انتشرت الفوضي و الضوضاء بساحة المدرسة .. كان الصغيران يسيران معاً بعيداً عن ضوضاء الاولاد الذين حولوا الساحة لملعب كرة بدلاً من ملعبهم الاصلي ليبدأ المعلمون بتربيتهم مجدداَ .ضحك يوجين فجأة فنظر له دانيال بحيرة لينطق ببساطة : لا شئ لكني تخيلت مظهر هؤلاء الاولاد الحمقى !
ابتسم دانيال بخفة و نطق : اجل شكلهم مضحك ، مجرد حمقى.
تابع الاثنان المشي لصفهما يتبادلان الحديث : دانيال ، لم يتكلم أبي معي بخصوص ذهابي لجدي ..
توقف دانيال و أوقف يوجين ممسكاً إياه من كتفيه قائلاً : يو ، لما تشغل بالك بالامر ؟ ألا تثق ان والدك سيفعل المستحيل لأجل إعادتك ؟
هز رأسه نافياً و نطق مفسراً أكثر : ليس ما فكرت به دانيال لكن ما أعنيه هو انه لم يخبرني عن ذهابي لقصر جدي او ماذا فعل بالقضية التي من المفترض انها انتهت .. دان انت لا تعلم شئ عن تلك العائلة القبيحة .. يبدو ان أبي لم يخبرهم بعودتي للمنزل لهذا انا هنا معك اليوم .
أخفض دانيال بصره بهدوء رغم إنزعاجه فلم ينتبه علي الامر حقاً .. الان هما ضائعان و مشتتان كثيراً !
إنتهي اليوم الدراسي ليسيرا عائدين لقصر ريتشارد و بطريقهما قررا الذهاب لمكتبة العجوز كارلوس .
":_أين ذهب يا دانيال ؟! "
":_لا علم لي يوجين ! ."
وقفا امام المكتبة بحيرة حيث كانت مغلقة .. تراجع يوجين للخلف و نظر حوله بهدوء يبحث عن المحل الاخر الذي يعرف صاحبه ..
خرج رجل من محل الازهار في العقد الخامس من العمر يروي أزهاره فترك يوجين دانيال و اقترب من الرجل قائلاً : عم مينا ، أين العم كارلوس ؟!
توقف عن ما كان يفعله و نظر ليوجين و دانيال بصمت مغلف بحزن لينطق : اسف يا اولاد لكن .. كارلوس توفى ليلة أمس .. وجدوه داخل المكتبة هكذا لذا اولاده جاؤوا ليأخذوه و يدفنوه .
الصمت و الصدمة خيَّم علي الاثنان قبل أن يلتفت يوجين و يسير بسرعة بعيداً دون كلمة او رد فعل .. هذا العجوز رغم انه لم يبقى معه كثيراً الا أنه تعلق به بشده ! .. لم يكن يتخيل ان يأتي و لا يراه !!
":_يوجين انتظر ."
ناداه دانيال الذي لحق به بينما يحاول كتم دموعه ، العجوز كان مهم جداً لهما ، هما كانا يحباه كجد لهما .. يحكيان له كل ما يحدث معهما و الان هو غادر للأبد دون توديع حتى !!
وصل الاثنان لقصر ريتشارد ليدخل يوجين سريعاً و اتبعه دانيال محاولاً امساكه !
نظر الجميع لهما بقلق قبل ان يسمعوا صوت يوجين يغلق باب غرفته بقوة بوجه دانيال الذي طرق الباب كثيراً دون أن يجد إجابه .
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...