الفصل الحادي عشر

7.1K 260 3
                                    

الفصل الحادي عشر.

عقدت روح حاجبيها باستغراب ونظرت إلي مصطفى بعدم فهم الذي شعر بالاحراج حمحم قائلاً:
- احم بس يا خالتى ايه اللى انتى بتقولى ده
هتفت رقيه بانفعال مكتوم قائله :
-انا برضه ماهى لو مش مراتك امال مين دي و جايبها لحد هنا ليه
قالت روح بتوتر ملحوظ وخجل تردد:
- انا شكلي هسببلك مشاكل انا همشى احسن
هز مصطفى رأسه برفض قائلاً بحده:
- تمشى تروحى فين استنى وانتى خالتى
تعالى معايا جوه هفهمك كل حاجه
اشاحت رقيه وجهها بجفاء وقالت :
-تفهمنى ايه ماهى الحكايه باينة اخس عليك يا مصطفى وانا اللى نفسى تتجوز وافرح بيك تعملها من ورايا
هتفت روح بتوجس قائله :
-انا بقول همشى أحسن
نظر مصطفى الي رقيه بدهشه وقال بضيق:
-ايه يا امينه يا رزق وانتى استنى مكانك و تعالى يا روقا معايا وانا هفهمك
ابتعدت رقيه للخلف بحنق قائله بصرامه:
-مدلعنيش وملكش دعوه بيا فاهم
ضرب مصطفى كف علي كف بنفاذ صبر:
-يوووه طب دخلينا واعملى اللى انتى عايزاه جوه مش هنفضل واقفين كده
صمتت رقيه لبرهه و تطلعت فيه بغيظ ودلفت الي الداخل وتركت الباب مفتوح بينما تنهد مصطفى قائلاً بهدوء :
-احم احم تعالى يا روح ادخلي
وقفت روح عده لحظات تتطلع اليه بتردد وقالت :
-ما بلاش وخلينا امشي مش عاوزه اسبب لك مشاكل وهي شكلها مش عاوزاني 
اقترب منها مصطفى بتصميم قائلاً بحزم:
-قلت لا مش هاسيبك في ساعه ذي دي لوحدي يالا ادخلي جوه انتي وابنك.
***
في الداخل، بالتحديد في غرفه الصالون كان مصطفى يحاول ينهى أخر الحوار مع رقيه ما قد فهمته بطريقه خطأ ،يقتل أخر افكار متاحه في عقلها تلك القصه ذات السطور الخاطئه الزائفه بينما رقيه لا تصدق غير حقيقه واحده أنها زوجته وذلك الطفل ابنه
يعلم مصطفى أنه لا يعرفها جيدا ولا يعلم قصتها لكن عندما يطل من نظراته الشفقه عليها ،تمنى أن يعرف ما قصتها ولماذا هي وحيده حتي لعن في سره زوجها الوغد كيف له يترك امرأه رقيقه وجميله تسير بمفردها بالشوارع هي و طفلها الصغير لكن مظهرها الباكي أمامه وهي وتعثرها في الحديث عندما كانت سوف تذهب ضحيه شابين طائشين شطر قلبه لذلك أقترح عليها بالقدوم معه ولا يعرف اقترحه كاشفاق أم تانيب ضميره ان يتركها بلا مساعده و من مظهرها الذي نحره وقتله ببساطه
هتف مصطفى بقله حيله ويأس صائحا :
-مش مراتى واالله العظيم ما مراتى مش عارف ليه مش عاوزه تصدقيني يعني ايه اللي يخليني اتجوزها في السر لو هي مراتي فعلا بس
صمتت لبرهه رقيه تفكر في حديثه بالفعل محق لتقول متسائله بشك :
-بجد يا واد ولا بتضحك عليا يعني اللي بره دي مش مراتك ولا العيل اللي هي شايلاه ده يبقي ابنك
ابتعد مصطفى عنها لاهثًا بعنف وقال:
-يووووه هقول تانى مش مراتى هى كانت عايزه مكان تبات في فندق بس الوقت اتاخر و كانت قاعده فى الشارع اسيبها يعنى هى دي الرجوله ده كان فى اتنين شباب هيعتدوا عليها لولا انا لحقتها
هزت رأسها بطريقه مشتته وهي تنتفض من الصدمه صائحه بنبره :
-يا لهوى يعتدوا عليها
أومأ رأسه بهدوء وقال بنبره تقطر اشفاق عليها مرددا :
-ايوه اسيبها بقى لوحدها كده هي والعيل اللي معاها
نظرت إليها بصمت قليلا ثم همست بتفهم قائله :
-لا طبعا ما يصحش طب هى ملهاش اهل
لم يمنحها الرد وقتها لكنه أكمل هو بنبره متعبه :
-معرفش بس الظاهر كده انها مش من هنا هى كانت عايزه تروح مكان بس انا قولتلها مينفعش بالليل بصى خلها عندك انهارده وبكره هوصلها ماشى
هتفت رقيه بتنهيده:
- لا حول ولا  قوه الا باالله العلي العظيم طيب اما نشوف اخرتها خليها تبات هنا مافيش مشكله
استقام من مكانه ثم قال بنبره بارتياح:
- طب يالا نطلع ليها               
***
بالخارج عند روح كانت تحضن طفلها الصغير إلي أحضانها بيدها المرتعشه تسمرت بمكانها تنظر حولها  بتوجس وخوف وهي تنتظر خروج مصطفى ومعه رقيه الذي منذ يقارب نصف ساعه يحاول إقناعها أنها ليست زوجته ولا علاقه به لها تمر بعينيها على الجدران وتتأمل المكان تفكر هل ياتري سوف تسقط بالهويه هنا أيضا فكل مكان أصبحت تمر عليه يصيب قلبها بالالام وتسقط في الظلام ونفسها تدمج بالألم فيحتلها الوجع! هي لا تعلم هل هي تلك المنبوذه أم قدرها يقتلها
عندما تذكرت إلهام زوجه والدها و عزمي شقيقها والأفكار تدور بداخلها بين أنه رحليها أسواء عقاب قد تنال جزاءه هزت رأسها بهستيريه ثم نفضت الأفكار تلك بحده و نظراتها تعانق كل جدار حولها بالشقه رافضه تصديق كل ما يدور حولها كأنه أحد يغرز بيده  سكين بارد بقلبها يشطره نصفين دون أي شعور بالقسوه وكانت تلك السكين الحاد من يده أهلها الذين من  المفترض أن يكونوا السند والأمان لها
التفتت حولها تنظر بضياع لتنهض قاصده الخروج إلى تجاه باب المنزل لترحل من هنا وهي تردد في نفسها بوهن :
-انا ايه اللى كان جبنى هنا انا همشى احسن من هنا بس هروح فين ربنا يستر بقي
لتقابل بوجهها خروج مصطفى ومعه رقيه الذي نظر إليها بحده لتتوتر ليقول مصطفى
بحذر :
-وبعدين رايحه فين يعني انا عمال اقنع فيها وانت تمشي في الاخر
ابتلعت ريقها بصعوبه شديده وتوتر بينما تحدثت بتلعثم :
-هاا معلش كده احسن انا همشى بقى سلام انا مش عاوزه اسبب لك مشاكل اكثر من كده
تحركت بالفعل بخطوات بسيطه بارتباك وقبل أن يتحدث مصطفى بالاعتراض هتفت رقيه بصوت صارم :
-استنى عندك
وقفت مكانها بارتباك لتهتف بسرعه بصوت مكتوم ونشيجها الحار يخترقها :
-بصى حضرتك انا اسفه على اللى حصل ومتزعليش انا همشى خلاص
قالت رقيه بجديه :
-لا خلاص خليكى مصطفى حكلى على ظروفك وانا اللى اسفه على سوء التفاهم
حدقت بها بنظرات مغموسه في الحزن هامسه بتشتت وقالت:
- لو مضايقه ممكن امشى
نظر لها مصطفى بحزم وقال:
- الوقت اتاخر تروحى فين بس
تنهدت رقيه متحدثه بحنان:
- قلت خليكى خلاص
وتكمل بغيظ :
-اصل الواد ده مجننى مش عايز يتجوز مش عارفه ليه وانا لما شوفتك فكرت انو متجوز من ورايا
جز مصطفى علي أسنانه بغيظ وقال بضيق:
-ماخلاص يا خالتى تقول عليا مش عايز اتجوز ليه دلوقتى بس بلاش فضايح
تحدثت رقيه بحنق:
- طب خلاص مش وصلتها امشى على بيتك
قال مصطفى بغيظ مصتنع:
- هى بقت كده
أجابته رقيه بتحدي :
-اه يالا على بيتك
زفر مصطفى بارتياح هامسا :
-ماشى سلام
ويسير خطواتين و يرجع مره اخرى متحدث قائلاً :
-روقا مطلعتش مراتى يعنى مجيش الاقيكي عامله فيها حاجه هااا
هتفت رقيه بغيظ :
-امشى ياض بتخوفها منى ماشى يا مصطفى
تحرك مصطفى وهو يهم بالخروج بضحك مرددا :
-لا متخفيش منها يا روح ده طيبه اوى تصبحوا على خير
أغلق مصطفى خلفه الباب لتقول رقيه بنبره هادئه متسائله:
- وانت من أهله ،انتي بقي اسمك روح
أغمضت عينيها بصعوبه شديده تحاول تقبل مصيرها وتحاول الصمود في وجه كل هذه الصدمات ثم فتح اعينها هاتفة بخفوت:
- هاه

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن