الفصل 24

4.7K 263 77
                                    

قهقه عليها ثم قال " لكنني لست متزوج! "
لا تعلم هل تنصدم من كلماته أم تفرح لأنه ليس مرتبط... أم تحزن لأنها ر غم عدم إرتباطه لا تستطيع الإرتباط به بسبب إعاقتها اللعينة هذه؟؟
كانت مشاعرها مضطربة في تلك اللحظة، حيث أنها بقيت رافعة لرأسها تنظر نحوه دون النطق بأي كلمة، حتى إبتسم بداخله بشيطانية ثم قال لها و هو يدعي اللامبالاة " أنا لا أحبذ فكرة الإرتباط و الزواج! و لا الوقوع في الحب "
حسناً الآن يمكنها أن تكمل صدمتها.
ماذا قال و الجحيم؟؟ لا يحبذ فكرة الزواج و الإرتباط، و اللعنة ما دخلها هي أليست هي من كانت تقول أنها لن ترتبط.. ماذا ماهذا الحزن اللعين؟

أخذت نفسا عميقا في داخلها ثم نظرت له و قالت " حسنا تزوج أو لا تتزوج يكفي أن تبتعد من أمامي! "
نظر لها ثم قال بهدوء " حسناً! "
ثم قام بإبعادها و الدخول، توقفت الكلمات في حلقها و استدارت تنظر له بصدمة و هو يتجول في أرجاء المنزل، فقالت بإنفعال "ما الذي تفعله بحق الجحيم و اللعنة! "
استدار إليها و هو يرجع خصلاته للوراء ثم قال "قلتي إبتعد من أمامي فابتعدت! "
أغلقت عينيها و هي تأخذ نفسا عميقا ثم أعادت فتحهما قائلة " لم أقصد بذلك أن تدخل قصدت أن تخرج! "
تقدم منها بخطوات متزنة و عندما بقي بينهما نصف متر، قام بإحناء ظهره ليصل لقامتها ثم قال بصوت هادئ لكنه يدل على أنه يحاول السيطرة على غضبه "لم آتي لأنني أعشقك و لا يمكنني السيطرة على مشاعري، بل أتيت من أجل حماية تلك الرقاقة، و إلى أن نعرف ماذا سنفعل بها سيتوجب علي حمايتك! "
ثم أرجع ظهره لطبيعته و جلس على الأريكة ينظر لها بغرور ممزوج بسخرية .
كانت كلماته بالنسبة لها قاتلة بعض الشيء، فالبمختصر أراد قول أن الرقاقة أثمن منها و لولاها لما كان هنا! "
كان ينتظر منها الهجوم كعادتها، لكنها فقط ناظرته بنظرة باردة و خاوية و هي تفكر في كلامه ثم صعدت السلالم متوجهة ناحية غرفتها، التي ما إن وصلت إليها حتى أغلقت بابها بالمفتاح و توجهت ناحية الحمام و هي تغسل وجهها عدة مرات و كأنها تحاول أن تستيقظ من ما حدث.. نظرت لنفسها في المرآة ثم بدأت بالكلام " هو ليس متزوج، سيعيش معي، ليحمي الرقاقة..! "
ثم إبتسمت بساعدة و هي تنظر لإنعكاسها ثم قالت " لكن إن نزعت الرقاقة لن يبقى! "
و فجأة بدأت تبحث في الأدراج عن أي شيء حاد لكنها لم تجد، خرجت من غرفتها بسرعة، و نزلت السلالم متوجهة ناحية المطبخ و قد مرت على ديفل الذي لم تعطيه أي لعنة كأنه غير موجود، أخذت أحد سكاكين الحادة و عادت لغرفتها بسرعة
دخلت الحمام و نظرت لإنعكاسها و قالت و هي تحاول أن تشجع نفسها "فلتنهي هذه اللعنة هيا! "
ثم قامت بنزع قميصها لتبقى بحملاتها الصدرية، بدأت تتلمس بطنها بكل هدوء لتستشعر أي إنتفاخ بسيط تحت جلدها، فجأة أحست بالحرارة تصعد لها و معدتها تعتصر و هذا بفعل الأدرينالين فقد وجدت مكانت تبحث عنه في ااجهة اليمني تحت فوق صرتها بخمس سنتيمترات، أخذت نفسا عميقا ثم قالت "هيا أنت قوية هيا! "
قربت السكينة من بطنها بهدوء، لكن فجأة أنزلته و هي تقول "آه لا يمكنني، أنا لا أستطيع! "
بقيت حاملة للسكين تنظر له بعقل خاوي،
فجأة و ما إن سمعت طرقاً على باب الحمام يليه قوته الهادئ و الخشن حتى أسقطت ذلك السكين من جعل قدمها تنجرح، و لعنت بصوت عالٍ، من ما زاد من صوت ديفل الذي كان يقول " إنج هل أنتِ بخير.. ماه..! "
و لم يكمل حتى فتحت الباب و هي تنظر له ثم قالت بغضب "و اللعنة هل ما زلت هنا! "
لكنه لم يبالي بكلماتها بل نظر لقدمها التي كانت تتدفق منها الدماء، فقال لها بصوت يدل على غضبه و نظرة حادة جعلت من قلبها يرتعد من حالته هذه "ما الذي كانت تفعلينه بحق الجحيم! "
و ما إن لمح ذلك السكين المرمي على الأرض حتى قال لها و قد فتح عيناه بصدمة " هل تحاولين الإنتحار؟؟! "
نظرت له بسخرية ثم قالت " نعم إنتحار، إنها طريفة جديدة، خذ السكين و قم بتقطيع عروق قدمك! "
ثم قلبت موازين عينيها و كانت ستمشي، لولا أنه أمسكها من ذراعها بقوة ثم أحنى رأسه و قال بصوت قريب من الهمس " إنني صبور و أصبر لكن لا تستفيزيني! "
و هي فقط قامت بنفض ذراعها عنه بقوة ثم قالت " فلتضاجع نفسك! "
إنصدم من كلماتها الحادة و الشتائم التي أصبحت تخرجها من ثغرها، لكنه لم يرد وضع حكاية أخرى لهذا الموضوع، فقام و تقدم منها و حملها بسرعة واضعاً إياها فوق سريرها و لم يفتح لها مجالا للحديث حيث قد قال قبلها "أين علبة الإسعافات! "
و هي لم ترد مناقشته أكثر و جداله فقالت له عن مكانها، ذهب و أحضرها كان سينحني ليقوم بتطهير جرحها لكنها فقط أخذت منه علية الإسعاف بسرعة و قالت "لا داع أنا أتولى الأمر! "
ثم بدأت بتطهير جرحها لكن قلبها يدق كأنه في مسابقة للجري و ذلك بفعل ديفل الذي كان يقف فوق رأسها يراقبها، حيث أن عينيه أخذت طريقاً آخر و هو النظر لصدرها دون أن يدرك عن نفسه، رفعت إنجل رأسها و قابلت نظراته تلك، لم تدرك على نفسها إلا و هي تأخذ ذلك الدواء من علبة الإسعافات و ترميه عليه، لينظر لها بنظرات مشتعلة و ما إن كاد أن يتحدث حتى قالت له "وقح و وغد أيضاً أمسك نظراتك المتحرشة تلك لنفسك! "
وضع يديه في جيبه ثم قال لها بإستفزاز "لست اول أو آخر إمرأة يكون لديها أثداء! "
ثم خرج من غرفتها تاركاً إيا بفاه مفتوح من شدة وقاحته الغير معقولة
ما إن كادت تنهض من مكانها، حتى وجدته و قد عاد لها و ذلك بعد أن أغلق باب غرفتها بالمفتاح ليضعه في جيبه تحت صراخها الذي كان عبارة عن قول "ما الذي تفعله بحق الجحيم، إفتح هذا الباب اللعين و اخرج من هنا! "
لم يبدي أي ردة فعل لصراخها، بل قام بالجلوس على ذلك الكرسي المريح الموجود في غرفتها ليضع رجله على فخذه و يقول بصوت جدي و مريب "لماذا قمت بنكري في أول لقاء لنا! "
صرت على أسنانها و قامت بتقليب عينيها فنطق مرة أخرى قائلا بصوت محذر "لا تقلبي عيناكِ، و أجيبي لماذا؟؟! "
عضت على وجنتيها داخليا، فقد نست أمر هذا الموضوع تماما...
رفعت نظرها ناحيته ثم قالت بأكثر صوت هادئ "لم أرد الإشتباك معك، فأنا حقاً لا أطيقك! "
حسنا كانت الجملة الأخيرة ثقيلة بعض الشيء، لكن هذا ما سينفع معه
إصتكاك أسنانه كان قوياً كفاية لتسمعه إنجل، نهض من مكانه بكل هدوء ثم قال لها "لا تطيقيني؟؟! "
نظرت له مباشرة داخل عينيه رغم النظر نحوهما يصيبها بالإرتباك لكنها تشجعت ثم قالت له "تذكر ما أخبرتني به سابقا، و تذكر ما أخبرتك أنا به سابقاً... و لا تدعنا نطل الموضوع! "
نظر لها لثوان، ثم فجأة إنفجر ضاحكاً كالمجنون و هي فقط تنظر له بملامح جامدة لكن قلبها سيتوقف في أي لحظة من شدة قوة نبضاته...
ثم فجأة توقف عن الضحك و اقترب منها بخطوات ثابتة قائلا بصوته الهادئ "تذكري هذه الكلمات جيداً! "
حسناً هنا انفجرت إنجل فما الذي يحاول فعله بحق الجحيم هذا الرجل القابع أمامها، عقدت حاجبيها بغضب ثم قالت بإنفعال "لن أتذكر شيئًا هل فهمت، تقول أنك لا تريد الحب أو الزواج، و هنا تكاد تنفجر لأنني لا أطيقك؟؟ مجنون أم ماذا! "
كان فقط ينظر لها، فقد كان معها كامل الحق فهذه حقاً تعتبر أفعال مجنونة، لم يجبها بأي كلمة بل استدار و فتح الباب و خرج تاركاً إياها بأنفاسها الغاضبة...
ما إن خرج من الغرفة حتى قامت بصفع الباب وراءه بقوة ثم أغلقته بالمفتاح .
قامت بشد شعرها بقوة من شدة الغضب ثم قامت بضرب الباب برجها التي قد جرحتها سابقاً من جعلها تشتم ثم تجلس و تبدأ بالبكاء في صمت، فكل ما حدث معها مؤخرا قد دفنته في باطنها و لم تتمكن من إخراجها إما ببكاء أو صراخ فقط تدعي أن شيء لم يحدث...
بكت في صمت لمدة دقيقتين فقط، دقيقتين لا أكثر فلم ترد لأحد أن يرى عينيها المنتفخيتين و السؤال عن حالها، هي دائماً هكذا تترك كل ألمها لنفسها فقط و لا تدع أي أحد من الإقتراب و مشاركتها.
مسحت عينيها بقوة و هي تقول بصوت يدل على بكاءها "حسناً أنا لا أبكي، لن أبكي... و اللعنة توقفوا عن النزول! "
لكن تلك الدموع كانت كلما تم مسحها كلما نزلت مرة أخرى ...
بقيت جالسة في الأرض لوقت لم تدري كم كان، و لحسن حظها إتصل بها دينيس ليخبرها أنه سيأخذها لعملها (شركة ديفل)
و هي وافقت و لم تخبره بأي شيء آخر.
نهضت و قامت بإرتداء ملابسها و وضعت بعض من مساحيق التجميل، و ضعت نظراتها الشمسية فوق شعرها ثم خرجت من غرفتها.

هوس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن