كتبت :نور كمال
عَدّلَ مِنْ وَضْعِيّةِ جُلُوسِهِ أَمَامَ آلَةِ التَصْوِير الحَدِيثَة، صَفَفَ شَعْرَهُ اللامِعَ لأَعْلَى وَهُوَ يرْتَدِي نظاراته التِي تَحْوِي عَدَسَاتٍ زَرقَاء مُمَيزَة تَلِيقُ بِنَمط ثِيَابِه ويَهنْدمُ نِصفَه العُلوِي الذِي يقابلُ (الكاميرا).
كانَ حَريصٌ على أنْ يَظهرَ بشكلٍ مِثالي منْ أعلَى وتَجَاهلَ نِصفُهُ السُفلي الذي يسترُهُ ببنطال طقمه المنزلي باهمال، المهمُ هوَ وجههُ الوسيم الذي يظهرُ للكاميرا.
-"هيّا سأبدأُ... 1...2..3" قالَ تشانيول وهوَ يضغطُ على زرِ أمرِ التسجيلِ وبعدها تحمحمَ وبَدأَ حَدِيثُهُ بنبرَتهِ المميزة لكلِ تسجيلاته على مواقع التواصل الاجتماعي ليروي قصة جديدة....
"مَرْحبًا هَذَا بارك تشانيول الوَسِيم... أُسَجْلُ لكمْ وجهًا لوجهٍ آخرَ تحليلاتي لأبِ مثالي...
فِي الحَقيقةِ لستُ هَكذَا ولا يَنْبغِي لِي أنّ أَكُونَ هكذَا... لستُ أبْ ولا أَصْلحُ حتى كرَفيقٍ أو زوجٍ جيّد ولكنْ الأقْدَار تَجبرُنا على تولي مهامٍ نعتقدُ أنّها غيرُ ملائمةٍ لنا... وهذا ما حدثَ معي... معكمُ بارك تشانيول الفَتَى الطائشُ التافهُ صاحبُ كاميرا الفيديو التي تعملُ على مَدارِ الساعةِ تصورُ أيّ شئٍ.... يومُ تعرقلتْ وقعتْ أرضًا مع حبي... نهضتُ متورطًا مع فتاةٍ... وطفلٍ بعدها... هكذا أصبحتُ الأبُ المثالي و هكذا..... " كان يتحَدثُ بنبرَتِه الجذَابةِ العميقةِ التي رُبمَا يستمعُ له الناس بسببها بغضِ النظرِ عنّ أيّ هراء يَقولُه السيّدُ تشانيول... أثناءِ هذا صدعَ صوتُ طفلٌ رضيعٌ يتمسكُ بقدمِهِ بقوة وهو ينادي :" بابا... بابا... بابا".
-" مَاذَا هُناكَ يونج كنتُ في تسجيلٍ مهم ؟.... آآآه تبًا هل تغوطتْ ثانيةً.... قلتُ لهَا لا تعطيك الفاكهةَ تجعلُكَ تُسهلُ بسرعة" قال وهو يشّتمُ رائحةَ حفاضتِه باشمئزازٍ ومن ثم صرخَ بغضب طفولي متذمر :" ياااا بو يونغ... هل أنتِ أم حقًا لقدّ تغوطَ لي يونج ثانيةً... كبرَ على أنْ يرتدِي حفاضةً...تعالي لتقومِي بتنظيفُه ".
-" يا هذا هلّ جُننت قُلنا أنّ الحياةَ شراكةٌ فيما بيننا... غيّرتُ له عدةِ مراتٍ وأنا أعدّ الغذاء ستقوم أنت بهذا وإلا أقسمُ يول سأحطمُ كاميراتك الحبيبة" قالت هي بعنف بينما هي منشغلة في المطبخ.
-" حسنًا... أيّها المشاهدين سأعودُ لاحقًا بعد أن أحطم رأسها " قالها وهو يغلقُ الكاميرا ونهضَ وهو يتمتمُ :" هل يجبُ على تشانيول فعلَ كلّ شئٍ... إلى أين أذهبُ لكي يرتاحُ بالي قليلًا هااا.... إلى أيّن؟ الجحيم ربما " ختم كلامه وهو على وشك البكاء وهو يفرك شعره بقوة.
هَكَذَا كَانت حَياةُ الأبِ المثالي بارك تشانيول التي بَدأتْ بعرقلةٍ طائشةٍ وانتهتْ.. بدفء وحب.
Wait up....
أنت تقرأ
the perfect father (PCY)
Fanfictionيُمكنُك أنْ تتوقعُ ما قدْ يحدثُ فِي حياتِك بشكلِ تقليدِي وبدائِي... تذهبُ للروضةِ وأنتَ في الخامسةِ... الابتدائية وأنتَ فِي السابعةِ... بعدهَا المدرسةِ المتوسطة... أخيرًا المدرسة الثانوية...يَليهَا الجامِعةُ.....بعدهَا حبّ حياتك ثُم الزواج وأخيرًا ت...