الفصل الاول

19.1K 396 14
                                    

الفصل الاول.

فى مدينه الشرقيه تحديدا ،فى قصر يدل على الفخامه والثراء و الاثاث الراقي و بداخله اخذت تتردد آيات ذكر الله و تسود مظاهر الحزن، كانت فتاه جالسه تتوسط الاريكه مرتديه الاسود كانت تبدو حزينه للغايه كان الحزن باديا على قسمات وجهها اخذت تفكر فى كل ما حدث لها فى الفتره الماضيه وهي تنزل دموعها دون ان تدرى أو تشعر فقد فقدت والدتها وهى فى سن العشر سنوات من بعدها اخذها والدها لتسكن معه فى ذلك القصر لكن كان ظلام بالنسبه لها لانها كانت لا تعيش بمفردها فى القصر مع والدها بل مع زوجه والدها الهام الزوجه الأولى لوالدها واولاده فوالدتها الزوجه الثانيه ! وعندما جاء والدها بها الى القصر كانت الصدمه للجميع وقد تم كشف زواج والدها السريه من والدتها.
حاول والدها ان يجعل الهام زوجته الاولى ان تحبها وتتقبل الوضع لكن رفضت وبشده وغضبت من زواج زوجها عليها بعد تلك السنوات و ايضا لديه فتاه منها،اخذت إلهام تعاملها بذل واهانه فهى تنتقم منها لاجل زواج والدها من والدتها وكان والدها يحاول اصلاح الوضع على قدر ما يشاء ولكن لم ينفع و فشل كل محاولاته في تقارب ابنته من زوجته إلهام و أولاده منها.
وهـا هي ابنته اليوم تأخذ عزاء والدها حمايتها في الحياه والوحيد الذي كان يحبها و يرعاها، فماذا الان؟. اخذت تبكى بحرقه على فقدان والدها فهي لا تصدق ما حدث حتي الآن.
حتي افاقت من شرودها على صوت غاضباً قائله
-ماخلاص ياختى بطلى عياط ده حتى النهارده رابع يوم خلاص ربنا يرحمه
كان هذا صوت إلهام زوجه والدها الساخر منها.
نظرت أبنته إليها بحزن شديد وبصمت حيث
تبادلات النظرات لثواني، لتقول إلهام بتهكم  حاد مردده:
- شوف البت بتبصلي ازاى؟.
إجابتها هي بصوت مبحوح من كثره الدموع بقهر :
-ده أبويا مش عاوزاني ازعل ولا اعيط عليه حتي يا مرات ابويا؟.
لوت شفتيها الهام ببرود قاتل تهتف :
-ما قولتش كده بس خلاص بطلى وجع دماغ اهو راح وسابك لوحدك
نظرت لها بألم فهى الان اصبحت وحيده بالفعل وليس لديها سند في الحياه،ثم أجابت عليها متسائله بلهجه حائره :
-هو انتى مش زعلانه على ابويا؟ أصل من ساعه ما الدكتور قال انه خلاص قلبه وقف و مات، وانتى ما عملتيش أي رد فعل خالص انك زعلانه عليه.
جزت علي أسنانها بعنف ونهضت وهي تتحدث بغيظ وغيره :
-ممكن لو ما كنتيش موجوده كنت زعلت عليه،بس هزعل عليه ليه وهو مصنش العشره اللي كانت ما بينا و راح اتجوز عليا و خلف كمان منها.
هزت راسها لها بيأس و تطلعت فيها و شردت في حديثها وقالت بخفوت:
- مش ناويه تنسى وتسامحي ده خلاص مات.
صاحت إلهام بصوت عالى وحسره مردده بقهر:
- انسى،انسى ايه انسى عمري اللى راح مع ابوكي فى خدمته هو و عياله وفى الاخر يطلع متجوز عليا ،طب ليه؟ حتى مفيش سبب عيال عنده مني بدل الواحد ثلاثه وسنين وأنا شايلاه فوق راسي خدامه ليه هو وعياله يبقى ليه؟. ده جزاتي

ليدلف في تلك اللحظه عزمى و شاكر على الاصوات العاليه بعدم فهم ليتسال عزمي مرددا:
- فى ايه ياما انتم بتتخانقوا ولا ايه
لترد روح بصوت مبحوح من البكاء عليها:
-طب انا ذنبي ايه بكل ده؟
لتهتف إلهام بصياح قوي تقول :
-ذنبك انك بنت اللى ما تتسمى زينب امك اللى لافت على جوزي و اخذته مني ومن بيتي و عياله علشان يتجوزها وتعيش في العز و تاخذ مكاني في القصر
شعرت روح بالإهانه الي والدتها المتوفيه ومع ذلك حاولت عدم الرد بالمثل، وابتلع اهانتها وتجيب قائله بصوت خافت :
-لو سمحت ماتغلطيش فى امى لا انتى ولا أنا نعرف بابا اتجوز ماما ازاي؟ وبعدين الاثنين ماتوا عيب نتكلم على حرمت ميت بقي.
غضبت الهام بشده لتهتف بانفعال:
- نـعم،نعـم عيب انتى هتعلميني العيب كانت عرفته امك يا اختى قبل ما تاخد جوزي مني وبعدين ما هى باينه زى الشمس امك كتنت على قد حالها يبقى ايه ،قالت واحد غنى هيعيشنى هانم يبقى ليه لا؟ مرسمش عليه ويتجوزنى و أعيش هانم.
ثم اكملت حديثها ونظرت بشماته قائله :
-بس اهو ربنا خدها وملحقتش تتهني في العز
نظرت روح لها بألم وقالت بمراره:
- برضه يا مرات ابويا ده امى ما يصحش كده
تكلم أخيرا عزمى اخوها وابن الهام الاكبر حتى ينهى الحوار لكن أنه رغم حجمه الضخم وهبته فى البلد وسط الفلاحين الذى يخافون منه ولكن لا يرد كلمه لامى ودائما يستمع لها وينفذ.. عزمى بلهجه امر:
-خلاص بس وانتى كمان ذى امك عيب تردى عليها
لتهفت روح سريعا محاوله شرح موقفها قائله بتبرير:
- هو انا رديت ولا اتكلمت حتي
تطلعت فيه بعيون حاده مردده بسخريه :
- لا ياختى ردى ما ده اللى ناقص يا بنت زينب
تدخل شاكر حتي يدافع عن روح فهو منذ توجدها هنا بالقصر قد بدأ يشعر انه قلب يدق لها بشده، تحدث شاكر وهو ينظر لها قائلاً :
-خلاص يا خالتى حقك عليا أنا،معلش بس حتي علشان الناس إللي بره
ليقول عزمى باقتضاب متحدثا قائلاً :
-قولهم يا شاكر دول مش داريانين  بنفسهم يالا يا روح على فوق أنتي كمان
لتنظر إليهم روح بيأس وحسره وتقول فى نفسها :
-انها البدايه فماذا بعد؟
لتتحرك لتصعد سلالم القصر بحزن شديد علي والدها وعلي حالها، تقدمت نحو غرفتها لتقابل فى وجهها نعمه مساعده المنزل انها سيده حنونه معها وتعاملها بطبيه والذى تربت على يديها،قالت نعمه بحنيه :
-معلش يا بنتى متزعليش
هتفت روح بيأس وإحباط تردده بمراره :
-انا تعبت يا داده نعمه
أجابت نعمه عليها بود:
- تعبتى ده ايه ماينفعش من اولها كده،ده انتي لسه هتشوفي
تطلعت فيه بعيون دامعه لتقول بمراره :
-انتى بتوسينى ولا بتخوفينى منهم
هزت راسها برفض لتقول بجديه :
-لا بعرفك اللى هيحصل ماينفعش تبقى ضعيفه كده افتكري كلام ابوكي ليكى قبل ما يموت
ابتسمت ابتسامه دون حياه تردده بوهن :
-ابويا هو فين ابويا ماخلاص راح وسبنى لوحدى هو كمان ذي ماما.
اقتربت منها تمسح علي كتفها وهي تتحدث كلماتها بعقلانيه :
-مش بأيده يا بنتى وبعدين ده يا عينى عليا قبل ما يموت كان اخر كلمه قالها ماتضعفيش ليهم يا روح علشان كان عارف أنه ده اللى هيحصل يبقى ايه ..خليكى قويه واسمعي كلامه
هدات روح قليلا تفكر في حديثها ثم قالت بدموع امل مرددة :
-يـارب
روح ذات العيون الخضراء الحزينه دائما التي تشد من ينظر لها والوجه بياض لون الثلج وملامح جميله جدآ لها جمال خاص والجسم متناسق والطول قصيره القامه والشعر البنى وناعم وطويل لكن يغطى بالحجاب والسن 19سنه
***
زفر عزمى بقوه وهو يجلس أمام والدته بضيق شديد معاتب إياها بكلماته قائلاً :
-ايه يا امى مش قادره تمسكى نفسك والعزاء شغال حتي.
تجاهلت والدته حديثها وهي تقول بلهجه أمر:
- اسمع البت دى مش قادره اشوفها اكتر من كده في بيتي
اتسعت عيناه عزمى بدهشه وقال بعدم فهم:
-نعم يعنى اعمل ايه؟. اطردها بره البيت ولا ايه عشان الناس تقول علينا ايه.
إجابته الهام وهي تصيح بغضب:
- انا ما قلتش اطردها بس مش عاوزها قدامي من النهارده في البيت
عقد حاجبيه باستغراب واجاب عليها بحيره:
-ايوه يعني اعمل ايه؟.
نظرت إليه بصمت عدد ثواني ثم هتفت بصوت قاسي دون نقاش :
-تتجوز اول عريس يجلها جوزها على طول و خليها تغور من هنا
هتف عزمى باستنكار وصدمه :
-تتجوز
قالت الهام بتأكيد علي حديثها بعدم مبالاه:
- ايوه مالك اظن كده الناس مش هتقول حاجه
هز رأسه عزمي متمتماً بحيره :
-ايوه بس ابويا لسه ميت مش هينفع دلوقتى خالص
لتقول إلهام بصوت غاضب شديد عند سيرة زوجها بقسوه شديده :
-اديك قلت مات خلاص يعني مبقاش ليه وجود في الدنيا
هتف عزمى بضيق مكتوم :
عيب يا ياما ده مهما كان ابويا برضه مينفعش تقولي عليه كده
جزت إلهام علي أسنانها بعنف ونهضت تفكر كيف تتخلص منها باي ثمن حتي هتفت باقتراح :
-طب بص بلاش فرح دلوقت خليه كتب كتاب على طول وتروح بيت جوزها من غير فرح وهيصه
نهض عزمي متقدم منها يهتف باستغراب :
-فى ايه اللى يسمع كده يقول جايبه لها عريس
هزت راسها برفض قائله بصوت حاد:
- لا انا بقول اول عريس يتقدم وافق على طول وبلاش فرح و هيصه عشان محدش
يقول حاجه
تنهد عزمي مستغرب من إصرارها ليقول:
-ياسلام فجاه كده مش طايقها ما هى بقلها سنين هنا ايه الجديد يعني
صمتت لحظه باضطراب وقد تجمعت دموعها بداخل عينيها ونظرت إليه وهي تجيب عليه بشرود وصوت حزين :
-اديك قلت سنين، سنين وانا كاتمه فى قلبى وساكته من ساعه ما دخل ابوك عليا بيها وقالي دي بنتى من مراتي التانيه وهتعيش هنا غصب عني وسكت و رضيت بالأمر الواقع طول عمري بس خلاص مش قادره جبت اخرى حس بامك و ماشيها من هنا يا عزمي انا لو البنت دي فضلت شهر واحد بس هموت.
شعر عزمى بالاسي والاشفاق علي والدته لينظر إليها بحزن مرددا :
-خلاص ياما هاعملك اللى انتى عايزه.
كان شاكر وقتها يجلس ويستمع للحوار كله بصمت وقلبه يصرخ بألم أنها لم تكن لغيره وهو الذى عشقها من اول مره وقعت عيونه عليها، لذلك لابد أن يفعل المستحيل لتصبح إليه.
***

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن