الفصل"14"

6.1K 313 46
                                    


فوت و كومنت  ❤

نظرت نايحة وجه والدها فرأت ذلك الألم عند سماعه كلام الطبيب
أرادت البكاء و النحيب
جال في خاطرها ديفل
جال، في خاطرها حياتها المليئة بالبهجة و النجوم
ستتغير لا محال
تنفست بهدوء و ضعت على وجهها إبتسامة كاذبة تمحي بها كل الألم الذي تعانيه داخلها

و قالت بسخرية مصتنعة
"واو رائع ضننت أنني مريضة سمنة مفرطة "
وجدت ابتسامة صغيرة على وجه والدها لكن الحقيقة انه يبكي داخليا
بدأ الطبيب بكلامه
على أن عليها أن تخضع للأشعة على مستوى رأسها ليعرفوا حجم الورم السرطاني و تحديد إن كان عليها
أن تخضع للعلاج الكيميائي أو فقط عملية دقيقة لإزالة الورم
رغم كل كلام الطبيب الذي يبعث الشلل لأطراف كل مريض يسمع هذا الكلام.. لكنها فقط رمت عليه إبتسامة واثقة و كأنها قوية و لكن خلف تلك الإبتسامة المزيفة يوجد بحر من الدموع على وشك السقوط
بعد نصف ساعة من هذا الهراء كما أسمته إنجل عندما كانت في السيارة نحو طريق العودة مع والدها
"ما هذا الهراء بحق السماء يا أبي.. أعني لماذا لم يقم بالأشعة الآن لماذا يريد رؤية وجهي وجه الصبار هذا! "
عندما سمعت قهقه خفيفة قادمة من والدها
أحست ببعض الطمأنينة ثم قالت مرة أخرى
"هل يمكنك أن توقف السيارة جانباً.. امم لأني سأشتري كتاب و أمر عند صديقتي "
نظر لها لمهلة ثم أومأ دون قول شيء
حقيقة هي لن تمر على صديقتها
و لم تفكر في شراء الكتاب اليوم
لكنها لم ترد الحضور في المنزل عند سماع والدتها أنها مريضة
لا تريد أن ترى نظرة الإنكسار في وجه والدتها...
لا تريد رؤية شفقة أي أحد
....
أما في مكان آخر
كان ديفل يطل من نافذة شقته الصغيرة المتكونة من حمام واحد و غرفة نوم و صالة يطل عليها المطبخ..
كان يحمل هاتفه و قد قرأ رسالة إنجل أكثر من مرة و التي كانت تطمئن عليه تنهد
ثم دخل إلى قائمة الصور و كان ينظر لثورها بإبتسامة محبة و مشتاقة
كانت كل الصور التي إلتقطها لها من غير درايتها كلها من دون علمها ..
كان يبتسم كلما رأى صورة لها و هي تبتسم
و يعقد حاجبيه كلما رآها عابسة..
تنهد بهدوء ثم قام بإخراج الشريحة التي يتم حفظ الصور داخلها
و خبأبها في أغراضه
ثم قام بإرتداء معطفه الأسود
و قد تأكد من تغطية و جهه و خاصة عينه حتى لا يميزه أحد
و قام بالخروج سيرا
كان يمشي بهدوء و لكن لمدة طويلة
و قد توقف بعد أن تأكد أنه آبتعد كل البعد عن مكان إقامته
ثم قام بإخراج هاتفه و وضعه في أحد الأماكن
فهو متأكد أشد التأكيد
أن وااده سيبدأ بالبحث عنه بواسطة إشارة هاتفه...
قام بإدخال يديه في جيبه و توجه ناحية الساحل و كل تفكيره حول تلك الصغيرة
...
ما إن وطأت قدمه تلك الرمال حتى سمع صوت بكاء و بعض الشهقات
أراد ان يتجاهل الأمر
لكن قوة فضوله تغلبت عليه
و قام بإتباع صوت الشهقات
حتى وصل إلى فتاة جالسة على الرمال
و شعرها الطويل يحركه الرياح
نظر لها لثواني و عندما لم يستطع التعرف عليها قرر الإنسحال و اكمال طريقه
لكنها قد ادارت وجهها قليلا فاستطاع رؤية جانب من وجهها
و لم يصدق عيناه..
إنها إنجل.. لكن ماذا ما الذي حدث معها.. احس بإنقباض في قلبه بمجرد رؤيتها في تلك الحالة
..
كانت صوت شهقاتها تخرج من غير ارادتها
رفعت رأسها ناحية السماء ثم قالت متوسلة
"فليكن كلام الطبيب خاطئ "
ثم نهظت من مكانها بقلب مكسور
متوجهة ناحية المكتبة و لا تعلم عن الذي يتبعها بكل شوق و حزن في نفس الوقت
اخذت خطواتها و هي تدخل للمكتبة
تمشي بين تلك الرفوف بكل هدوء
حتى جذبها كتاب يحكي عن قصة رومنسية باللغة الفرنسية
..
رغم انها ليست بمتفوقة في تلك اللغة لكن في نفس الوقت يمكنها فهمها
بفضل بيكهام الذي قام بتعليمها
خرجت من تلك المكتبة و هي تحمل الكتاب و كذلك كراس للرسم و كراس للكتابة و قلم خاص...
جسمها في الطريق و عقلها في المنزل... ماذا ستكون ردة فعلهم.. او بالأحرى عندما تدخل كيف ستكون نظراتهم
..
لم تكن تدري عن ذلك، الذي كان يلحق، بها طوال الطريق.. فقط تمشي بيئس حتى وجدت نفسها تقبع أمام باب منزلها
تنهدت بهدوء عدة مرات محاولة ضبط نفسها ثم قامت بفتح الباب و دخلت
كان ضوء صالة المعيشة مشتعل و رائحة الطعام تعم المكان
توجهت ناحية المطبخ،
و هناك وجدت والدها يقوم بالطهي و يتكلم مع والدتها و التي كانت بدورها جالسة تقوم بتقشير البصل بهدوء
دخلت بكل حماس كعادتها ثم قالت
"اهلا يا عالم انا من اتيت هل من ترحيب! "
قهقه والدها
اما امها فقد رفعت نظرها و ابتسمت لها ثم قالت
"و اخيرا عدتي! "
نظرت لها انجل بتفاهة ثم قالت
"لا لم اعد للآن! "
و قهقهت
رغم ابتسامة امها إلا أنها قد لاحظت الحزن في ملامحها
لكنها لم ترد تبيان انها ادركت ذلك ثم قامت باستخراج ما اشترته و قالت
"لقد اشتريت رواية فرنسية تبدو جيدة! "
تقدم منها والدها و اخذها
قرأ عنوانها ثم ابتسم بهدوء ثم قال
"هذه رواية رائعة حقا عليك بقرائتها! "
نظرت له بسخافة ثم قالت
"و هل انا اشتريتها لتغليتها و شربها؟؟؟! "
ضربها على رأسها بخفة من ما جعلها تقهقه
ثم توجهت صاعدة ناحية غرفتها و ما إن أغلقت باب غرفتها حتى انمحت تلك الإبتسامة المليئة بالأمل
اغلقت الباب و توجهت ناحية السرير رامية كل الأشياء التي إشترتها على فوقه
و توجهت لتغيير ملابسها
ثم توجهت ناحية سريرها تريد الهروب ناحية النوم و لا شيء آخر....

هوس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن