منذ بزوغ فجر اليوم فتح عيناه الزرقاوتين و إعتدل مغلقاً صوت منبهه الذي بجانب السرير .. نهض و اتجه لخزانة ملابسه ليخرج منها قميص بلون السماء و بنطال باللون الاسود تاركاً بدلاته .. اليوم سيخرج كأي رجل عادي و ليس كرئيس شركة .بدل ملابسه بعد ان استحم ووضع عطره المفضل .. أخذ حاجياته و هاتفه و خرج من الغرفة الواسعة بأثاث فخم و غالي .
ابتسامة مستقيمة تعلقت علي شفتيه بينما يغادر القصر بدون ان يتناول الفطور ، او حتى يري الصبيان .. هناك ما هو أهم ليفعله .. ما حدث يوم أمس لن ينساه و لو مر ألف قرن من الزمان .
":_أبي ؟ "
توقفت قدماه و تنهد بإستياء ليلتفت لصغيره الذي كان يقف بضعف و عينان شبه مفتوحة منتظراً منه أن يلتفت إليه و يخبره الي أين هو ذاهب بهذا الوقت المبكر ؟
حدق بوالده القادم نحوه بتشوش .. هو لم يرتح بعد و لم يتعافى و قد طلب بكل إصرار أن يخرج من المشفى .. أصابه فقر دم أحَّد من دانيال ، فإدجار لم يتهاون أبداً بمحاولة موته ..
و ها هو ينهار جسده بين يدي والده الذي تلقاه بملامح موبخة بشده بينما يحمله و يسير به لحيث غرفة دانيال مطلقاً توبيخاته : طلبت مغادرة المشفي و لم أجادلك لكي لا تحزن لكن تترك سريرك و أنت لم تتعافى بعد فأنت تحتاح توبيخاً مرتباً لتقلل من طيشك و تهورك .. انظر لجسدك ، انت ضعيف جداً ولا تستطيع الوقوف الا حين تتعافى لذا إلزم سريرك و لا تغادره !
أخفض عيناه الشبه مفتوحة بحزن و ألم و لكنه دفن وجهه بصدر والده الذي دخل الغرفة ليضعه قرب دانيال النائم بعمق مردفاً بحزم : لا أريد أن أعود و أجدك علي نفس الحال .. أدويتك تأخذها و طعامك تأكله و الا سأتصرف معك عند عودتي .
كاد يغادر الا أنه تشبث بطرف قميصه و نطق بقلق بنبرة ضعيفة : أبي ، هل ستتأخر ؟
نفي ميشيل و إنحني يقبل رأسه بخفة معطياً إياه ابتسامة حنونة : لا صغيري ، هناك عمل مهم سأنجزه و آتي ، لكن انت اهتم بنفسك جيداً .
أومأ بضعف بينما غطاه والده و إطمئن عليه ليذهب بعدها .
ما إن إختفى والده حتى أمسك معدته يشعر بغثيان شديد .. هو لا يعلم كيف تحمل هذا الشعور بوجود والده لكنه لا يريد إقلاقه .. و لا يريده أن يوبخه علي طلبه لمغادرة المشفى .
غادر ببطء بعد أن نظر لدانيال النائم بدون أن يدري بما يحدث حوله ، و دخل للحمام المرفق للغرفة ليفرغ ما بمعدته .
بعد دقيقتين .. إنزلق جسده محيطاً معدته بألم بينما يتنفس بقوة محاولاً إلتقاط أنفاسه .. شعور بالدوار قوي كان يحتل رأسه مشبع بصداع نصفي أقوي .

أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...