الفصل الثانية عشر

6.9K 267 4
                                    

الفصل الثاني عشر.

الآلام الصعبه فيها الكثير من الإندفاع والرهبه لذلك تظلّ بدايات الأشياء ذكرى خاصّه كانت تنتظر إفراج القدر طويلا ،دائما بداخلها ايمان قوي لكن لم تعي أنّ القدر عنيد وأنّ الإنتظار أعند فكليهما يشدانها من طرف كادت تتمزّق حنينا وشوقا وخيبه أمل ما كان أمامها التزم الصبر، الصبر هو ذلك الملاك الذي يشع بالأمل يناديها عن بعد بحروف متقطعه  غير واضحه ينطق بأجمل لفظ استعدي قوتك من الحزن والألم،والدواء كان كبسمه حياتها وبلسم جروحها
وفي لحظه تنزل إلى أرض الواقع كادت تصرخ في كلّ مارٍ عدت تتنفس أخيرا بعد إنقطاع عنها الهواء لسنين أترون ذلك الدخان هواء يخرج من رئتها تشعر كلّما تنفست أنّ أنفاسها تتشعب بين ثنايا صدرها أنها الحياه بأكملها تشعر كأنها تمتلكها بين يدها.
لتقول رقيه متحدثه عندما لاحظت أن روح توقفت عن الطعام وكانت روح منغمسة بذكرياتها المؤلمه :
-ما تاكلى يا بنتى وقفتي اكل ليه
نظرت إليها وهي ترتعش من هذا البرد المفاجئ الذي هاجمها لتقول بشرود :
-ها لا انا الحمدالله شبعت
هتفت رقيه بعدم رضي قائله :
-انتى كلتى حاجه كلى متتكسفيش
قالت روح بابتسامة هادئه :
-لا بجد شبعت شكرا
إستدار إليها مبتسما ليجدها تجلس شارده تمسك طفلها الصغير بين ذراعيها وعلامات القلق باديه عليها عقد حاجبيه باستفسار يتمني يفهم ما بها ليقول مصطفى بهدوء:
- خليها برحتها يا خالتى بلاش تغصبي عليها
نظرت روح إليها بصمت قليلا بامتنان بينما هتفت رقيه باستسلام :
-طب خلاص براحتك يا بنتي
اعتدل مصطفى في جلسته قائلاً :
-وانا كمان الحمد الله شبعت
لتقول روح متحدثه بهدوء:
- طب هستناك علشان توصلنى
نظر لها مصطفى بتنهيد ثم نهض قائلاً:
-ماشى هغسل ايد واجى
هزت رأسها بالإيجاب بهدوء بينما رحل مصطفى الي الداخل تنهدت هي بروح منهكه روحها المعذبه لا تعلم حتي الآن مصيرها المجهول ولا ماذا سوف تقابل بحياتها مره ثانيه تتمني داخلها أن تتخلص من كل تلك المعاناه تتنمي أيضا أن يقترب منها أحد ليضمّها برفق إليه و يجيبها بنبره تحمل حنانا كبيرا قائلاً :
-الماض لن يعود لأنّ مستقبلا أجمل ينتظرك لن تجدي وقتا لتفكري في ماضيك إرمي حملك فوقي ولن أسمح لأيّ شيء أن يؤذيك فقط ثقي بي.
لكن أين تلك الثقه وبمن تثق إذا كان أقرب الناس إليها خذلاوها ،اقتربت رقيه بطيبه هامسه بصوت حنون:
- اديكى عرفتى المكان ابقى تعالى ياروح انتى وابنك

نظرت إليها روح بابتسامة خفيفه وقالت:
-حاضر أن شاء االله مش عارفه اقولكم ايه بس بجد شكرا اوى علي الضيافه و علي كل حاجه عملتها معايا انا و نور
تغيرت قسمات وجهها رقيه مكشره لتقول:
-شكرا ايه بس ده واجبنا وبعدين احنا عملنا حاجه
تزفر تنهيده تعب قائله بابتسامة :
-شكرا اوى لحضرتك
تنظر إليها رقيه معاتبة:
- حضرتك ايه قول خالتى ذى ما مصطفى بيقول لي
لتجيبها هامسه من بين شفتيها :
-حاضر شكرا يا خالتى
لتنظر بحنان الي الطفل بنظرات مغموسه بحب قائله :
-هاتى الواد ده كمان اسلم عليه قبل ما تمشوا
اخذت منها رقيه الطفل بينما أطلق شهقت بكاء مسدت على شعره بحنان :
-بسم االله الرحمن الرحيم بس خلاص فى ايه
تبتسم روح لها  مأكّده صحّه كلامها بهزّه من رأسها وهي تتحدث :
-اصله مش بيسكت غير معايا انا وبس
رفعت رقيه يدها بالطفل تعطي اياها قائله:
-طب خذي سكتي
توقّف نور عن البكاء عندما اخذته منها روح ترفع جسمه إلي حضنها الدافئ لتنظر إلى عينيه بحنان كبيراً
خرج مصطفى ونظر بتوجّس إلى الواقفه أمامه وهو يخلع هاتفه من الشاحن ليضيف متسائلا :
-جاهزه انا خلاص خلصت
هزت رأسها بالإيجاب وقالت:
- اه هاجيب الشنطه وهاجي
***
منذ ثلاث ساعات وهو يهيم في الشوارع جاب كلّ طرقات اقترحته روح كأنّها تبحث عن العنوان خالتها ولا تعرفه بالفعل كان لديها أمل أن تجدها حينما ذهبت مره واحده إلي منزلها هي و والدتها متوفيه منذ سنوات طويله وبعدها لم تذهب إليها مره ثانيه لكن وقتها تتذكر والدتها أخبرتها أن ساكنيها الجدد أخبروها أنّهم إنتقلوا منذ عشر سنوات إلي ذلك العنوان وها هي تبحث عنه ،بعد فتره طويله صف مصطفى سيارته عندما هتفت روح قائله بلهفه :
-بس هنا متشكرا اوى

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن