الفصل التاسع

7.8K 284 6
                                    

الفصل التاسع.

أمام إحدى البنايات القديمه قليلاً صف مصطفى سيارته و ترجل منها ودخل البنايه صعد السلالم سريعا وهو يتمنى أن لا تنزعج منه رقيه من التأخير طرق علي الباب بهدوء في حين فتحت السيده رقيه وهى تقول بإمتعاض جالي على وجهها :
-كل ده تاخير يا مصطفى ده انا قلت مش هتيجي على العموم ادخل نتغدي الاول ونبقى نتكلم بعدين

ابتسم مصطفى بأسف واعتذار ودلف إلي الداخل وبعد فتره كانت هناك طاوله صغيره مقاعدها فارغه ولكن السيده رقيه تقف حولها تلملم بواقي طعام العشاء وبعدها اشتعلت البوتجاز لعمل شاي وخرجت أعطته إلي مصطفى الذي ابتسم بامتنان وهو ياخذ كوب الشاى :
-الحمد الله تسلم ايدك يا خالتي
ردت رقيه بابتسامه:
- بالهناء يا حبيبى قولي بقى لاقتها ولا لسه
عقد حاجبيه مصطفى باستغراب متسائلا بعدم فهم :
-لقيت مين
ردت على السيده قائله بإمتعاض:
- العروسه اللى انت هتخترها انت لحقت تنسى
تنهد مصطفى وهو يحتسب كوب الشاى قائلا:
- لا
جلست رقيه تزمجره قائله :
-ولا ليه مش قلت مش هتجوز بالطريقه ده يبقى تختار انت
هتف مصطفى بقله حيله وقال:
- انا مش عارف انتى مستعجله على جوازي ليه كله باوانه ياخالتي وبعدين ده نصيب 
إجابته رقيه بحنق :
-هنعيده تانى أنت عندك كام سنه ياض أنت وبتشتغل اهو الحمد لله يبقى ليه لا
وضع مصطفى كوب الشاى أمامه قائلاً بضيق :
-وانا مش معترض ادعي بس ان شاء الله الاقيها
تحدثت رقيه بلوم :
-يعنى عايز تتجواز بجد ولا لسه بتفاكر فى القديم
نظر مصطفى إليها بعدم فهم :
-انتى بتتكلمى على ايه
لتقول رقيه بجديه:
- بتكلم عن علياء يا مصطفى
قال مصطفى بدهشه :
-نعم وانتي عرفتى منين موضوع علياء ده انا عمري جبتلك سيره عنه
تحدثت وهي ترمقه بنظرات حاده ثاقبه و الازدراء يملئ وجهها:
- وانت علشان ما حكتش يبقى مش هعرف
شعر مصطفى بالحيره متسائلا باستفسار:
-ايوه عرفتى ازاى
اجابته باعين محتقنه و وجه مشتد :
-سمعتك وانت عندى كنت بحضر الغداء فى المطباخ وانت كنت بتتكلم فى التلفون وصوتك عالى وبتتخانق معاها قلت هتيجى و هتحكى ذى كل مره بس المره دى لا ايه لسه بتحبها
صمت ثواني ثم قال بمرح مصطنع:
- يعنى بتتصنتي عليا يا روقا
نظرت إليه بحده قائله بغيظ :
-بس يا واد عيب كنت جايه اقولك هتاكل سلطه ولا مخلل وبعدين متهربش جاوب وبطل غيظ فيا و رد

تنهد مصطفى وهو ياخد نفس عميق قائلا باستسلام :
-كانت زميلتي فى الجامعه كان مستواها المادى اعلى منى بس حبتها وهى كمان و مش عارف هى كانت بتحبنى ولا بتتسلي فضلنا مع بعض خمس شهور وانا كنت معرفها ظروفي وهى قالت عادى مش فارق معاها لحد ما جت فى يوم وقالت لى فى عريس متقدم ليها واهلى مصممين وطلبت منى اجى اتقدم وانا رفضت لانى كنت لسه ما بانتش نفسى هى قالت لى انت بتتهرب وكنت بتلعب بيا وانا قلت لها مش كده بس انا عارف انى اهلك هيرفضوا يبقى ليه اهين كرامتي بس هى قالتلي ايه يعنى مفيش كرامه فى الحب حاول حتى المهم فى الاخر انا رفضت وهى زعلت منى وبطلت ترد عليا ولا تيجى الجامعه ويوم ما سمعتيني بزعق فى التلفون كانت ده اول مره ترد عليا بس ياريتها ما رديت كانت بتعزمنى على فرحها وانا اتصدمت وهى قالتلي انت اللى ماخلتش لي اختيار وانا فعلا قلت لنفسى انا السبب وزعلت من نفسه جدا اللى انا سبتها و قلت يارتنى كنت رحت اتقدمت اهو حتى حاولت وقلت لازم انسى بس بعدها باسبوع واحد زميلى قالى اللى عمال تزعل عليها وتقول انت السبب فى الفراق هى السبب مش انت وراني دعوه خطوبه ليها من شهر يعنى جايه تقول الحقى انا جايلي عريس والهانم مخطوبه من شهر
كانت رقيه تستمع اليه باهتمام و قد جذب اهتمامها التعبير الجاد المرتسم فوق وجهه ليكمل حديثه قائلا:
- رحت ليها وانا مصدوم وسالت على الدعوه بس قالت ده اهلى هما اللى غصبونى وكلام كده وانا مصدقتش كانت على الاقل قالتلي من بدري علشان نتصرف ولا حتى متبقيش معايا و هى مخطوبه مش اشيل الذنب لنفسى واقول انا  السبب وبعدها سبتها خالص وهى اتجوزت خلاص تفتكر هفضل احب فيها لحد النهارده اه وعلى فكرة قابلتها النهارده وقالتلي ليا انها اتطلقت واتاسفت كمان
صمتت لبرهه لتقول بصوت خافت :
-طب ولو لسه بتحبها سامح وكمل معاها
ليقول مصطفى بينما عينيه مسلطه بهدوء علي رقيه التي كان وجهها حزين من شده الانفعال والارتباك عليه هتف بصدق :
-لسه بحبها ايه بس يا خالتى طبعا لا وسامحتها كمان واتمنيت لها السعاده مع اللى هتتجوزه مع اني حد غير المفروض يشمت فيها بس لا علشان من ساعه اللى عملته بطلت ابص على حاجه مش قدى تاني
تنهدت بيأس وإحباط تردد:
-طب امال ايه سبب تاخير جوازك
هتف بعيونه اللامعه قائلاً بجديه :
-علشان اتعلمت المره دى إني لازم اختيار صح
***
اترمت روح بين أحضان نعمه تردد بأنين مؤلم وتصرخ بألم كلما تذكرت عندما قام عزمي بأخذ نور من أحضانها بطريقه قاسيه مؤلمه صاحت منفجره في البكاء بأعين حمراء من كثر البكاء :
-نور خدوا منى نور زمانه بعياط جامد علشان أنا مش معاه مين هيكون احن عليه منى بس يعنى خلاص مش هصحى القيه جانبى مش هتكلم معاه زى كل يوم لاااا انا عايزه نور
نظرت نعمه إليها باسي وتأثر هاتفه :
-يابنتى خلاص بطلي عياط ماتعمليش فى نفسك كده
أطلقت بصوت متألمه و شهقات بكائها تزداد بقوه وقهر :
-قلبى وجعنى اوى ااه
ربتت نعمه علي ظهرها بحنان قائله :
-بس يا حبيبتى اهدي خلاص
بينما دلفت إلهام تطلعت فيها باستهزاء قائله :
-ماخلاص ياختى بطلى نواح
اهتز جسد روح بعنف من شده الغضب عند سماع  كلماتها تلك ففي حياتها لم تقابل شخص بوقاحتها وبقسوه قلبها لتشرد في لحظه أخذ نور من بين أحضانها بقوه رغم عنها هتفت الهام بسخريه واستهزاء:
- امال ولو كان لي نسب كنتى عملتى ايه ده ابن حرام
في تلك اللحظه قد انتفضت واقفه ترمقها بقسوه تركت حضن نعمه واتجهت نحوها وهي تقبض علي يدها بعنف و تعتصرها بشده هامساه بفحيح حاد:
- ما تقوليش ابن حرام دى تانى الحرام هو انتى و ابنك الحرام ذات نفسه لما تاخدي عيل من حضن امه الحرام هو لما تعوزى تقتلي عيل ملوش ذنب يبقي ده الحرام
ارتعبت إلهام بخوف من هجوم روح عليها بذلك الشكل ولم تتوقع ذلك يحدث بينما صاحت روح من بين شهقات بكائها بصوت مرتجف :
-اخفى من وشي الساعه ده علشان انا مش فاكرة حاجه غير وانت بتاخدي ابنى من حضني اتقى شري وامشى من قدامى
عقدت نعمه حاجبيها باستغراب من لهجه وطريقه روح فهذه أول مره تراها هكذا توقفت إلهام عن التحدث تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقتها روح بنظره حاده اخرستها علي الفور زمجر من بين اسنانه بقسوه بتقول :
-ايه هتعملي ايه يعنى فاكراني هخاف منك يا بنت انتي
وقفت روح عده لحظات تتطلع اليها من الاعلي وانفاسها حاده لاهثه تحاول كبح خيالاتها الدمويه حولها حتي تمكنت اخيراً من السيطره علي غضبها هذا قبل ان تقول بشرسه:
- امشى من قدامى باقول لك غوري امشى
ظلت تتطلع نحوها بارتباك همست بصوت مرتجف فور ابتعاد روح عنها ومشيت خطوات بسيطه و قد ارعبها الظلام الذي احاط بعينيها لتتحرك للخارج وهي تردد:
- ماشى يا روح لما يجي اخوكي
اقتربت منها نعمه تجذبها قائله:
- تعالى يا حبيبتى اهدي
تجلس روح بصمت بانفس لاهثه بينما تنهدت نعمه تمسح يدها على شعرها تهدئها وعلي وجهها لتمسح دموعها بحنان قائله بحنان :
-اهدى يا حبيبتي اهدي
وبعدها بدقائق معدوده سمعت روح صوت أغلاق الباب بالخارج وصوت عزمي لتعلم أن قد وصل لتقول بصوت ضعيف و قد ذبلت مقاومتها مخفضه رأسها بانكسار و دموعها التي حاولت حبسها انسدلت من عينيها مغرق وجنتيها المحتقنتين:
- داداه ممكن تعملي لي كوبايه عصير
عقدت حاجبيها نعمه بدهشه:
- نعم
قالت روح بهدوء مريب:
- عايزه عصير ممكن
احاطت وجهها بيديه ممررة أصابعها فوق وجنتيها مزيلة دموعها برقه قائله بصوت دافئ :
-عيوني يا حبيبتي حاضر
رحلت نعمه للخارج بتعجب من تصرفاتها وحزنت عليها بينما نهضت روح إلي الخارج بخطوات سريعه تذهب الى غرفه الهام و عزمى الذي يتحدثون فيها عن اي  ملجا ايتام وضع عزمي الطفل وبالفعل سمعت الحوار الدائر بينما عن المكان والعنوان وحفظت العنوان وكررته عدة مرات داخلها حتي يحفظ في الذاكره.
لتذهب بعدها إلي غرفتها مره ثانيه بسرعه و تطلع ورق وقلم  لتكتب العنوان قبل ما تنسى وتذهب تجهز حقيبه بها ملابس ومال وأي شيء يقع أمامها هي لا تعلم لماذا تفعل ذلك ولا إين سوف تذهب لكن كل ما يشغل بالها حالياً أن ترجع نور إلي أحضانها
لتخبى الحقيبه بسرعه وتجلس مكانها بانتظار نعمه لتدلف نعمه وبيدها كوب العصير اخذته منها روح و احتست منه القليل وقالت بهدوء:
- شكرا يا داداه
أجابت نعمه بتعجب هامسه:
- بالهناء والشفاء يا حبيبتي
***
في منتصف الليل بعد أن خلد الجميع للنوم كان هناك عيون ساهره لا تغمض لها جفن لذلك اليوم بالذات كانت تنتظر الليل بشده حتى جاء واطمئنت ان الجميع خالد للنوم احضرت حقيبتها وخرجت من المنزل بخطوات بطيئه  تماماً حتى لا يستيقظ احد حتى خرجت من القصر وعندما وصلت إلي البوابه كان الغفير عرفان نائم تسحبت بهدوء حتى لا يستيقظ احد ونجحت في ذلك وخرجت تماما من القصر بالكامل أسرعت تركض بخطوات سريعه دون توقف وتحمد ربها انها خرجت بسلام.
بالطريق العام كانت السيارت تعج بالمكان صف مصطفى سيارته في مكان ما وترجلت منه فتاه وأخرجت من حقيبتها المال واعطته للسائق ليذهب بعدها منطلقاً فى الطريق لعله يجد ركابٍ آخرين لكنه توقف عندما استمع الي صوت هاتفه أجاب قائلا:
- السلام عليكم ايه يا خالتي في حاجه
قالت رقيه بقلق وهي تتحدث بالهاتف:
- ايه يا حبيبى اللى اخرك كده
ابتسم مصطفى وقال بحنان :
-متخافيش عليا يا روقا انا بس لاقيت فى زباين اقول لا للرزق يعني
قالت رقيه بحنيه:
- لا يا حبيبى ربنا يرزقك بس خد بالك من نفسك
هتف مصطفى بابتسامه:
- حاضر يا خالتي سلام  أنتي دلوقت               
                
كان يعلن صوت القطار للرحيل صعدت بداخله وهي لاتعرف المكان الذى سيرحل له القطار لكنها تريد البعد لابعد مكان لتنظر إلي ابنها النائم بهدوء بين ذراعها براحه لتبتسم فقد اصبح بين ذراعيها من ثاني فهو الان فى امان لتتذكر عندما وصلت الى دار الايتام و هرولت بلهفه إلي مربيه الايتام وسالتها عن طفل بالموصفات ابنها وقالت لها انه ضائع منها وقالت لها بعض من الناس قاله لها انه هنا في البدايه رحبت المربيه واشارت لها الى الداخل بين الاطفال الذى جاءوا اليوم امام الدار ركضت روح مثل المجنونه تبحث بعيونها بلهفه وقلبها متألم حتى سمعت صوت طفل يبكى بشده تعرفه جيداً اسرعت عليه بفرحه تضمه وتقبل كل انش فى وجهه ويدها كانت وسط دموعها تتاسف على التاخير له وهو هدا قليل فقد شعر براحه وأمان بين أحضانه أمه وعندما كانت تهتم بالخروج سالت المربيه عن اورق له كإثبات لكن صمتت لبرهه باضطراب و لا تعرف ماذا تفعل وقالت لها بارتباك انها ليس لديها الآن اورق فمن خوفها على ابنها نسيت الاوراق فى المنزل لكن سوف تأتي إليها مره ثانيه بهم
واخذت روح تتوسل إلي المربيه بتركها ترحل بابنها ساعات طويله وحين نظرت المربيه إلي الولد انه ساكت تماما فى حضن امه فهى لا تريد اثبات اكثر من ذلك لا تشك فى الامر فوافقت على ان تأخذه
بداخل القطار احتضنت روح ابنها براحه وبفرحه وتحمد الله انه عاد مره اخرى إلي حضنها لكن لمن تذهب انها اخذت قرار نهائي لن تعود الي القصر مره ثانيه أنتبهت فجاه الي صوت القطار يعلن الوصول وهبطت منه بحيره و لا تعرف ماذا تفعل ولمن تذهب كان هدفها الاول والاخير نور لكن ماذا بعد
لتتذكر فاطمه اخت والدتها وتحاول تذكر العنوان ليقطع شرودها صوت بكاء نور
احتضنته قائله :
-بس يا حبيبي اهدا انت خلاص بقيت معايا تعالى اشتري ازازه مياه وبعد كده هنشوف هنروح فين
بالطريق العام بدأت تسير وهي تحمل ابنها الصغير بين ذراعيها وكانت السيارت تعج بالمكان وهي تمر لتبحث عن كشك لشراء زجاج ماء وكانت ترتدى معطف أسود طويل يصل لركبتيها ذا ازرار دائريه كبيره اقفلتهم جميعاً عدا أخر زر رفعت كفها تمسح عينيها من الدموع بمنديل ورقي أبيض فكانت تنظر وهى شارده بحياتها وإلي ما وصلت إليه وماذا سوف تفعل ولمن تلجأ ليساعدها لكن كانت إلاجابه لا يوجد أحد تلجأ إليه غير الله سبحانه وتعالى استفاقت من شرودها عندما وقفت أمام كشك قائله بهدوء:
-  لو سمحت ممكن ازازه مياه
رفع عيناه رجل عجوزاً قائلاً :
-اه ممكن طبعا حاضر ثوانى اجيبهالك
هزت روح رأسها بهدوء لتنظر إلي ابنها الصغير بحب وتحيط أصابعها فوق وجنتيه بحنان وفي تلك اللحظه اقترب شاب بجانبها لينظر بداخل المحل ليراه فارغ استغراب و ليلمح فتاه تعطي ضهرها ومنشغله مع ابنها الذي تحمله  قال الشاب متسائلا :
-آمال هو فين صاحب المحل
لكن لم تجيب عليه روح أو تتحدث عقد حاجبيه باستغراب ونبره عاليه قليلا:
- يا مدام
حاول مره ثانيه بصوت عالي يتحدث إليها لكنها أيضا لم تجيب تنهد الشاب بضيق وهمس :
-طرشه ده ولا ايه
وفي ذات اللحظه جاء الرجل العجوزا صاحب الكشك هتف باعتذار :
-اتفضلى معلش يا بنتى مكنش فيه في المحل روحت المخزن
التفتت روح إليه بهدوء قائله :
-شكرا
ثم اخذت منه زجاجه الماء واعطته المال ورحلت استنكر الشاب فعلتها فى نفسه:
-مطلعتش طرشه أهي امال مبتردش عليا ليه
ثم وجه حديثه إلي صاحب الكشك قائلاً :
-علبه سيجاره لو سمحت
رفع عيناه الرجل قائلاً :
-الباقى يا مدام هى راحت فين
ليقول الشاب متسائلا باستفسار:
- قصدك على الست اللى كانت شايله العيل صغير دي مشيت
مد الرجل يده بالمال قائلاً :
-طب معلش ياابنى الحقها واديها الباقى بسرعه
صمت الشاب ثواني ثم قال:
- حاضر
أخذ النقود منه ورحل خلفها بخطوات سريعه يردد:
- يا مدام طب يا مدام ولا انسه طيب
عقدت روح حاجبيها و وقفت تنظر خلفها بإمعان ، كاد أن يتحدث و يبوخ إياها لكنه صمت لبرهه باضطراب من جمالها فقد رآه فتاه تتميز بالجسد الرشيق الممتلئ فى بعض المناطق بيضاء و عيونها الخضراء وثغرها المتوسط الممتلئ وأنفها الصغير آفاق علّى صوتها الغاضب بشده عندما لاحظت نظراته إليها بتفحص:
- نعم حضرتك بتنده عليا
آفاق من شرده بضيق شديد من نفسه لانه لاول مره طول نظره إلي فتاه بإعجاب واضح فهو دائما يغض بصره حمحم قائلاً:
-ايوه خدي الباقى بتاعك نستيه
نظرت إليه بصمت قليلا ثم همست :
-طب شكرا
قال الشاب محمحم بتوتر هتف:
- العفو
ثم التفت الشاب ليرحل الي الكشك مره اخرى لتنظر روح حولها الي المكان بتفحص عاقده حاجبيها بإمعان ثم قالت:
-لوسمحت هو احنا هنا فين
التفت لها الشاب بتعجب قائلاً:
- مش عارفة احنا فين
هزت رأسها برفض ليهتف مصطفى بدهشه من حديثها ويقول :
-فى القاهره
ثم التفت وتركها و رحل اتسعت عينا روح بصدمه تردده بعدم استيعاب:
- القاهره

** ** **

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن