هبت رياح قوية علي المدينة مع حلول المساء و إختفاء الشمس بالجهة الاخري من الكرة الارضية ليصبح القمر مكانها بشكله المستدير بيومه الرابع عشر .. انتشرت الغيوم بكثره و إشتدت حركة الهواء البارد لكن رغم ذلك لم تمطر السماء بعد .
بأطراف الغابة حيث يسكن ميشيل بذلك المنزل الريفي الصغير البعيد عن المدينة !
كانت الشجيرات و الاشجار تتحرك خارج المنزل بطريقة مخيفة بسبب الرياح القوية .. داخل المنزل كان ثلاثتهم يجلسون حول مائدة واحدة .. توزعت علي المائدة عدة أصناف من الاطعمة من لحم و ارز و غيره !
نظر دانيال ليوجين الذي كان شارداً يقلب طعامه بدون أكل و نطق بإستغراب : يوجين ما بك ؟
إنتبه يوجين إليه ليحدق به و ينفي وجود شئ يشغله و قد بدأ بالاكل متذوقاً إياه .
كان ميشيل يأكل بصمت حتى تحدث يوجين بابتسامة مشتاقه لتلك الايام الهادئة التي عاش ثلاثتهم بها بهدوء : أبي .. إشتقت لأن نأكل سوياً .. ليتنا لم نذهب للعاصمة و عشنا هنا بعيداً عن الجميع .. هنا يشعرني براحة كثيراً عن هناك .
حدق به ميشيل بإبتسامة هادئة تخفي ألمه من كل ما يحدث لصغيره ثم مد يده يرجع بها خصلات الداكن لخلف أذنه بينما ينطق بحنان : لا بأس صغيري .. هكذا هي الحياة .. ثم ان حياتنا ليست هنا بل هناك حيث أسرتنا .. يوماً ما سيمر كل صعب فقط ثق ان الامور ستتغير للأحسن !
أومأ يوجين فيما تابعهم دانيال بصمت قليلاً قبل ان يتحدث بمرح و حماس بينما يتابع الأكل : دعكما من الاشتياق و تناولا الطعام قبل ان آكله كله و لا ادع لكما شئ .
بعثر ميشيل رأسه ضاحكاً بينما يوجه الكلام له بسخرية : فقط ليت ما تتناوله يعود عليك لكن يبدو ان حماسك الزائد يفسد صحتك يا أبله .
عبس دانيال و أبعد كف عمه التي تفرك رأسه بقوة ثم نطق متذمراً : و ما ذنبي انا عماه ؟ لست سبباً بإصابتي بفقر الدم !
رمقه الاثنان بسخرية فعبس و أخذ يتذمر بينما يأكل .. نطق ميشيل بإهتمام : بعد الاكل خذ دوائك ولا تهمل نفسك داني .
":_حاضر ايفان ."
"_انا عمك ياولد ."
":_يوجين يناديك ميشيل و ليس ابي."
"_و ما دخلك بيو ؟ .. انت ابن شقيقي اما يوجين .. "
صمتا الاثنان عن انفعالهم و نظرا ليوجين الذي تابعهم بهدوء و ابتسامة رغم أن عدم اكمال ميشيل لكلماته و قول انه ابنه ألمه الا أنه لم يظهر أبداً ، و قد أخفض وجه يكمل طعامه بهدوء ..
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
خيال (فانتازيا). لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...