الفصل الرابع عشر

6.6K 233 3
                                    

الفصل الرابع عشر.

بداخل المستشفي بالتحديد في غرفه كانت روح جالسه بجانب الفراش الذي يرقد عليه نور و جانبها مصطفى في انتظار انتهاء نور من جلسه العلاج
نظرت روح إلي مصطفى وقالت :
-لو عايز تروح روح انت وانا هستني لحد ما المحلول يخلص وامشي
عقد مصطفى حاجيبه وقال:
- ياسلام وهسيباك لوحدك تروحي في وقت زي ده، هو انت يا بنتي ليه مصممه تشوفيني كيس جوافه ده زي موضوع الشغل صح
اعتدلت في جلستها وهي تتنهد قائله بصوت خافت :
-طب بالنسبه للشغل انا لسه مصره عليه اظن بعد الحصل النهارده هحتاج للفلوس يبقي لازم اشتغل
رمقها مصطفى بضيق مكتوم وهتف بحده:
-تاني يا روح ما خلاص مــ
قاطعته روح بقولها بجديه :
-مصطفى متحولش انا مش هرجع في كلامي
تطلع لها مصطفى بقوه وصمت عقدت حاجبيها باستغراب متسائله بعدم فهم:
- في ايه بتبصلي كده ليه
ابتسم مصطفى باتساع قائلاً :
-تعرفي ده تاني مره تندهي عليا وتقول مصطفى علي طول
انتبهت لما قالته واشاحت وجهها بعيد لتهمس بتوتر:
- هو انا في ايه ولا ايه دلوقتي وبعدين هتدوري لي علي شغل ولا ادور انا
اشاح مصطفى وجهه عنها و نظر إلي الجهه الأخري وقال بغيظ :
-يوووه مش هنخلص من الموضوع ده وبعدين انتي تعرفي حد هنا علشان تدور
علي شغل أصلا
احتقن وجهها لتقول بعدم راحه :
-ما انت اللي مش راضي تريحني وتساعدني
نظر لها مصطفى بحزم وقال بهدوء :
-يعني مصممة على موضوع الشغل
هزت روح رأسها باصرار وقالت:
- ايوه
صمت ثواني ثم قال مصطفى بضيق:
- طب يا روح حاضر هشوف حد معرفه واساله علي شغل تمام كده
ابتسمت ابتسامه ناعمه بارتياح وقالت :
-بجد شكرا اوي
ابتسم بنعومه علي ابتسامتها وقال باهتمام:
-و انتي بقي اشتغلتي قبل كده
هزت رأسها بنفي هاتفه بتوتر:
- لا بس معايا شهاده دبلون
قال مصطفى بجديه :
-مش موضوع شهاده يا روح الموضوع انك اول مره تشتغلي وممكن حد يتعرضك علشان كده مش عايزك تشتغل الموضوع مش سهل
شعرت بالقلق وقالت بهدوء مصطنع :
-لا ان شاء االله هتعود بعد كده
هز رأسه مصطفى بتنهيد قائلا:
- خلاص انتي حره هو انتي ملكيش اخوات
ححمت روح بارتباك وأجابت بكذب:
- لا ماليش و امي ابويا متوفين
هز مصطفى راسه بتفهم وقال :
-ربنا يرحمهم ، امال كنتي عايشه مع مين قبل ما تيجي القاهره
اشاحت وجهها بعيد لتهمس بتوتر ملحوظ:
-عادى يعني عند ناس قرايبي من بعيد بس بعد كده سبتهم
هتف مصطفى متسائلا ممم :
-طب هو جوزك مات امتي
بلعت ريقها بصعوبه وقالت بارتباك واضح:
-ها هو هو يعني مات لما كنت حامل في نور في شهرين
عقد حاجبيه باستفسار وقال :
-ياااه ده مات قريب علي كده ،مش نور عنده حوالي تلات شهور
هزت رأسها بالايجاب بتلعثم ثم تكمل لتغير الموضوع قائله :
-وانت بقي والدك والدتك فين
ابتسم مصطفى لأجل سوالها واجاب :
-لا ماتوا زيك وبرضه و ماليش اخوات
قالت متسائله باستفهام :
-وخالتك رقيه
ضحك بخفه وقال :
-ههه لا هي مش خالتي بجد احنا جيران من وأنا صغير تعتبر هي اللي مربياني يعني وكريم ابنها برضه كنا زي الاخوات واكتر
تم يكمل حديثه قائلا بحزن :
-بس سافر من خمس سنين واخر سنتين بطل يتصل او يبعت جواب ذي ما كان بيعمل
اول ماسافر
لاحظت روح نبره حزنه العميق لتقول :
-شكلك كنت بتحبه اوي وزعلان علشان سافر
صمت لحظه لبرهه ثم قال مصطفى بشرود وحزن :
-اوى كنا اكتر من اخوات بس مش قد خالتي رقيه من ساعه ما بطل يسال عليها وهي بتقولي لولاك كنت زماني ميته
ويكمل بحزن وحيره:
- مش عارف بس كريم قلبه يتطوعوا يعمل كده في امه ازاي
التمعت عينيها بالدموع وقالت روح بحسره وألم هاتفه :
-هي الضربه مش بتجي غير من القريب
هز مصطفى رأسه بيأس ثم ينظر لها يري تعبير وجهها حزينه و دموع في عينيها شعرت روح من نظراته لها لتنهض و تقول بتهرب :
-انا هروح اشوف نور علشان نمشي
***
في مدينه الشرقيه،بداخل القصر عزمي يقف عزمي متحدثا بصوت أجشّ :
-خدت يا عرفان عنوان الراجل اللي هتشتري منه
هز عرفان رأسه بالايجاب وقال :
-ايوه يا عزمي بيه
اشار إليه عزمي قائلاً:
- طب يالا روح انت علشان تلحق ترجع بدري
هز عرفان رأسه بهدوء وتحرك ليرحل للخارج بينما دلفت إلهام قائله بصوت حازم:
-لسه ما عرفتش حاجه عن اختك والعيل اللي معاها
جز علي أسنانه بعنف وقال بحده وزهق:
- يوووه هو انتي كل ما تشوفي وشي تسالي عليها لا لسه ما عرفتش حاجه عنها ريحي نفسك بقى وريحيني
لوت شفتيها باستهزاء تردده بحقد :
-هو انا هارتاح غير لما البنت دي ترجع
مسح عزمي وجهه بضيق شديد وقال:
- والله ما ساكت وبدور في كل حتي ومش موجوده بس بطلي انتي كل شويه تسال وانا لما اعرف حاجه هاقول لك على طول
نظرت إليه بشراسه تردد بغضب :
-علشان مش عايزاك تزهق من اللف عليها ان شاءاالله يعدى عشرين سنه تفضل تدور لحد ما تلقيها سامع
هز عزمي رأسه بيأس وقال بضيق:
- حاضر
تحرك مصطفى بخطوات بطيئه بضيق مكتوم في حين طرق علي باب منزل رقيه وتقدمت لتفتح الباب تقابل مصطفى لتقول:
-مصطفى تعالي يا ابني ادخل
نظر لها متسائلا وهو يدلف إلي الداخل:
-ازيك ياخالتي هي فين روح عيزها في موضوع
أجابته رقيه بقولها بهدوء :
-جوه في الاوضه مع ابنها ادخل اقعد وانا هروح أقولها انك عاوزها
رحلت رقيه إلي الداخل بينما هز مصطفى وتحرك ليجلس ينتظرها و بعد دقائق خرجت
إليه وقالت باهتمام :
-صباح الخير خالتي قالت لي إللي انت عاوزني  ، خير
نظر لها مصطفى وهو يبتسم قائلاً :
-صباح النور تعالي اقعدي بس
جلست أمامه بحيره وقال مصطفى بجديه:
-خير ان شاء االله انا سالت واحد صاحبي عن شغل ليكي وهو عنده محل ملابس وهو وافق انك تيجي تشتغلي معاه وتبيعي في المحل مع البنات اللي شغالين معاه
التمعت عينيها بفرحه وقالت :
-أنت بتتكلم بجد
اجاب مصطفى بضيق وعدم رغبته في عملها قائلا :
-ايوه وممكن تبدا الشغل من بكره لو حابه كمان
ابتسمت روح بعدم تصديق وقالت بسعاده:
-مش عارفه اقولك ايه بجد شكرا اوى يا مصطفى علي كل حاجه عملتها معايا بجد مش عارفه اقول لك ايه ولا ارد لك اللي انت بتعمله معايا ازاي
نظر لها مصطفى وهو يعقد حاجيبه:
- كل ده علشان الشغل علي العموم العفو يا ستي ده واجبي
ابتسمت بارتياح وقالت:
- طب هروح من امتي
قال مصطفى بهدوء:
- وقت ما تحبي يعني ممكن يومين كده وروحي بلاش الاستعجال
هزت رأسها برفض لتهتف قائله بلهفه:
- لا انا جاهزه من بكره لو تحب انت مش لسه قائل لي ممكن اروح من بكره خلاص هاروح من بكره استنى ليه
قال مصطفى بغيظ :
-ومالك مستعجله اوعي كده هو الشغل هيطير يعني
نظرت إليها باستغراب ثم هتفت بصوت خافت :
-معلش كده احسن علشان نــ
صمتت لبرهه باضطراب وهي تتذكر شئ لاحظ مصطفى صمتها ليقول باستغراب :
-مالك في ايه
تنهدت بضيق مكتوم وقالت بحزن :
-انا نسيت هودى نور فين الوقتي اللى هشتغل فيه مش عارفه راح عن بالي الموضوع ده كده ازاي
نظر مصطفى إليها بتفهم وقال :
-ما انتي مش هتتاخر اوي يعني يا روح ابقي سبيه مع خالتي رقيه عادى
صمتت لحظه تفكر لتقول بتردد :
-كده بتقل أوي عليها اوى مش هينفع هو مش بيسكت وهيجننها
ليقول مصطفى بهدوء:
- ملكيش دعوه انتي انا هقولها مش هتقول حاجه وان شاء االله هيتعود عليها ويسكت
لتنظر إليه روح بابتسامة خفيفة وقالت بامتنان:
- انا مش عارفه لو كنت مقابلتكش انت وخالتى كنت من غيركم كنت هعمل ايه
شكرا بجد
نظر لها مصطفى بقوه وهو يبتسم قائلا:
-كويس فعلا أني قابلتك
تطلعت فيه روح باستغراب بينما حمحم مصطفى قائلا بتوتر:
- احم انا هعدى عليكي بكره علشان اوصلك ماشي ابقى جهزي نفسك بدري
هزت رأسها بالايجاب بهدوء وقالت ببساطه:
-ماشي انا يومين و هحفظ الطريق علي طول عشان ما تتعبش نفسك كل يوم وتوصلني
قال مصطفى بتعصب مكتوم:
- لا بصي بقي انا موافق علي الشغل بالعافيه ماشي يبقي هوصلك وانتي ساكته اتفقنا
رفعت روح حاجبيها باستنكار وقالت بتعجب:
-نعم
هتف مصطفى بجديه :
-اللي سمعتيه يا روح ماشي علشان محدش يتعرضلك واطمن عليكي
عقدت حاجبيها بدهشه وصمت ثم قالت باستسلام:
- خلاص حاضر
***
في اليوم التالي في الصباح بداخل منزل رقيه كانت روح جالسه بداخل الغرفه وتحمل نور في حضنها بقوه متمتماً بحزن:
-معلش يا حبيبي استحمل الكام ساعه دول لحد ما اجي غصب عني والله اسيبك
لتدلف رقيه وتقدمت إليها تتنهد:
- يالا يا روح مصطفى مستنيك بره
نظرت إليها بصمت قليلا ثم همست:
- حاضر

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن