منذ سنتين ..قصر امتلأ بالخدم و اهله ..
كان يركض علي عشب الحديقة بحماس و طفولية .. يقطف ذاك و يقطع هذا .. استقرت ضمادة علي جبينه تظهر بها نقطة دماء صغيرة !!ليلة امس لم تكن جيدة له .. يوم اخر سئ يضاف لذاكرته الا انه لم يكن يبالي بالامر ، فأي طفل بعمره لن يهمه سوى اللعب .. ذاكرة الاطفال تختزن ولكنها تنسي المواقف فلا شئ افضل من اللعب .
هكذا كان دائماً .. حين يخطئ يعاقب و ان لم يخطئ يعاقب ايضاً لكنه كان يتجاهل كل شئ و يضع كل همه و ألمه باللعب كأي طفل بعمره .. كم ان الاطفال ابرياء !
توقف عن اللعب حين تلاقت زرقاوتيه المخضرة بجسد خاله الذي يدفن يداه بجيبيّ معطفه و يسير بملل بينما سيجار تمركز بين شفتيه كعادته الدائمة ..
ابتلع رمقه بقلق و خوف منه و رفع انامله الصغيرة يتحسس مكان اصابته .. هو من اصابه حين دفعه يوم امس دون ان يفعل شئ يدعي لذلك .. هو فقط ظل يلعب بالمطبخ و أوقع طبق فقط !
نهض سريعاً كي لا يراه خاله لكن ما إن وقف حتي دارت الدنيا من حوله فإصابته لم تشفى بعد لذا لم يشعر بجسده سوي يرتمي وسط بركة السباحة و خاله ينظر له من عند البركة بحقد ، ففتح فمه و اراد ان يبرر الا انه شعر و كأن مجموعه سكاكين تخترق رئتيه و قد انقطع الاكسجين عنه ليحاول الخروج او طلب النجدة لكن .. لم يبالي به أحد لتنزلق دموعه تختلط بالمياه قبل ان يغمض عيناه مستسلماً لمصيره !
هو فتح عيناه بعدها ليجد نفسه بغرفته .. قناع اكسجين مثبت علي وجهه و الوحدة تملأ غرفته و أعماقه !
اغمض عيناه بيأس .. اراد و تمني ولو لمرة واحدة ان يستيقظ مره ليجد احد اسرته قربه .. أمّ حنونة تحتضنه و تخفف عنه ! .. أبّ يعتني به ! لكن .. لا احد .. سيظل وحيداً .. وحيداً دائماً .. سترافقه لحين يكبر .. رغم معرفته السرية بدانيال منذ كانا بعمر الخمس سنوات الا انه لم يكن يحتاجه قربه بقدر ما يحتاج لأم و اب .. احد يشعره انه ليس وحيداً .. هو لم يرى امه سوي بالصور و والده .. والده لا يعلم من يكون حتى .. ما هذا الظلم ؟ .. ما هذا الالم ؟ .. ما هذه الوحده ؟
****
ما هي ردة فعله بعد تلك الذكريات ؟ .. لما هو هكذا ؟ .. لما لا يوجد من يحبه و يخاف عليه من الاذى ؟ .. هل هو سئ الحظ ؟ .. لما ليس لديه والدان ؟
هو اغمض عيناه بيأس من حاله بينما يجلس علي السرير بمفرده بعدما ذهب ايفان ليحضر له شئ يدفئه ..
بخصوص ايفان .. لما يعامله هكذا ؟ .. لما يشعر بالحنين تجاهه ؟ .. لما ناداه بتلك الكلمة المقدسة و هو ليس والده ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/229684972-288-k576018.jpg)
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...