الفصل الرابع

9.4K 288 10
                                    

الفصل الرابع


بصعوبه شديده حاولت نعمه التوسل بشده إلي عزمي و إلهام لتتصل بالطبيب لياتي يكشف على روح بعد ضرب عزمي لها وعلي الفور مباشره استجاب الطبيب لها وجاء إليهما.
وعندما جاء الطبيب انصدم بذهول من حاله روح وضربها بعنف بذلك الشكل رغماً أنه حذرهما من حالتها وأنها تحتاج إلى راحه واهتمام ،بدأ علي الفور الطبيب بتنظيف الجروح والكدمات بوجهها متمتماً بحزم قائلاً :
-مين الحيوان اللى ضربها كده انا مش قلتلكم ما حدش يقرب لها وهي محتاجه راحه واهتمام منكم.
اقتربت نعمه منه بسرعه قائله بتوتر:
-هششش بس يا دكتور لحد يسمعك ده انا ما صدقت وافقوا انى اتصل بحضرتك تيجى تشوفها
هتف الطبيب بحده قائلاً :
-هو انتم كمان عايزين تسبوها كده وهي مضروبه بالشكل ده
تنهدت نعمه بضعف وهي تنظر إليها بعطف متسائله باستفهام :
-معليش يا دكتور طب هى عامله ايه دلوقت
أغلق الطبيب حقيبته يرادف بجديه وحزم:
-حالتها صعبه طبعاً بعد اللي حصل ومش هينفع كده لازم تبقى جنبها بس مش كده هي محتاجه منكم اهتمام
أدمعت نعمه عيناها باشفاق مردده بقهر:
-ربنا يقومها بالسلامه و يهديهم ويبعدوا عنها يارب انت الشافي المعافي
***
رفعت روح رأسها من فوق ركبتيها وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفه التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسه على الاريكه الذي تطل على النافذه بغرفتها للمنزل الكبير الذي جاءت فيه وعاشت ما يقرب التسع سنوات في حين كانوا أسوء سنوات بعمرها لم تمنحها العطف والحنان غيرها نعمه التي تعمل لدى العائله منذ سنوات أم باقي العائله فقد اعتبروها مثل الوباء المعدي يقتل كل من اقترب منها ليس ذلك فقط بل تحملت ذنب والدتها كونها تزوجت من رجل متزوج بغيرها.
نظرت إلى خارج النافذه ترى هل السماء تبكي عوضا عنها وهل يوجد عوضا لما هي به الآن فقد جفت دموعها وانعدمت قدرتها على البكاء من الصدمه واحتارت في أمرها هل تعتبر هذا قوه منها وصلابه في وضعها الصعب أم تلوم نفسها وتعتبرها خيانه لأنها جلبت العار بعد وفاه والدها الذي مات منذ اسبوع واحد فقط بأزمه قلبيه مفاجئه
كبتت روح وخزه الألم في صدرها تركتها والدتها وحيده وبعدها بسنوات توفي والدها والان فقدت عذريتها بأبشع طريقه علي يد مغتصب لعين لا يعرف الرحمه لقد بكت كثيرا منذ سقوط والدها ميتا بكت عندما أصبحت بلا سند بالحياه حتى لم يعد لديها ما يكفي من الطاقه لمزيد من البكاء وبعدها أدركت بأن البكاء لن ينفعها ولن يرجع شيء كما كان سابق
فقد مر اسوء أسبوع عليها بين الكوابيس و لوم عائلتها أنها السبب بما حدث حتي حين النوم والراحه تجد الفزع والخوف ولا تنسى تفاصيل اغتصابها فكل لحظات هذا اليوم فى ذهنها ولا تنسى من ذاكرتها فاصبحت تبكي بحرقه وتفزع دائماً
وعلى الجانب الاخر بين عزمى وإلهام فهو لا يعرف بماذا يفعل بتلك المصيبه ولا يستطيع الصمت بسبب والدته إلهام الذى دائما تبخ سمومها فى أذن عزمى وتزرع الشك داخله أنها بالتأكيد تعرف الشخص الذي اغتصبها وكانت علي علاقه به من البدايه رغم ان روح تحدثت كثير أنها لا تعرفه لكن لا أحد يصدقها فاصبحت روح وسط كل ذلك لا تستطيع تحمل كل هذه الألم والتعب الجسدي والنفسي فلم يعد لديها طاقه ولاقوه على التحمل فاصبحت جسد بلا روح.
أسندت رأسها للخلف وتركت دموعها تتساقط لعلها ترتاح لكن أين تجد الراحه وسط كل هذه المشاكل، وبدون سابق انذار يفتح الباب غرفتها ويطل عزمى متقدم منها بغضب شديد ليقترب منها ويجذبها من شعرها بعنف:
- بصي بقى انا جبت اخرى منك خـلاص انطقي مـيــن الحيوان اللى عـمـل كــده مـيــن
سقط كفه على وجهها بصفعه عنيفه جعلتها تصرخ بألم وتتراجع إلى الخلف متعثره لتنتفض بقوه وهو يرفع يده تلقائيا إليها يجذبها مره اخرى حاولت روح التملص من بين يده وهى تبكى بعنف مردده :
-والله ما اعرفه
امتعض وجهه وقال عزمي بصوت صارم:
-يعنى ايه متعرفيش بتداري عليه ليه ايه اللي كان بينك وبين الولد ده عشان يعمل معاكي كده انتي بالذات
صرخت من الألم بقهر مكتوم وهي تبكي بحرقه مردده:
- وهدارى عليه ليه انا عايزاه يتعاقب على اللى عمله معايا وعاوزه حقي منه
نظر عزمي إلى روح وعينيه كانت ترمقها بازدراء وقال متهكما بحده :
-طب بلاش ما تعرفهوش بس أكيد فاكره شكله مين هو و اوعي تقولي نسيتى شكله
شعرت بغصه ألم تخنقها لطالما كانت تتنمي من عزمي أن يكون السند والأمان لها خصوص بعد وفاه والدها وليس هو من يجرها بشكل مؤلم دائما لترد روح بقهر:
-انسى انا عمرى ما هنسى وفاكره ملامحه محفوره جوه عقلي ومش بتروح
جذبها من شعرها ليقربها منه وهو يقول بلهجه مخيفه:
- ايوه يعنى مين هو اسمه ايه ساكن فين شكله ايه
أطلقت صرخه ألم فانفجرت به بصوت عالى:
-قلت لك معرفش معرفش
ليرمها على الفراش بعنف واقترب منها وهو يرمقها بنظراته الصفيقه من راسها حتى أخمص قدميها وهو يقول بشك مريب:
-انت عملتى كل ده علشان متتجوزيش مش كده و موضوع السلسله كانت حجه علشان تخرجي وتقابليه صح
انتفض جسد روح بعنف عندما ذكر عبارته وصاحت بخوف وهى تنفى قائله :
-لا لا طبعا محصلش حتى اسال فرح انا نسيتها عندها فعلا
قال عزمي متحدث وقد غلى الدم في عروقه لكنه أمسك اعصابه بضغط بقوه علي يده محاولا تهدئه حاله مرددا :
-مش ممكن تكوني قاصده تنسيها عندها عشان تخرجي في الوقت ده لوحدك وتروحي تقابليه
شعرت روح بالضعف والتعب مردده:
- ولله ما حصل مش عايز تصدق ليه انا ما ليش علاقه به ولا اعرفه قبل كده
أقترب وهو ينظر إليها بطريقه أخافتها حقا وقال ضاغطا على حروف كلماته بلهجه امر:
-طب احكى اللى حصل بالحرف و إياكي تكدبي في حاجه صدقيني هعرف وساعتها هموتك بايدي
كانت دموعها تسيل بغزاره هزت رسها بالايجاب بخوف وبدأت تقص عليه كل ما حدث بالتفصيل و داخلها كانت تتمنى ان يصدقها ، صمت ثواني عزمى ثم هتف بحذر:
- يعنى ده اللى حصل ومش بتكدبى
نظرت روح إليه وهي تشعر بالألم في كل جزء من جسدها قائله بضعف وتعب :
-والله العظيم ايوه اعمل ايه علشان تصدق طب هات مصحف احلف عليه علشان تصدق اني ما ليش علاقه بي ولا كنت اعرفه
دفعها عزمي بعيدا عنه وخرج صافقا الباب خلفها قبل أن ينظر إليها بغموض و يرحل في صمت.
ألقي عزمي نفسه أعلي المقعد بتعب بداخل الصالون لتستدير نحوه إلهام بقسوه صائحه بغضب :
-وانت صدقتها علي طول اكيد بتكدب وعارفه الولد ده ومش عاوزه تقول عليه عشان خايفه تعمل له حاجه ما انا عارفها واخده لؤم أمها
نظر عزمي إليها بطرف عينه وقال بهدوء:
-لا ياما شكلها بتقول الحقيقه وبعدين جابر وعرفان قالوا نفس الكلام ده وفعلا لما اتصلت بفرح قالتلي انها جاءت لها عشان السلسله كانت عندها

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن