الفصل السادس

8.4K 285 3
                                    

الفصل السادس.


كانت روح جالسه على الارض تحتضن نفسها من شده البرد والخوف خفق قلبها بقوه عندما سمعت صوت الباب يفتح انتفضت جالسه وهي تنظر إلى نعمه التي ظهرت بابتسامه هادئه تطمنها :
-متخافيش يا بنتى ده انا
ابتسمت روح بضعف دون أن تجيب بل ركضت عليها تحضنها :
-داده هما جايبين هنا ليه
ربتت نعمه على ظهرها وهي بين أحضانها تقول بعاطفه جياشه وتحاول تهدئها:
- معلش يا روح استحملي
مررت يدها عبر شعرها الفوضوي محاوله ترتيبه قائله باضطراب :
-طب انا هنا ليه
أجفلت نعمه لهذا السؤال بماذا تجيب؟ لا يمكنها إخبارها بأنها سوف تظل هنا لمده شهور حتي تولد لتقول:
- مش عارفه فى دماغهم ايه يا بنتي ولا بيدبروا ايه
حاولت أن تستوعب الأمر فلم تستطع ففكرت بأن قد خمنت بأن سوف تفعل عمليه الإجهاض هنا وبعدها يقتلوها طرحت أخيرا السؤال الذي أقلقها كثير وهي عينيها مليئه بخوف والدموع :
-تفتكرى جابوني عشان هيموتونى ويدفنوني هنا
هتفت نعمه بنفى:
- لو عاوزين يعملوا كده كانوا عملوا كده من الاول اكيد مش هيموتوك ويجيبوا لنفسها مصيبه
ساد صمت ثقيل لاحظت نعمه خلاله شيء من القسوه والذعر يسكن داخل عينيها هتفت بضعف :
-بس الوضع اختلف انا دلوقتى حامل
قالت نعمه بتوتر:
- هو اللى انا فهمته انهم عاوزينك تختفي عن عيون الناس علشان محدش يعرف انك حامل
عقدت روح حاجبيها باستنكار وصدمه ثم قالت باضطراب:
- يعنى ايه انا هفضل هنا على طول ولا ايه
لتقول نعمه بعطف :
-معلش يا روح استحملي فتره وهتعدي يا حبيبتي ان شاء الله
نظرت إليها بمراره وقالت بقهر مردده:
-استحمل هو انا كل ده ومش مستحمله هو فى حد يستحمل اللي انا استحملته ويفضل عايش و واقف على رجله ده انا شفت اللي ما حدش شافه ولا يقدر يستحمل هو انا ليه بيحصلي كل ده بس
نعمه بحزن متمتمة:
- لا حول قوه الا بالله يا حبيبتى ده اختبار من ربنا لازم تبقى صبوره مش كده
تنهدت روح بتعب شديد:
- يارب انا تعبت
***
بـعـد مــرور شــهــر جاءت فرح الي القصر فقد لاحظت اختفاء روح لمده طويله ولم يعطها أحد اجابات تطفئ قلقها المشتعل هتفت فرح وهي تجلس جانب والدتها قائله:
-فين روح يا ماما وما تقوليش انها سافرت عند عمتي والكلام ده علشان مش مصدقاكي ولا انتي ولا عزمي
نظرت إلهام لها بطرف عينها بسخريه مردده :
-امال فين يااختى كلتها ولا ايه هي اللي سافرت من نفسها عند عمتك عشان زهقت من القعده معنا بتغير جو يعني
هتفت فرح بقلق:
- ماما بلاش تريقه وقولي روح فين انا عاوزه اطمئن عليها واشوفها
نظرت لها إلهام بغضب تعنفها بوجه أحمر من الغيظ :
-يوووه ما قلت عند عمتك فى اسكندريه بتغير جو واجعة دماغي ليه بيها
نهضت فرح بعدم تصديق وقالت بحده:
- ياسلام من امتى واحنا لينا علاقه بعمتي ولا هى حتى بتزورنا اصلا ده يوم عزاء بابا ما جتش واتصلت بس تروح واخذه روح تعيش عندها طب ازاى
شدت يدها لتجلس جانبها مره اخرى ونظرت لها بحقد قائله :
-اهو اللى حصل وبطلى كلام كتير بقي
قالت فرح بتحدي :
-طب لو كلامك صح مش بترد على تليفوناتي ليه
شعرت الهام بارتباك وقالت :
-معرفش ممكن مش سامعه ولا حاجه
جزت علي أسنانها بغيظ وقالت بنفاذ صبر:
-برده مصممه انها هناك عند عمتي
أجابت إلهام باصرار :
-ايوه
صمتت ثواني ثم قالت فرح بجديه :
-ماما روح فين علشان انا مش همشى غير لما اعرف روح فين عشان انا متاكده ان في حاجه حصلت وانتي مخبينها عليا
بداخل المخزن أعلي الفراش فتحت عيونها تنظر لفوق وهى ثابته فقط عينيها تدعو أن تتخلص من حياتها تلك لمعت عيونها بعبرات متألمه رأت السيده نعمه تقترب منها وهي تحمل صينيه الطعام اغمضت عيونها بشده ورفعت كفيها تضعها على يدها الذي تحمل بها قطعه من الطعام تمنعها من الاقتراب الأكثر وهى تقول بصوت مرتجف:
- مش قادره
نظرت نعمه لها بضيق ظهر واضحًا على وجهها قائله :
-لا ما هو مش هينفع كده انتي مش شايفه نفسك بقيتي عامله ازاي يا بنتي ده انتي خسيتي النص
هزت روح رأسها بضعف قائله:
- ومين لىه نفس للاكل فى اللى انا فيه ده
تسالت نعمه بتعجب هامسًه :
-مالك بس فى ايه ما الحمد الله كويسه اهو ده حتى كويس انى الست الهام جابت لك سرير وغطاء اهو
نظرت لها روح بعينان لامعه تقول بخفوت:
-هو العيب فى السرير والغطاء طب والضلمه والحبسه اللي انا فيها دى ايه
رفعت حاجبيها بعبث لتفكر قائله :
-طب بصى انا هحاول افتحلك الشباك ينور شويه
أخذت تضرب بيدها على الفراش بحده وهي تهتف بزهق :
- طب و الوحده اللى انا فيها دي كمان
قالت نعمه بحنان :
-طب ما انا بجيلك اهو

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن