التعبير عن الإعجاب لدى الأطفال بسيط جدًا، وعملي جدًا، كل ما هو جميل يجب أن يُحرق، أو يُحطم، أو يُمزق، أو يُبدد.!- أحمد خالد توفيق.
*****
استرق النظر من داخل الغرفة حيث يقف بأيمالة جسده الصغير خلف الباب و ما ان شعر ان الاخر مشغول بالمطبخ حتي ابتسم و خرج يتفقد المنزل الذي أعجبه كثيراً !!
كانت زرقاوتيه المشبعة بالخضرة تنظر لكل جهة من المنزل بعيون تلمع بحماس .. المكان نظيف .. رائحة عطرة .. أرائك ملتفة بشكل جميل و طاولة مستديرة بالمنتصف .. غرفتان بأخر الرواق الصغير المتصل بين الغرف و الصالة .. الاثاث جديد و مبهر !! .. كل شئ حاز علي اعجابه لينسى تماماً انه مخطوف و إلتفت .. اولاً سيجرب الصالة بما ان ايفان بالمطبخ مشغول !
وقف عند الاريكة وتمسك بها ليصعد بما انها عالية علي قصير مثله !!
جلس فوقها و قد شعر بشعور راحة عظيم ، فهي افضل من سريره بذلك القصر !!
تمركز بصره علي خيط رفيع من الاريكة فأمسك به و حاول شده لكنه لم يستطع ، فشعر بالغيظ ليشده أكثر و ..
صوت تمزق صدر من تلك الناحية فشهق بصدمة و ترك مكانه بسرعة قبل ان يراه إيڤان ليهرب لمكان أخر بعد ان مزق جزء من قماش الاريكة قليلاً !!
لم يجد نفسه سوي بغرفة ايفان و هذه فقط جعلت عيناه تشع بحماس كبير و قد تناسي تماماً النتائج المترتبة علي ذلك !! فهي غرفة ايفان علي اي حال !
انتقل من مكانه من عند الباب ليقف أمام المكتبة متوسطة الحجم و المليئة بالكتب و بعيون تلمع كالقطط من حبه الشديد و تمنيه لحصوله علي كتب كثيرة جعله يقترب يتفقد هذا و يعبث بذاك لينتهي بالغرفة بالتدمر بينما هو يجلس علي السرير الذي اصبح فوضوي يرتدي نظارات والده الكبيرة و بيده رواية بعنوان ما يجلس يقرأها بكل اندماج و بيده الاخري يعدل النظارة التي تسقط علي انفه !
شهقة قوية خرجت بكل ذرة صدمة .. غضب .. انزعاج .. و غيظ بينما يحدق بالفوضي التي حدثت بغرفته العزيزة ...
إلتقت زرقاوتيه المخضرة بخاصة والدة التي استحالت بركاناً و ..
فتح فمه و اراد ان يبرر لكن .. صراخ والده اسكته : يــــوجـــــين ؟!!
جفل يوجين علي صوته لينطق بقلق شديد و خوف بينما يبعد النظارات و الرواية : سأنظفها لك ! انا اعتذر !
هو لم ينتظر ليتلقى رداً بل قفز من السرير بسرعة ليبدأ بنتظيف و ترتيب بما افتعلته يداه بخوف من غضب من أمامه !!
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...