الفصل الرابع والعشرين

6.3K 203 5
                                    

الفصل الرابع والعشرون.

بعد ما اصبحت زوجته وختم جسده بجسدها واستلم ملكيته بجسدها..فاصبحت زوجته بقلبها وعقلها وروحها..واخيرا بجسدها..
وبعد ذلك استلقي مصطفى بجانبها و صدره يهبط من كثر ما فعله في اشتياقه لها وكانها زوجته منذ الف عام..ثم اخذها الي احضانه و ظل يهديها..وظل يطمئنها بكلامه و قبلاته الرقيقه حتي يذيل حزنها و خجلها الذي يكسو علي وجهها..ويزيل بيديه دموع عينيها و ظل علي هذه الحال حتي ذهبوا في سبات عميق
***

بعد مده ليست طويله ...
كان مصطفى يمد يديه علي خصرها من الخلف يضمها و بفرحه عارمه علي وجهه ويدفن وجهه في رقبتها ليضمها اكثر وهو مستمتع بما حدث بعد صبر..ليشعر بها ساكنه بين يديه... ليقول بخوف :
- روح انتي كويس
ابتسمت روح بهدوء و أردفت :
- اه كويسه
تنهد مصطفى برتياح :
- طب مالك يا حبيبتي في ايه
أجابت روح بخجل :
-مفيش
ربت مصطفى علي كتفها بحنان :
- طب حرماني من وشك ليه
ويلف وجهها حتي اصبحت مقابل وجهه ويقول بهمس :
- مكسوفه يا حبي.. بقولك ايه قبل ما اتهور تاني، تعالي نصلي علشان كان المفروض نصلي الاول علشان ربنا يبارك في حياتنا الجايه صح
روح أومأت راسها بنعم دون حديث و قاموا و توضاوا و صلوا ركعتين لله.. نظر إليها مصطفى بابتسامة :
- تقبل االله يا حبيبتي
نهضت روح ونظرت إليه بابتسامة:
-مني و منك ان شاء االله
ثم استرسلت بتنهيده :
- تعرف يا مصطفى انا مش مصدقه اني ممكن افرح و احب بعد كل اللي حصل
التمعت عيناه بحب و هتف مصطفى بحنو:
-حبيبتي انا مش هقولك انسي علشان عارف انه صعب ..بس ممكن تحاول تبطلي تفكري في اللي فات.. ماشي
هزت راسها له روح بنص ابتسامه قائله :
-ماشي
اقترب منها مصطفى بابتسامة وهو يقبلها من رأسها برفق :
-ايوه كده شاطره بتبقي حلوه لما تسمعي الكلام علي فكره
روح ضحكت علي كلماته و ضمها لصدره الدافئ بحنان..غابت نظراتها في نظراته وهي تراه يميل براسه ليقبلها...و يضمها بقوه لصدره، وحملها وانزلها علي الفراش... ليغوص معها في رحله.. جديده ظل محتضنها كانه يعوضها عن ما اصابها من كل قسوه تعرضت له..وبلغه يفجر جنون عشقه معها...وسرعان ما هي استسلم جسدها كما استلم قلبها ...في حبور عشقه... كان لقاء بلا نهايه
***
في الصباح يوم جديد كانت تستعد عائله مصطفى للرحيل إلي القاهره، اقترب منهم عزمى هاتفاً :
- ما تخليكم معانا كام يوم مش عارف مستعجلين علي ايه
ليرد مصطفى سريعآ عليه وقد شعر ببعض الراحه:
- لا كده كويس اوي لازم نمشي
تطلع إلي ملامحه الوسيمه ذات الرجوله الطاغيه ليقول وهو يتنهد :
- ماشي براحتك بس ابقي تعالي انت و روح مره تانيه
هز مصطفى رأسه وهو يهتم بالرحيل قائلا:
- ان شاء االله.. يالا يا روح
علي الجانب الثانيه كانت نعمه وهي تضم روح قائله بحب :
- هتوحشني اوي يا روح
روح :
- وانتي كمان يا داده نعمه هبقي اتصل بيقي علي طول
نعمه بابتسامة :
-ماشي يا حبيبتي
ثم تسمع صوت مصطفى ينده عليها وتاتي الهام من الخلف هاتفه بعصبيه :
- ما يلا ياختي ولا فرحانه بصوت جوزك اللي عمال ينده
لتشعر بالكلمات وكأنها قد توقفت بحلقها لتنقذها نعمه من بؤسها وهي تنظر لها وتصمت، قالت نعمه لتهدئه الوضع:
- يلا يا روح و خلي بالك من نفسك
نظرت روح إليها بابتسامة خفيف وقالت :
-حاضر يا داده مع السلامه
ذهبت روح بعد ان ودعتها و رحلت الي زوجها والذي استقبلها قائلا :
- يلا يا روح عشان ما نتاخرش
اقتربت منه وهي تحمل نور بين ذراعها هاتفه بهدوء :
- انا اهو خلاص
هز مصطفى رأسه وقال بصوت عالي :
- يلا يا خالتي انتي كمان
صعدت رقيه و قالت وهي تغلق باب السياره:
- انا جهزت اهو يا حبيبي
نظر إليهم مصطفى وهم بداخل السياره ثم ركب هو الاخر مرددا :
- ماشي يالا
و يصعدوا السياره يرحلون وكان هناك عيون ترقبهم بحقد و بغل .. وتتوعد في سرها قائله:
- افرحي طول عمرك محظوظه انتي وامك  بس واالله يا روح ما هتدوم فرحتك ده كتير و هتفضلي تدفعي اللي امك عملته فيا زمان و حسرت قلبي ....
و كان هذا صوت الهام ....
***
بعد فتره في نصف الطريق ،اوقف مصطفى السياره في منتصف الطريق، نظرت إليه روح وهي بجانبه مصطفى تسال باستغراب:
-في ايه وقفت ليه هنا
مصطفى يتجاهلا اياها و يقول:
- ها يا خالتي تحبي اوصلك لحد البيت و لا كفايه كده
رقيه وهي تحمل نور :
- لا يا حبيبي كفايه كده ابقي طمنوني عليكم  ربنا يهنيكم ويسعدكم
ثم هبطت رقيه من السياره عقدت روح حاجبيها بدهشه، متسائله بعدم فهم :
- هو في ايه هي نزلت لوحدها ليه
نظر مصطفى نحوها بهدوء وقال:
- هتروح
تفاجات من كلماته روح و أردفت بحيره :
-طب واحنا
ابتسمت مصطفى بخبث وقال بغموض :
- لا احنا ورانا مشوار مهم جدا لمده اسبوع
روح بنفاذ صبر :
- ايوه يعني فين
أجاب مصطفى بزفزه مصطنعه :
- يخربيتك زنانه بس حاضر هقولك رايحين ياستي اسكندريه
اتسعت عينا روح بدهشه وقالت :
- اسكندريه ليه
مصطفى بابتسامة واسعه :
-شهر عسل يا قمر
روح بعدم تصديق :
- بتقول ايه ده بجد
مصطفى باسف :
- معلش يا روح انا عارف انك مش بتقدري تبعد عن نور كتير بس هو اسبوع بس مش اكتر
روح وهي تمسك يده و تقول بحب :
- انا مش زعلانه طالما هبقي معاك يا حبيبي
مصطفى بغيظ :
- بذمتك ده كلام يتقال واحنا في العربيه
روح بضحك :
- امال اقول فين
مصطفى بخبث :
- لما نوصل هقولك فين
روح تبعد يديها بخجل :
-طب اتلم
مصطفى ابتسم لها قائلا :
-ههههه حاضر...بقولك ايه متعرفيش بنزينا قريب علشان حاسس العربيه هتعملها معانا في نص الطريقه
هزت روح راسها وهي تتذكر :
- اه خليك ماشي علي طول كده
اداره مصطفى السياره مثل ما قالت له :
-حاضر
وبعد مده هتفت روح :
- بس هنا اهي
مصطفى وهو يقف بالسياره :
- طيب ..انا هنزل اشتري حاجات علشان السكه لسه طويل.. عاوزه حاجه يا حبيبتي
ابتسمت روح وقالت بعفويه :
- لا شكرا يا حبيبي
مصطفى وهو يقترب بمكر :
- يابت قلت الكلام ده مش هنا
روح بخجل تبعده وهي تنظر حولها بتوتر :
-بس يا مصطفى احنا في العربيه
مصطفى ابتعد عنها وابتسم لها مرددا :
-ههه ماشي رجعلك يا قمر سلام
روح لتنظر له بابتسامة عريضه علي افعاله المجنونه وتحمد االله علي وجوده في حياتها.. وتتذكر حبه لها وتمسكه بيها..حتي بعد ان علم عنها كل شئ عن ماضيها.. وسامحها ..و وقوفه معها ضد جحود اهلها..وتذكرت ليله امس كان صبور معها الي حد كبير..لم تكن..تحلم بهذا أبدا....
وفجاء اختفت الابتسامه من علي وجهها وتحاولت لصدمه كبير...واتسعت عينيها بعدم تصديق..لم تتخيل ما تراه عينيها      و اخذت ترتجف بشده و بخوف كبير فهي  الآن بمفردها.. وتوقف عقلها لم تعد تعرف ماذا تفعل..وتدعو االله ان يكن حلم ليس حقيقه.. لكن ليس مجرد حلم...فهذه اسوء كابوس تراه ..لكن هو حقيقي ليست كابوس او حلم...

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن