الفصل 25

3.8K 257 49
                                    

تلك الكلمات نهشت عقله " لا يمكنني أن أسمع بعد الآن لقد أصبحت صماء! "
هل ما قرأه حقيقة؟؟؟  غير مصدق عينيه،  فقد بقي يقرأ تلك الأحرف و كأنه يكذب عينيه و لا يصدقهما.
لكنه فجأة إستفاق على صوت إغلاق الباب السفلي،  من ما جعاه يغلق المطكرة بسرعو و يضعها في مكانها السابق،  أغلق الخزانة و رتب المكان الذي جلس عليه في السرير و خرج بسرعة من غرفتها و قام بإغلاق الباب وراءه، نزل الدرج بخطوات سريعة و عندما بقيت درجة واحدة قابل وجهها  من ما جعله يرتبك و ذلك ما لاحظته إنجل على ملامحه،  فهذه أول مرة تراه بوجه كهذا من ما جعلها تسأله مستفسرة حالته الغريبة،  لكنه أجابها بغير عادته على أنه مسرع و عليه الذهاب،  و مر من أمامها بسرعة تاركاً وراءه هواء خفيفا. إستغربت من تصرفه الغير لائق،  لكنها لم تبالي كثيراً،  فهي تعلم أنه غريب أطوار بعض الشيء.
وضعت حقيبتها على المنضدة الموجودة على جانبها ثم نزعت حذائها،  و توجهت ناحية غرفتها لتغيير ملابسها،  لكن ما إن فتحت الباب حتى دق قلبها بقوة كبيرة و ذلك بسبب الخوف هذه المرة،  و ذلك بسبب أنها إشتمت رائحة عطره في غرفتها،  وجهها قد اصفر تلقائيا،  كانت تبحث بعينيها عن أي شيء غريب،  لكن كل شيء كما تركته ،
لا تعلم من اين أتتها الفكرة لكنها قررت أن تلقي نظرة على مذكرتها،  فتحت الخزانة و هناك تنفست بأريحية لأنها وجدت المذكرة في مكانها،  تنهدت بهدوء ثم قررت أن تأخذه لتلقي نظرة عليه و تكتب بعض الكلمات فيه،  لكن ما إن حملته بين يديها حتى اصفر وجهها مرة أخرى و ذلك لأنها إشتمت عطره عليه
لعنت نفسها مرارا و تكرارا .
رمت المذكرة على جانب السرير و هي قد جلست عليه و مسكت رأسها بين يديها و قلبها يخفق بقوة خوفا من أن يكون قد علم بالأمر،  نهضت من مكانها بسرعة كالمجنونة ثم وضعت يدها على قلبها تربت عليه و تقول
"إهدأي، إهدأي،  كل شيء على ما يرام،  إنه لا يعلم لو كان يعلم لأخبرك،  فهو لا يحب الكذب نعم لقد اخبرني في صغرنا انه لا يحب الكذب لذا لن يكذب علي... آه اللعنة ماذا لو كان حقاً يعلم و الآن نفر مني... و اللعنة فليذهب للجحيم.. إهدأي إنجل! "
و كل ما جال في خاطرها في تلك اللحظة هو أن تتصل بدينيس لتخبره،  فهو كان منبع كل حل لمشاكلها.
ما إن رن الرنة الأولى حتى سمعت صوته
"ألو! "
"دينيس لقد...! "
"ألو أيها اللعين أنا لا أسمعك،  أتعلم لما؟؟  لأنه المجيب الآلي،  إن كان الأمر غير مهم لا تعد الإتصال و إن كان مهما أيضاً  لا تعده! "
رمت هاتفها جانبا بغضب ثم قالت
"عاهر... ماذا سأفعل الآن؟! "
مشت في غرفتها ذهابا و إيابا بإرتباك،  ثم توقفت مرّة أخرى لتكلم نفسها
"حسنا إهدأي،  عندما يعود لو سألك ستخبريه،  لو لم يفعل هذا يعني أنه لا يعلم،  لذا لا داع للإرتباك،  فليعلم ليست مشكلتك إهدإي! "
هدأت نفسها بتلك الكلمات،  ثم قررت أن تتوجه للحمام و تستحم لعلها تهدأ أكثر من ذلك.

في مكان آخر و بالتحديد في السيارة التي كان يقودها ديفل بذهن شارد،  للآن غير مصدق أنه كان في دوامة كبيرة لم يعرف نقطة بدايتها حتى،  بسب تفكيرها المحدود جعلته يبني سدا لم يكن عليه بناؤه من قبل أبدا...
لم يعلم أين سيذهب،  لكنه وجد نفسه أمام شركته رغم خلوها،  بسب أن جميع الموظفين قد تم إعطائهم بقية المساء كعطلة و ذلك لعملهم في موقع التصوير.
صعد بهدوء نحو طابقه و توجه لمكتبه ليجلس على الكنبة و هو مشوش
كيف لها لم تخبره عن مرضها و أنها كانت مريضة سرطان،  لما جعلته يكرهها بسبب سخيف،  جعلته يتنمر عليها،  يمقتها،  فقط لأنها كانت مريضة؟  كم كانت أنانية و لا تزال كذلك،  فهي لم تخبره أنها فقدت سمعها،  و أنها تذكرته قبل أن يتذكرها،  و الأهم من ذلك كله أن قلبها يخفق من أجله...
لما فعلت و لا زالت تفعل كل ذلك لما؟؟

هوس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن