Chapter 4

2.3K 201 170
                                    


التعبير عن الإعجاب لدى الأطفال بسيط جدًا، وعملي جدًا، كل ما هو جميل يجب أن يُحرق، أو يُحطم، أو يُمزق، أو يُبدد.!

- أحمد خالد توفيق.

*****

استرق النظر من داخل الغرفة حيث يقف بأيمالة جسده الصغير خلف الباب و ما ان شعر ان الاخر مشغول بالمطبخ حتي ابتسم و خرج يتفقد المنزل الذي أعجبه كثيراً !!

كانت زرقاوتيه المشبعة بالخضرة  تنظر لكل جهة من المنزل بعيون تلمع بحماس .. المكان نظيف .. رائحة عطرة .. أرائك ملتفة بشكل جميل و طاولة مستديرة بالمنتصف .. غرفتان بأخر الرواق الصغير المتصل بين الغرف و الصالة .. الاثاث جديد و مبهر !! .. كل شئ حاز علي اعجابه لينسى تماماً انه مخطوف و إلتفت .. اولاً سيجرب الصالة بما ان ايفان بالمطبخ مشغول !

وقف عند الاريكة وتمسك بها ليصعد بما انها عالية علي قصير مثله !!

جلس فوقها و قد شعر بشعور راحة عظيم ، فهي افضل من سريره بذلك القصر !!

تمركز بصره علي خيط رفيع من الاريكة فأمسك به و حاول شده لكنه لم يستطع ، فشعر بالغيظ ليشده أكثر و ..

صوت تمزق صدر من تلك الناحية فشهق بصدمة و ترك مكانه بسرعة قبل ان يراه إيڤان ليهرب لمكان أخر بعد ان مزق جزء من قماش الاريكة قليلاً !!

لم يجد نفسه سوي بغرفة ايفان و هذه فقط جعلت عيناه تشع بحماس كبير و قد تناسي تماماً النتائج المترتبة علي ذلك !! فهي غرفة ايفان علي اي حال !

انتقل من مكانه من عند الباب ليقف أمام المكتبة متوسطة الحجم و المليئة بالكتب و بعيون تلمع كالقطط من حبه الشديد و تمنيه لحصوله علي كتب كثيرة جعله يقترب يتفقد هذا و يعبث بذاك لينتهي بالغرفة بالتدمر بينما هو يجلس علي السرير الذي اصبح فوضوي يرتدي نظارات والده الكبيرة و بيده رواية بعنوان ما يجلس يقرأها بكل اندماج و بيده الاخري يعدل النظارة التي تسقط علي انفه !

شهقة قوية خرجت بكل ذرة صدمة .. غضب .. انزعاج .. و غيظ بينما يحدق بالفوضي التي حدثت بغرفته العزيزة ...

إلتقت زرقاوتيه المخضرة بخاصة والدة التي استحالت بركاناً و ..

فتح فمه و اراد ان يبرر لكن .. صراخ والده اسكته : يــــوجـــــين ؟!!

جفل يوجين علي صوته لينطق بقلق شديد و خوف بينما يبعد النظارات و الرواية : سأنظفها لك ! انا اعتذر !

هو لم ينتظر ليتلقى رداً بل قفز من السرير بسرعة ليبدأ بنتظيف و ترتيب بما افتعلته يداه بخوف من غضب من أمامه !!

غَــيثْ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن