيئة لفتره قصيرة للعمل بإحدي المكتبات بعد إصراره علي ميشيل بالعمل .
نزل للاسفل ليجد ان القصر بحالة سكون .. حتى دانيال ليس هنا فهو يتسوق لأجل المدرسة!
هو ذهب و جلس علي الاريكة بصالة المنزل ثم أخرج هاتفه يريد الاتصال علي ميشيل لكنه لم يستطع التحكم بالهاتف عن طريق يده اليمني المصابة !
أمسك الهاتف باليد الاخري و عقد جبينه بألم بينما يضغط علي الارقام متجاهلاً اصابته ، فهو لن يبالي بعد الان بشئ يبعده عن اهدافه !
شعر بإرتجافة يده اليمني و لكنه تجاهلها بينما يضع الهاتف علي أذنه منتظراً رد الاكبر ..
":_ماذا هناك يوجين ؟ "
أتاه صوت ميشيل من الجانب الاخر بينما يقود سيارته ليعقد يوجين جبينه بغيظ و ينطق بوقاحة : هل انت و دانيال لديكما عقل ؟أغمض الاكبر عيناه يتنفس بصبر من وقاحته ليجيبه بانزعاج : يو .. حين تكلمني حاول بقدر الامكان معرفة اني والدك الان لذا هناك شئ يسمي احترام .
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...