الفصل "1"

41.5K 651 40
                                    

سترسل لنا الحياة شخص لم ننتظره شخص لم نعلم به بطريقة تجعلنا نغضب أم نفرح أم نسعد

بدأت القصة في شهر سبتمبر حيث كان أول يوم لدخول الطلاب أول يوم بعد عطلة كانت سعيدة للبعض و حزينة للبعض الآخر
أما بالنسبة لبطلتنا ذات الأعين البنية التي تشبه العسل في الشمس و رموشها التي تشبه الغابة في كثافتها و شعرها الذي  أخذ طريقه على طول ظهرها هذه هي الفتاة ذات16 سنة ذات إسم "إنجل " و هذا يعني الملاك
كانت عطلتها رائعة بالنسبة لها رغم أنها لم تذهب إلى أي مكان خارج مدينتها نيويورك بل قضت معضم أيامها في المنزل مع التلفاز و الأكل و هذا ماكانت تعشقه و أحيانا تذهب للحفلات و أحيانا تخرج مع والدتها للتسوق
لم تكن من الطبقة الراقية  لم تكن من الطبقة الفقيرة بل من الطبقة الوسطى.. فتاة مرحة تحب المشاغبة في المدرسة و الضحك و لم تكن مهملة في دراستها و هذا ما جعلها محبوبة عند أساتذتها.. كانت إنجل تعتمد على قاعدة مهمة في حياتها الملقبة بالثلاث فرص
و المقصود بها أنها تعطي ثلاث فرص لكل شخص لكن إن أخطئ في هذه الثلاث فرص كل مرة ستذهب و تتركه دون عودة.. و هذا مجعلها تملك الكثير من الأصدقاء السطحيين لكن ليس لديها صديقة مفضلة كأختها و هذا ماكان أكبر أمانيها.. و لم تكن من الفتيات اللواتي يحببن التبرج أمام الذكور كان يبدو لها شيئاً تافه مخصص للفتيات قليلات التربية.. كانت تحب نشر السعادة رغم أن حزنها لا أحد يدرك به غير وسادتها.. لهذا كانت تلقب بإنجل صاحبة السعادة
لكن إنتهت أيام العطلة و فتحت المدارس أبوابها معلنة عن بداية أول يوم دراسي لكل التلاميذ
و ها هي الآن تقف أمام المرآة تقوم بمشط شعرها و قد جعلته منسدل على أكتافها و وضعت قليلًا من ملمع الشفاه ثم رشت من عطرها الفرنسي ذو. رائحة أندر الورود
نزلت من سلالم منزلها و فجأة قابلة أخوها التوأم الذي لا يشببها أبداً فقد كان ذو شعر بني فاتح و أعين عسلية و بشرة سمراء قليلا مع غمازات طفيفة على جانبي خده ،مقارنة بالطول كانت تشبه القزمة أمامه
قامت بتضييق عينيها و هي تنظر ناحيته
"متعجرف مغرور"
قام بفعل نفس الشيء أي تضييق عينيه ثم قال
"القزمة الساحرة "
"عملاق.. هم لا أعلم ماذا "
"عقل الفأرة "
"مؤخرة قرد لعينة "
"دجاجة مبتلة "
إقتربت و رفعت سبابتها ناحيته ثم قالت
"إسحب ما قلته الآن و إلا"
وقف بغرور أمامها و هو ينظر لأصابع يده ثم قال
"و إلا ماذا أيتها القزمة "
أكمل جملته و إنقضت عليه و بدأت بشد شعره و هو بدوره أمسك بشعرها و قالا في نفس الوقت
"إفلت و سأفلت أنا"
بقيا على تلك الحالة لدقائق و لا أحد رضا أن يفلت شعر الآخر حتى سمعوا صوت والدتهم و هي تناديهم لتناول الفطور
تركوا بعضهم في نفس الوقت و نظروا لبعضهم بنظرات غضب مضحكة و توجهوا للفطور ما آن وصل بلاك حتى قال لأمه
"أمي هل أنت متأكدة أن هذه القزمة الجرثومة تكون توأمتي ربما عليك مراجعة بعض الملفات "
قهقهة السيدة ليزيا على كلام إبنها ثم قالت و هي تدعي الجدية
"بلاكي توقف عن إغضاب أختك "
جلست إنجل على كرسيها ثم قالت بغرور
"أمي أشعر أنني أكبر محظوظة في هذا العالم أتعلمين لما... هيا إسئليني لماذا؟؟! "
قهقهة ليزيا عليها ثم سألتها فأجابت إنجل و قالت
"لأنني لا أشبه هذا المغرور الذي يجلس أمامي "
تمتم بلاك بكلمات غير مفهومة بالتأكيد كان يشتم لكن خوفاً من أمه قالها بشكل خافت لكن لحسن حظه الجميل سمعته أنجل إنتظرت حتى إستدارت والدتها لإكمال شغلها حتى رفعت يدها ووجهت له أصبعها الأوسط
إستشاط غضب من فعلتها فقام و فعل لها المثل لكن و كما قلت من حسن حظه الجميل قد إستدارت ليزيا و رأت مذا كان يفعل
توجهت نحوه و قامت بشد شعره و إنفجرت إنجل ضاحكة
و توقفوا عندما قام أخوهم الصغير الملقب بأليكسندر بالدخول إلى المطبخ
نظرت له إنجل و قالت بسخرية
"أنظرو أنظرو من نهض...! "
قهقه بلاك ثم قال
"الأمير ألكسندر! "
قهقه أليكسندر عليهما فرغم صغر سنه عليهما إلا أنه يعلم أنهما مجنونا
و بعد دقائق نزل والدهما قام بتقبيل زوجته
و ذهبت إنجل ناحيته و قبلته و قام بلاك بمصافحته و كأنه رفيقه  و قام بتقبيل جبهة أليكسندر جلس على طاولة الطعام و أخذ الجريدة ليقراها ثم قال
"ما هو شعوركما و سيكون أول يوم لكما في مرحلة الثانوية "
أدخلت أنجل قطعة كبيرة من الكعك في فمها ثم قالت
"أشعر بالملل كشعورك و أنت تأكل قطعة لحم لا تحوي الملح "
قهقهوا عليها ثم قالت ليزيا
"لا تعريفين سوى الطعام و أنت بلاك ما هو شعورك   "
"شعور لا يوصف يا رجل و كأن حبيبتي قد خانتني "
قهقهت إنجل بخفة ثم قالت بسخرية
"فلتكن لك حبيبة ثم بعدها فلتذق طعم الخيانة "
قهقه ألكسندر عليهما ثم قال
"أنا سأذهب معكما اليوم...! "
قهقهت إنجل ثم قالت
"و لا في أحلامك..! "
ثم قال بلاك
"نعم و لا في أحلامك! "
عندما سمعت إنجل كلام بلاك إبتسمت بشيطانية ثم قالت
"أتعلم ماذا يا أليكس الصغير.. ستذهب معي و إن لم يعجبه أحد الأمر فليمت! "
و نظرت ناحية بلاك الذي بدوره
قلب عينيه بملل ثم نطق بيكهام و قال
"حسناً حسناً.. و الآن هل تريدان أن أوصلكم"
نطقت أنجل بحماس
"لا لا أريد سأمشي لإستنشاق بعض الهواء! "

نطق بيكهام
"حسنا ذا صيغاري! "
قلب بلاك عينيه
رفعت إبهامها و قامت بالغمز بحماس من ما جعلهم يقهقهون عليها حتى بلاك

وصلوا أمام باب المدرسة
توجه أليكسندر لصفه مع أصدقاءه... أما فبقوا واقفين نظروا ناحية المدرسة ثم نطق بلاك

"الطاولة الأخيرة كما إتفقنا "
"و هل نريد نقاش "
"جيد"
دخلوا المدرسة و بقيت أنجل تتكلم مع أصدقائها و صديقاتها كانت فتاة محبوبة للغاية رغم هذا لم تحظى أبداً بصديقة مقربة لأنها لم تجذها للآن، بعد نصف ساعة أسرعت هي و بلاك و دخلوا صفهم و إلتقوا ببعض من الأصدقاء القدامى مرت الحصص فقط كحصص تعارف بين التلاميذ و الأساتذة و لم تسلم تلك الساعات من اقوال أنجل و تعليقاتها المضحكة و لم تكن تبالي حتى بنظرات الشبان لها و كذلك بلاك الذي أحرقته عيون البنات  لكنه لم يبالي بل بقي ينظر للساعة كل دقيقة ظننا منه أنه سيخرج في أي دقيقة
و هاهي الآن الحصة الأخيرة
تأفأفت أنجل ثم قالت
"سنموت أقسم سنموت جوعا و تعبا و إنتظارا"
قام بضرب ظهرها ثم قال لها
و كأنها صديقه
"أول مرة تقولين كلام منطقي "
و فجأة توقفوا عن الكلام عندما نطق الأستاذ و قال
"رحبوا بهذا الزميل المتأخر... عرفنا عن نفسك "

هوس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن