"ربما كل العثرات التي تعاني منها الآن، ليست إلا تهيئةً لمقام يتطلّب صبرًا لن تبلغه إلا بكثير من الجهد."🌱💙⛅
****
ركض ثلاثتهم مخترقين صفوف الاشجار بالغابة و أرضها المتعرجة .. كان التعب ينهش أجسادهم .. السماء تنزل غيثها بقوة علي رؤوسهم و الالم يفتك بهم .
ميشيل كان لديه إصابة في رأسه و اصابة بخاصرته و رغم ذلك كان همه الوحيد هو حماية الولدين الذي أصابهم بعض الخدوش و الجروح السطحية من السقوط .
" أبي .. جرحك ينزف ! "
هتف يوجين بقلق و إرهاق بينما يركض بقربهما ، لينظر دانيال بقلق لهما دون إستطاعته فعل شئ سوي الهرب ، في حين نطق ميشيل بارهاق بينما يحاول ملاحظة ما حوله رغم إرهاقه و تعبه الشديد :
" لا تقلق عليّ .. فقط تابعا الركض .. "تعالى صوت الرصاص بينما ينطلق و يستقر بعدة أماكن حولهم لكن لم يصيبهم .. كان ميشيل يشعر بالتورط الشديد و خاصةً بأنه وقع بالمصيدة التي أعدها غابرييل بكل ذكاء !
تشوش نظره فجأة و رعشة كهربائية سرت بجسده ليشهق بألم و ينهار أرضاً يحيط ذراعيه بجسده و يعض علي شفته السفلية بألم شديد !
فتراجع دانيال مسرعاً ليجلس قرب يوجين المتألم و قد إنتبه عليهم ميشيل الذي توقف بدوره عن الركض و إقترب منهما يمسك بيوجين و يحمله فوق ظهره هاتفاً بأنفاس متسارعة : بسرعة يو ، تمسك بي و انت دانيال هيا لنركض قبل أن يمسكوا بنا !
":_لا.. أستطيع ، جسدي يؤلمني ."
بنبرة متألمة توشك علي البكاء من الالم نطق بصعوبة بينما يتمسك بطوق سترة والده من الامام لكن ميشيل لم يهتم بهذا بينما يركض مبتعداً و يجذب دانيال معه بينما لم يتوقف صوت الركض و صوت الرجال تطالب بهم .. رغم ألامه سيتحامل علي نفسه لأجلهما ! .. كان يمكنه المواجهة رغم ألمه لكي يهربا لكنه متأكد أن هذه إحدى خطط غابرييل و بالتأكيد ينتظر منه أن يفعل ذلك ليحصل علي الولدان بكل سهولة!
بأحد الاماكن في الغابة و تحديداً عند الشلال الذي يصب في النهر توقف غابرييل و الكثير من رجاله يصطفون حوله بملامح مجردة من المشاعر .
ابتسامة بسيطة خبيثة لم تترك وجهه .. كان ينتظر وصولهم لينهي أمرهم و بالفعل زادت إبتسامته حين تهادى لمسامعه صوت الكثير من الاقدام بينما يركضون بالغابة ..
دقيقه هي ما فصلت عن وصول ضحاياه الثلاثة ليبتسم أكثر ..
توقف ميشيل و عيناه توسعتا بصدمة هو و دانيال الذي تمسك بطرف سترته بخوف بينما كان يوجين يخفى وجهه بكتف والده فالألم ما زال يسري بجسده !
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...