١/ إلى الجحيم بقدميّ

5.7K 131 17
                                    

..

اقتربت الشمس للمغيب، بدأ الظلام يتسلل على الأطراف وكأنه أحد أشباح الجحيم السوداء، كانت تلك المسكينة البلهاء تمشي ولا تعلم أن بكل خطوة إضافية لها تزيد اقترابها من الجحيم المحتم، كل شيء كان ينذرها بالخطر البيوت المُتَهتِكة، الأزقة المظلمة،  الهدوء الطاغي، أصوات الرياح القوية، وحتى شعور ما بداخلها...

كانت كل هذا الأشياء تصرخ بقوة لتقول لها: (آيلا) عودي أدراجك ولكن بطريقتها الخاصة.

عشرين خطوة فقط تفصلها عن الجحيم الحقيقي ما زال هناك وقت للعودة ..

عودي (آيلا) أمك بإنظاركِ لا تدخلي أرجوكِ، ولكن إصرارها جعلها تدخل ذلك الزقاق كانت تُشجع نفسها على الإكمال.

وتقول: هيّا (آيلا) أنه مجرد زقاق تافه لا يوجد شيء يدعو للخوف.

رفعت قدمُها ودخلت له ومشيت الثانية وثالثة، ثم توقفت ووضعت يدها على صدرها وقد ضاق لسبب ما،  لا تعلم لما شعورها بدأ يسوء أكثر وخوفها يزداد التفت خلفها لا تعلم لما تنظر هكذا إلى بداية الزقاق تحديداً... لما تشعر بالحزن؟ لما؟

ثم نظرت للمال الذي بين يَديها بقلق
ثم قالت لنفسها: سوف أعطيه المال بسرعة وأعود للمنزل ..

ومشيت حتى وصلت لنصفه بدأ شعور ما يراودها...

ابتلعت ريقُها وبدأت ملامح وجهها تَذبُل عندما بدأ ذلك الشعور يتسلل داخل قلبها .. شعور أن هناك أحد ما يسير خلفها.

حاولت أن تسمع الخطوات ولكن لا صوت غير نبضات قلبها الهائجه التفتت للخلف بحذر لا يوجد أحد، قالت لنفسها مطمئنه: لربما اتوهم

وأكملت طريقها بسرعة حتى وصلت إلى الزقاق الثاني وبمجرد دخولها له خيم الظلام وهدأ كل شيء حولها بطريقة مخيفة ليكون شاهد على ما سيحدث.

فتحت كشاف هاتفها وأكملت المسير، شعرت بنفس الشعور مرة أخرى، ولكن هذه المره الخطوات تسمعها اكفهر وجهها وبدأت يداها ترتجفان وقلبها ينبض بعنف  فبدأت بالركض بسرعة ولكن تشعر أن أحد يركض خلفها.

لا بل هي متأكدة من هذا، ثم التفت فجأة رأته لا بل رأتهم جميعاً...

جحظت عيناها  وبدأت عيونها تبحر بالدموع، بدأ جسدها أجمع يرتجف لم تستطيع السيطرة على خوفها بتاتًا لقد ازاد خوفها عندما بدأ الجميع يتبسمون ... لما يبتسمون بهذه الطريقة؟
لم تراهم كالبشر بل كسِرب من الذئاب.

بدأت ترجع للخلف بخوف شديد  لم تستطيع أن تنطق بحرف واحد من شدّه الهلع وبدأت ترجع بسرعة أكبر وتنظر لهم، لا تعلم ماذا سوف تفعل؟

في تلك اللحظة شعرت ايلا  أن صوتها يتلاشى داخلها صدرها وأن هناك يد تلتف حول عنقها لتمنع انفاسها من الخروج.

بدأ أحدهم بتقدم نحوها بسرعة رجعت بسرعة فائقة حتى ارتطمت بأحدهم من الخلف حاولت أن تلتفت  لكنه انقض عليها .. و قبل أن تصرخ حتى، غطى فمها وأنفها بمنديل أبيض.. حاولت ضربه أو حتى دفعه عنها ولكن لا جدوى من ذلك.

وبأقل من دقيقة انتهى بها المطاف بسقوطها بين ذراعيه مغشياً عليها.

🥀                          🥀
وهكذا سقطت ليلى فريسة لِ الذئب الجائع ضحية لبراءتها لا بل ضحية لنفسها وجهلها.
🥀                           🥀

***

16- سبتمبر- 2020

لا تنسوا إضافة الرواية.

مغرم أنا بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن