روحي بريئة ، انها لا تستحق ان يحدث كل هذا لها.🖤كان الهدوء و الشرود يخيم علي غرفته .. يجلس علي سريره يسند ظهره و رأسه لظهر السرير بصمت تعمه الفوضي و الضوضاء داخل عقله ..
كان صديقه الوحيد جالساً قبالته يمسك بملعقه و طبق من الارز يحاول جعله يأكل لكن صمت الاخر يتعبه و يؤلمه هو الاخر حتي لم يعد يحتمل حتى انزلقت دموعه بألم .
لم يهتم يوجين بينما يشرد بعقله بالخارج حيث الامطار التي تهبط بقوة فها قد حل فصل الشتاء بعواصفه و أمطاره !
":_يوجين انت لم تذق الطعام و الشراب منذ ثلاث أيام .. أرجوك تناول الطعام لأجلي ! "
لم يجيبه يوجين غير بإغماض عيناه بصمت يستمع لقطرات المياه التي ترتطم بالزجاج .
":_ دانيال أتركه ليرتاح ."
نطق والده بهدوء بينما يسحب معصم دانيال و يغادران من الغرفة بينما يتابع حديثه : أتركه حتى يأتي والده ..
قاطعه دانيال بقلق شديد : لكنه قد ينهار هكذا ! .. هو أضرب عن الطعام حتى يأتي عمي ميشيل و قد يطول عمي هكذا ! .. عمي قد لا يأتي لانه غاضب !
تنهد مارك و سحبه دون ان يرد عليه لكن لم يكن بيد دانيال شئ أخر يفعله !
مرت ساعة ، اثنان ، ثلاث ساعات و لم يحدث شئ غير ان يوجين بغرفته يجلس دون الخروج منها و دانيال هدأ تماماً بحضن امه يخفي تألمه بينما أفراد العائلة قد طالتهم الكئابة ! من كان يصدق أن العائلة التي نبذته بالبداية هي أكثر من تحزن لأجله؟ !
صوت خطواته المتعبة جعلتهم ينظرون بتفاجؤ له .. تقدم جاك القريب من الدرج ليتفقده لكن يوجين أبعده و تابع سيره بصمت متجاهلاً نداء الجميع له و خاصةً دانيال .
كان يسير راغباً بالعودة لقصر براون فقد كان الحل الامثل من وجهة نظره !
وصل لباب القصر و توقف حين فاحت رائحة عطره المميز .. أخفض رأسه حين وقف أمامه .. حتى رغبته بالبكاء احتلها الجفاء فجأة .. هو قد فقد الامل و انتهي الامر .. و كيف يعيش بعد اليوم و الجميع تخلوا عنه و كأنه قمامه ؟!
":_أين أنت ذاهب ؟ "
سأل بجفاء بينما يحدق فيه فأجابه الاصغر بصوت بارد ضعيف : لم يعد لي مكان بهذا القصر و لا بحياتك سيد ميشيل .. سأذهب لمن كانوا أسرتي.
":_و هل أمرتك ان تذهب دون إخباري ؟" نطق مرة أخرى ببرود بينما يرمقه بنظرات مغتاظة فإسترد يوجين بهدوء شديد يخفي تألمه : و لما ستهتم بذلك ؟ .. أنت أيضاً تخليت عني كالقمامة كما فعل الجميع .. لم أكن سوى غلطة تقذفونها حين تملُّون منها .. حياتي لم تكن تعني لأحدكم شئ .. "

أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasia. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...