الايام تمر كخيط رفيع بإبره جوفاء .. نشعر احياناً بثقل تلك الايام ولكننا نحاول بشتى الطرق الحفاظ علي ثباتنا .. دائماً نحاول عدم تذكر الماضي الحزين لعلنا نعيش حاضر سعيد لكن .. لا شئ ينفع بزمان امتلأ بالاكاذيب .. بالغش .. بالحقد و الطمع ! .. لا مجال للابرياء ان يعيشوا حياتهم بكل راحة من بين وجوه امتلأت بالسكينة مدارياً لقلوبهم السوداء الحاقدة ...سماء امتلأت بغيوم داكنه كحال قلوب امطرت من شدة اليأس .. جو امتلأ برياح المطر الغزير و كأنه يحاول تنظيف تلك القلوب الحاقدة ..
برق السماء بصوت البرق مصحوباً بصوت الرعد .. سيارة استقرت مقدمتها بشجرة عملاقة علي جانب الطريق .. انزلقت بعض دماءه لتستقر علي ملابسه .. عيناه الشبه مفتوحة حدقت بتعب و ألم الخذلان بمن يقف امامه ..
أنارت السماء مرة اخري تزامناً مع انطلاق تلك الرصاصة لتستقر بقلبه ليغمض عيناه بعدها غائباً عن الوعي بقلب يملئه الخيبة و كسر الثقة بين طرفين .
ابتعد هو بقلب بارد و كأنه لم يقتل اصغر اصدقائه .. و زوج اخته الوحيدة .. أهكذا تسمى صداقته ؟! .. قتل رفيق اعتبره اخ اكبر لأجل مصلحة الاسرتين ؟ .. لقد صدقه حين طلب منه ان يصادقه بعيداً عن عداوة الاسرتين و لأجل اخته .. لكن بالنهاية هو تم الغدر به .. كان يكذب ليستطيع ان يقتله بكل سهولة .. لكن .. بعد كل ذلك هل يمكنه ان يعودا كصديقين مجدداً ؟!
تألقت عيناه بمن المفترض ان يكون اقرب صديق له بينما كان يركب سيارته و يقودها لحيث شركة آل براون و ذاكرته تعبث به و تؤنبه لانه وثق به و بصداقته !
إلتفت للجانب الاخر .. بسببه هو دخل بغيبوبة و ابتعد عن حبيبته طوال فترة حملها بطفلهما الصغير .. و ما ان افاق من تلك الغيبوبة حتي وجدها قد فارقت الحياة بعد ان ولدت الطفل الذي انتظره طويلاً .. كان يريد ان يبقي معها .. ذلك اليوم اراد و بشدة الذهاب لها لكن .. لكنه توقف و لم يستطع ان يفعل ذلك بينما يتهادي لمسامعه تلك المحادثة التي بينت كم ان حبيبته عانت بغيابه و من اقرب الاشخاص إليها .. و بعد التفكير هو تركه بعد ان رآه و وعده ان يعود لأجله و لكنه تأخر كثيراً .. اراد حين يعود ان يعود بقوة و ليس مجرد فرد من افراد آل ريتشارد .. اراد ان يظهر نفسه بقوة .. هو الان ليس ميشيل جيمس ريتشارد احد افراد اسرة ريتشارد بل اصبح "إيفان جيمس ريتشارد" أكبر رجال الاعمال و لديه اكبر شركات السياحة المنافسة لأسرة براون .. لكن ذلك لم يكن بهين ايضاً .. فعلته تلك جعلته يبتعد تاركاً طفله بأيدي ممتلئه بدمائه و بدماء حبيبته سيلين.. هو للان نادم .. لقد اصبح ابنه لا يتقبله و بالفعل ان علم من يكون و انه فعل ذلك سيكرهه بشدة و لن يوافق بالبقاء معه .. فهو طفل بالنهاية و سيضع شئ واحد امامه " احتياجه له بوقت اراد و بشده ان يحصل علي والدين " .
لكن ما العمل ؟ .. هو يريد الظهور و خائف من ردة فعل يوجين حين يعلم !!
تنهد بقوة بينما يوقف سيارته امام المنزل الريفي و ينزل منها بعد ان عصر دماغه بالحديث و التفكير ..
أنت تقرأ
غَــيثْ (مكتملة)
Fantasy. لم أطلب يدًا تمسح دموع الفزع ولم أُوقظ أحدًا ليعانقني كي أهدأ، علام يجب أن أكون ممنونًا؟ .. لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي. * ماضي أليم و غامض ! .. و حاضر مشوش و مضطرب ! .. بينما المستقبل مجهول ! كيف ستؤول الايام ببطليّ قصتنا ؟! دانيال و يوجين طفلان...