الفصل الثلاثون والأخير.
هبط مصطفى وذهب الي محل قهوه الذي امام المنزل وينده علي حسن.. اقترب حسن وهو يجلس أمامه قائلا:
- مصطفى خير
مصطفى يقترب وهو جالس :
- خير ان شاء االله هو انت لسه بتشتغل مع العيال البايظه بتوعك دول
أردف حسن بضيق :
-بتسال ليه علشان تقعد تقول ذي كل مره ابعد عنهم سكتهم وحشه و الكلام ده
مصطفى بنفي :
-لا انا عاوز منهم مصلحه
نظر إليه حسن بدهشه :
- نعم و ده من امتي
قال مصطفى بعدم رضا :
- اهو اللي حصل هتوديني ليهم ولا لاء
حسن وهو ينهض :
- طيب تعالي معايا
***
كانت روح جالسه بجانب النافذ تستند براسها علي الزجاج و تنظر للفراغ بحزن فلم يوصلوا لنور لحد الآن لقد مره عده ايام...وكان مصطفى دائما يبحث عنه و يحاول الوصل له ويطمنها بان سيرجع لها ولكن هي ليست حزنها فقط علي نور! فهي لاتنسي إبدأ ابشع مشهد حدث امامها...وهو حادث الهام... لكن رغم مافعلته بها... كانت حزينه عليها.
ليقطع شردها دخول مصطفى لها :
-روح
أجابت روح دون النظر اليه :
-لقيت نور
مصطفى يتنهد :
- لسه بس والله ما ساكت
روح هزت راسها بصمت ، مصطفى يقترب منها ويجلس بجانبها :
-انا اسف
نظرت روح له باستغراب :
-علي ايه
مصطفى بحزن :
- علشان معرفتش احميكي انتي ونور
روح بجدية:
- لو في حد المفروض يعتذر فهو انا يا مصطفى علشان دخلتك معايا في دوامه مشاكل ملهاش اخر
مصطفى باعتراض:
- قولتلك قبل كده انا ما اشتكتش ومش زعلان علي انا في
لتنظر روح بابتسامه هادئه و تقول :
- و لا أنا زعلانه منك علشان انا متاكده اني نور هيرجع ليا.. هو طول المشوار معايا وهيفضل معايا صح
مصطفى بابتسامه :
- صح
هتفت روح بدموع :
- يارب
مصطفى بعتاب:
- مالك بس
روح بحزن:
-خايفه المره دي ما يرجعش هو تعب معايا اوي
أقترب منها مصطفى يضمها الي صدره :
-هششش هيرجع هو طول عمره معاكي و مش هيسيبك مش ده كلامك
ابتعدت روح تنظر له :
- تعرف ان نور كان عنده حق لما خلاني اوافق عليك
مصطفى باستغراب :
-مش فاهمه قصدك
قالت روح وهو تمسح دموعها:
- لما سكت معاك حسيت كانه بيوصل رساله انك عمرك ما هتئذيني علشان كده وافقت علي الجواز منك
مصطفى بمرح:
-بجد، لا انا لازم أشكر نور علشان خلاكي توافقي عليا
روح تبتسم بحب و تدفن نفسها في حضنه
مصطفى بتردد :
-روح في سؤال نفسي اسأله ليكي من زمان؟؟
روح بتعجب:
-ايه
مصطفى ليقول بصوت مترددا :
- هو انتي عمرك ما كرهتي نور يعني علشان
ويصمت لتفهم روح وتتنهد و ابتعدت عن حضنه :
- لا اكيد كرهته اوي كمان و وافقت انه ينزل لما حملت فيه ولما كنت بفتكر حملي كنت بقرف منه اوي و بفتكر اللي حصلي...و كنت دائما بقول ان كل ما ابص عليه هفتكر تفاصيل اغتصابي...بس فجاه داده نعمه هي اللي نبهتني لي و قالتلي..انه مظلوم ذيك و ده يعتبر ابنك انا اتعصبت اوي و اضايقت من الكلمه..و مقدرتش اتخيل انه ابني وقتها ...بس لما بقيت لوحدي في المخزن و ما لقيتش حد معايا و زهقت من الوحدة اللي بقيت فيها... فجاه في يوم لقيته بيخبط في بطني جامد كانه بيقولي إنتي مش لوحدك انا اهو...و ابتدأت... اتكلم معاه علي طول وعلي كل حاجه بتحصلي و لسه هتحصل و كنت بحس كأنه هو كمان بيرد عليا... حبيته اوي وبقيت مقدرش اعيش من غيره ...ده حته مني يا مصطفى صعب اكرهه مهما كان...حتي لو جايه عن طريق اغتصاب... او حتي ذي ما بيقولوا عنه ابن حرام بس في النهايه ابني...و مالوش ذنب في حاجه ومينفعش اكرهه صح
كان مصطفى يتستمع باهتمام و ابتسم و قال بحب :
-صح
هتفت روح بقلق :
-هيرجع صح
اجاب مصطفى وهو يحاوطها بذراعه بحنان:
- صح
***
كان مصطفي يقف امام فيلا والد حازم يرقبه هو و حسن.. و ظل كل يوم هكذا، هتف حسن وهو بجانبه بالسياره :
- وبعدين يا مصطفى بقالنا كل يوم بناجي هنا وانا ولا فاهم أحنا بنراقب مين
نظر إليه مصطفى بضيق :
- ما تبطل زن يا حسن لما الاقيه هقولك عليه
أردف حسن بحيره:
- ايوه هو مين ده
مصطفى بتوعيد:
- مش مهم تعرف، المهم ياجي هنا وبس
تقدمت رقيه من روح وقالت بابتسامه هادئه:
- يلا يا روح تعالي كولي معايا
روح بضعف :
- ما ليش نفس يا خالتي
قالت رقية بعتاب :
-ما هو مينفعش كده تعالي كولي اي حاجه
روح بتعب :
- مش هقدر والله يا خالتي
تنهدت رقية بقله حيله :
-هو مش مصطفى طمنك و قال ان شاء الله نور هيرجع
روح بدموع :
- يارب يا خالتي
رقية بزعل :
-طب ليه العياط ده بس
انفجرت روح تبكي بحرقه وقهر مردده :
-علشان تعبت هو ليه بيحصل فيا كل ده ليه مستكترين عليا نور حتي ...ليه مرات ابويا بتكرهني كده اوي...مش قدر انسي منظرها وهي العربيه بتخبطها ليه كل ده
هزت رقية رأسها بيأس وهتفت قائله :
-هو مش اخوكي طمنك وقال انها عايشه
روح بحزن :
-بس اتشلت
رقية ربت علي كتفها بحنان وقالت:
-ماتحمليش ذنب مش ذنبك يا روح هي اللي عملت في نفسها كده ،شرها اللي وصلها لكده
اردفت روح بدموع تتساقط بمرارة :
- طب انا ليه بيحصلي كده، ده كل ما اقول خلاص هعيش حياه طبيعيه تحصل حاجه هو انا مش مكتبلي الفرحه خالص ليه
نظرت رقية إليها لحظات ثم قالت بابتسامة خفيفه:
- تعالي يا روح نامي علي رجلي عاوزه اقولك علي حاجه
روح تنظر ليها ثم تقرب تنام علي ركبتها بتعب شديد ، مسحت رقيه علي شعرها وقالت:
-اقولك علي حكايه حلوه اوي سمعتها زمان مره زمان كان في واحد ضابط كان قاعد في القسم و دخل عليه راجل كبير في السن، كان مهموم و حزبن جدا جايه يشتكي
الضابط :
- مالك
الراجل العجوز :
- ا يا ابني انا عندي 7 اولاد كلهم عميان ولا واحد فيهم بيشوف وفي يوم عرفت اني اقدر اخلي اتنين منهم يشوفوا النور...بس في بلد تانيه و العمليه تمنها الف دينار
رد الظابط :
- طب ايه اللي حصل
الرجل العجوز :
- انا جهزت العربيه و الفلوس و اخذت معايا ولادي الاتنين وانا فرحنا اوي اني اتنين هيشفوا من ولادي بس لما خرجت ملقتش العربيه، اتسرقت بالفلوس اللي جوها
اكملت رقيه مردده حديثها قائلة :
- تخيلي كده واحد علي قد حاله فضل سنين يجمع في الفلوس بالعافيه علشان يشفي اولاده بيها...يعني ولا سلم من العربيه ..ولا الفلوس اللي فضل يجمع فيها سنين ولا اولاده شافوا النور
الظابط ليخفف عنه :
- لعلها خير ان شاء الله متعرفش ربنا شايل ليك ايه
-بس هو ولا هنا كان الهم ركبه وحزين جدا والظابط أخذ نمرت العربيه و الرجل مشي وهو مهموم جدا الامل من اللي رح منه.
وبعد مده الظابط لاقي العربيه موجوده في الصحراء و سليمه و كمان جوها الفلوس و الظابط فرح و اتصل بالرجل العجوز
الظابط :
-عندي ليك بشاره حلوه
رد الرجل العجوز :
-وانا كمان عندي خبر حلو بس قول انت الاول
الظابط مبتسم بسعادة:
- انا لاقيت العربيه بالفلوس كامله
الرجل العجوز بدهشة كبيره و سعاده اكبر:
-و انا اولادي شافوا النور من غير فلوس...
الظابط بدهشه :
- ازاي
رد الرجل العجوز :
- من عند الله
رقيه تنظر لروح :
- فهمتي حكمت ربنا اراد اني العربيه تتسرق علشان نظرهم يرجع لوحده وكمان كان ممكن لو عملوا العمليه نظرهم كان ممكن ميرجعش
روح تهز راسها ودموعها تسقط علي وجهها بندم مما قالته
و تكمل رقيه بحنان وقالت :
- شوفتي ازاي بتتعقد اوي في ثانيه وفي ثانيه بتتحل...كل حاجه بتحصلك يا روح ليكي اكيد ربنا ليه حكمه في كده لعلها خير ان شاء الله
روح وهي تمسح دموعها وتهتف :
- أستغفر الله و اتوب اليك..... يارب
***
كان مصطفى و حسن يقفون مثل كل يوم امام الفيلا بيرقبوها.. هتف حسن بزهق :
-ياريت المره دي ياجي بفايده
مصطفى بضيق :
-ما تبطل ياض زن...
وقبل أن يكمل مصطفى حديثه ليجد سياره توقفت امام الفيلا و هبط منها حازم وهو يدلف الفيلا
مصطفى بلهفه :
- اهو هو دي
نظر حسن بسرعه:
- ده! طب هنعمل ايه
مصطفى بجدية:
- استني لما يخرج ونطلع وراه بس اوعي يحس بيك
حسن بثقه:
-عيب عليك
بعد فترة وجيزة خرج حازم مره ثانيه و ركب سيارته، أردف مصطفى بلهفه :
-اهو خرج تاني، اطلع وراه بسرعه يا حسن
أدار حسن السياره خلفه حتي ما حازم توقف امام مكان و هبط من سيارته، هتف حسن متسائلا باهتمام :
- اهو وقف اهو هنعمل ايه
مصطفى بتفكير :
-اكيد الواد هنا ...حسن اتصل يالا بالرجاله ياجوا هنا بسرعه
نظر حسن له واجاب:
- ماشي
***
في منزل رقية
رقية بدهشة:
- مصطفى انت نازل تاني هو انت كل يوم كده
مصطفى باستعجال :
- معلش يا خالتي مشوار مهم هي روح فين
إجابته رقية وقالت بحزن عليها :
- جوه ومش راضيه تاكل ولا تشرب ادخلها اتكلم معاها
مصطفى يتنهد :
-حاضر
مصطفى يدلف لغرفتها :
- روح
روح تنظر له و تصمت ،مصطفى يقترب منها قائلا بعتاب:
- و بعدين هتفضلي كده كتير ...هو انا مش قولتلك نور هيرجع
روح تنظر له بخيبه امل
مصطفى ابتسم لها قائلا :
- طب لو قولتلك اني عرفت مكانه هتاكلي وتسمعي الكلام
روح تتنفض بلهفه شديدة :
- بجد يا مصطفى طب هو فين رجعهولي ابوس ايدك
مصطفى بجديه :
-هيرجع لك يا روح صدقني لو فيها موتي هيرجع.....
لينهض مصطفى للخارج بعدها، بينما نهضت روح و تنده عليه بسرعه:
-مصطفى
مصطفى يلتفت لها يطمنها :
- متخافيش هيرجع
روح تتقدم له و تحاوط وجهه بيدها و أمامه وجهها لتقول :
- انا زي ما عاوزه نور يرجعلي بالسلامه عاوزاك انت كمان ترجعلي بخير
مصطفى يبتسم لها و يهز راسه بنعم.
روح تقترب وتقبل شفتيه بخوف وتبعد وتقول بهمس :
-خلي بالك من نفسك
مصطفى ينظر لها قائلا:
- حاضر.
كان حازم داخل المنزل بيجهز نفسه للرحيل بنور. ليسمع صوت ضرب بالخارج ليخرج الصلاح اللي معه ويمسك نور و يتفاجا بالباب بيتفح جامد و يدخل مصطفى
حازم بتحذير:
- لو قربت مني هقتله سامع
مصطفى بغضب شديد :
- بتتحامى في عيل يا كلب سيب الواد
حازم ابتعد للخلف بتوتر شديد قائلاً بصرامة:
- لا و لو قربت هقتله
مصطفى يقترب بصياح :
-بقولك سيب الواد
***
كانت في نفس اللحظة روح تجلس علي سجاده الصلاه تبكئ بقوه و دموعها تملئ وجهها بخوف شديد.. و هي تدعي ربنا ينجي طفلها و زوجها.. ليرجعوا لها بالسلامه.
هتفت بخفوت وبصوت امل في الله عز وجل:
- يارب. استرها ... يارب.
***
اشاره مصطفى براسه لاحد الرجال خلف حازم والتفت حازم ليضربه من خلفه لكن لم يلحق و ذهب مسرعة مصطفى حتي ياخذ نور منه و نجح في ذلك، ليهتف مصطفى بصوت عالي :
- حسن
يدلف حسن الي الغرفه :
- نعم
مصطفى بصوت صارم :
- خد الواد ده وسيبني لوحدي معاه
هتف حسن وهو ياخذ الطفل بقلق شديد :
-هتعمل ايه يا مصطفى بلاش دي مش سكتك
مصطفى بعصبية :
-حسن اخلص
هز رأسه بضيق حسن ينظر له و يخرج حامل الطفل.. بينما نظر مصطفى لحازم بغضب وحقد
حازم برعب :
-انت هتعمل ايه
أقترب مصطفى باستهزاء :
-ايه مش انت جتلي البيت علشان اربيك (بتوعيد ) انا بقي هربيك
ويتقدم من حازم فيوجه له لكمه قويه ليسقط هو علي الارض ولم يكتفي مصطفى بذلك فيكرر مرات عديدة بينما هو يتوسل و الدماء تسيل من وجهه ، مصطفى وهو يمسك من قميصه :
-ها اتربيت و لا لسه... شكلك لسه
بينما حازم يمتلك منه الرعب ويركله مصطفى بركبته في معدته ثم يضم راحتي يديه علي بطن وهو بالارض ويذهب له ثم يسحبه من مواخرة عنقه
حازم بتوسل وتعب :
- كفايه
مصطفى بلهجه تحذير :
- اسمع لو شوفتك بس او لمحتك في حته بس قدامي ..هتبقى انت الجاني علي نفسك...وتنسي حاجه اسمها روح ولا نور فاهم ولا لاء ؟؟؟
حازم يهز راسه بتعب بالموافقة.. تركه مصطفى بعنف شديد وهو يقول بنبرة حادة:
-عارف انا لولا بس اني بخاف ربنا كنت خلصت عليك يا كلب... ويتركه و يرحل
***
كانت مازالت روح علي سجاده الصلاه تسجد وتتوسل لله حتي استمعت إلي صوت بكاء نور يأتي من الخارج، لترفع راسها و تقول بفرحه:
- نور!!
نهضت بسرعه لتركض للخارج لتري مصطفى يحمل نور و يبتسم لها بحنان و حب.
تقدمت منه روح وهي تنظر لمصطفى بدموع شكرا و امتنان و تتقدم لتاخذ نور و تحمله بفرحه، وتقبله وتضمه باشتياق كبير
هتفت روح بفرحه عارمه :
-وحشتني وحشتني اوي يا حبيبي ..
لتاتي رقية وتقول بفرحه :
-نور
نظرت لها روح بدموع وابتسامه :
- نور رجع يا خالتي
هتفت رقية بابتسامه :
-حمد علي سلامه
ثم نظرت رقيه الي مصطفى بشك هاتفه بجدية :
-رجعته ازاي يا مصطفى
روح تنظر له بخوف بينما قال مصطفى بهدوء :
-مش مهم المهم انه رجع
رقية بحذر :
- مصطفى
مصطفى يطمنها :
-عيب يا خالتي ما تقلقيش
***
ليخرج مصطفي من الغرفه و يتنهد براحه كبير و بابتسامه مشرقه بعد أن أحضر نور بخير إلي احضان روح مره ثانيه... لكن توقف عندما سمع صوت روح تنده عليه.. أردف مصطفى وهو يلتفت :
- نعم يا روح عاوزه حاجه
بينما روح لم ترد بل القت بنفسها في حضنه و تلف ذراعيها حول رقبته و تهمس:
- وفيتبوعدك ليا و رجعتلي نور...
و تقترب لتطبع قبله علي رقبته بحب و تكمل بهمس :
- شكرآ علي كل حاجه، يا احلي حاجه في حياتي
وتبتعد مسرعة بخجل شديد...بينما مصطفى يقف كالصنم لا يصدق ما حدث وهو يتنهد ويتذكر حديثها و يبتسم بفرحه.
***
لتدلف روح الغرفه و تبتسم براحه و تنظر إلي نور وهو نائم علي الفراش و تقترب منه و تجلس بجانبه و تقول بحب خالص :
-كل مره بتبعد عني بقول خلاص هتقف لحد هنا و مش هتكمل معايا المشوار اللي بداناه سوا...بس كل مره تخيب ظني و بترجع ليا...معلش عارفه انك اتعذبت ذيي واكتر.
و تقترب منه وتقلبه من يده هاتفه براحه:
-بس المهم انك في الاخر هتفضل.. وهتفضل نور روح....
ليدلف فجاه مصطفى للغرفه ويقول :
- روح اخوكي عزمي بره؟.
أردف عزمى بابتسامه عريضه :
- ازيك يا روح
أجابت روح وهي تجلس أمامه بهدوء :
-الحمد لله
حمحم عزمي قائلا :
- احم حمد الله علي سلامه نور
شعرت هنا بالقلق لتقول روح بحذر :
- الله يسلامك
ليقول عزمي لمصطفى :
- ليه ما قلتليش يا مصطفى مش قولتلك لو عرفت مكانه تقولي علشان اساعدك
هتف مصطفى بهدوء :
- شكرا يا عزمى هو رجع وخلاص
عزمى بحزن :
-ولا كنت خايف تقولي مكانه لعمل فيه حاجه
هز رأسه مصطفى بتوضيح وقال:
-لا خالص الموضوع مش كده بس انا اول ما عرفت مكانه خوفت ليهرب علشان كده وبس
قال عزمي بضيق من نفسه :
-ماشي
ليعم الصمت لمده دقائق، ثم نهض مصطفى متسائلا باستفسار:
- احم طب انا هقوم اعمل ليك شاي
هتف عزمي بهدوء:
-مفيش داعي
تحرك مصطفى و هو يقول :
- لا ازاي لازم ثواني وهعمل لك كوبايه شاي
ويذهب ويتركهم بمفردهم ، نظر عزمى إليها متسائلا باهتمام:
-بقيتي عامله ايه دلوقتي يا روح
أجابت روح باستغراب قائله مستنكرة بشدة:
-كويسه
عزمي بتنهيد :
- يارب دائما، احم روح انا اسف
هزت راسها بعدم فهم لتقول روح بدهشه :
-اسف... اسف علي ايه
ليقول عزمي بسخريه حزن :
- علي ايه ..علي كل حاجه عملتها معاكي علي ظلمي ليكي انا وماما وعلي عدم وقفتي جانبك في محنتك وعلي الوجع اللي سببتهلك بسبب لما كنت عاوز احرمك من ابنك وعلي اني معرفتش اجبلك حقك.. و علي كل حاجه و اني بحسبك علي حاجه ملكيش فيها ذنب من الاساس... كل ده و بتسالي علي ايه ....انا اسف بجد يا روح سامحيني
كانت روح تنظر له بحزن ولم تتحدث، ليقول عزمي بخيبه امل :
- انا مش هضغط عليكي بس حاولي تسامحيني عن اذنك...
لينهض حتي يرحل ثم التفت ليسمع صوت روح تنده عليه، عزمى وهو يلتفت بلهفه:
-ايوه يا روح
لتقول روح بحسره :
- عارف ايه اول حاجه كنت مستنيها منك من ساعه اللي حصلي
عزمي ليهز راسه بعدم معرف
روح بدموع :
- حضن ...انك تحضني واحس بالأمان
لينظر عزمي لها بحزن و يفتح ذراعيه لها بندم حقيقي و... تركض روح و تحضنه بقوه وتبكئ بقوه و هو يحاوطها بذراعيه و يحاول ان يخفف عنها حزنها ، ربت عزمي علي كتفها بحنان :
-هشش بس اهدي يا روح انا اسف بجد ... اسف علي كل حاجه عملتها معاكي
هتفت روح بصوت متحشرج :
- خلاص يا عزمي انسي
أجاب عزمي وهو يبعدها و يمسح دموعها:
- انتي طيبه اوي يا روح وان شاء ربنا يعوضك عن اللي حصلك
لتقول روح بابتسامه خفيف :
- بس هو عوضني خلاص صدقني كفايه عليا اوي انت و مصطفى و نور
عزمي ابتسم :
-ربنا يخليهملك يارب
هتفت روح بدعاء :
- يارب
ليقول عزمي بتردد :
-روح ممكن طلب اخير
قالت روح باستغراب قائله :
- نعم
صمت ثواني ثم هتف عزمي يتنهد بقله حيله ويأس :
- حاولي تسامحي ماما يا روح هي خلاص انتهت مش هضحك عليكي و اقول لك انها ندمانه بس خلاص معديتش الهام بتاعه زمان ولو شفتيها دلوقتي هتصعب عليكي
روح تاخذ نفس عميق و تهز راسها بنعم
عزمي يبتسم و يقول بحنان:
- طب انا ماشي عاوزه حاجه
روح لتقول بسرعه :
- ابقي اسال عليا يا عزمي ما تنسانيش
رد عزمي بتلقائيه :
- عمري ما هنساكي يا بنت ابويا
لتبتسم روح بابتسامه مشرقه و يرحل عزمي و تلتفت روح للخلف براحه لتشهق بخضه وهي تري مصطفى أمامها.
قال مصطفى بضيق زائف :
- فرحانه انتي بحضن اخوكي صح
ابتسمت روح بشده وهي تقول :
- انت بتغير يا مصطفى من اخويا
مصطفى بسخرية:
- مش انتي اللي فرحانه بحضنه يا اختي
لتضحك روح بشده عليه وتقترب و تهمس بعشق :
- مهما كان حضنه دافئ بس هيفضل على طول ..حضنك انت مصدر امان ليا و ترمي نفسها بحضنه بحنان.
مصطفى يبتسم و يحاوطها بذراعيه بحب :
-وحشتني اوي يا روح
رديت روح بابتسامه :
- وانت كمان يا مصطفى
مصطفى بمكر :
- طب ايه هنفضل نوحش بعض كده وبس
روح لتفهم ما يرمي و تدفن نفسها بحضنه وتقول بخجل :
-مصطفى انت لسه تعبان
مصطفى ليبعدها ويقول بصوت مبحوح من الاشتياق :
- انا تعبان من بعدك ليا يا روح
روح بكسوف :
-وانا كمان.
مصطفى ليبتسم لها بلهفه و يقترب منها ليرفع وجهها إليه واصبح وجهها مقابل وجهه ويهتف بعشق :
- بعشقك يا روح ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك
لم تتحمل روح هذا الحب النابع من كلماته وعيناه لتقترب و تقبله برقه و تبتعد بسرعه و ليسرع هو فاقتراب يميل عليها والتهم شفتيها يشفيه بقبله عميق و رقيقه يعبر لها عن حبه و كم اشتاقه لها.
ويبتعد عنها و يميل ليرفعها بين ذراعيه بسرعه وهي ترفع يدها و تلفها حوله و يدلف بها الغرفه بلهفه و ينزلها علي الفراش بهدوء...و مازال يقبلها و يحتضنها و خجلت هي عندما شعرت بأنه يزيل ثيابها وسرعان ما شعر بها تبعد عنه من شده خجلها ليهمس بشغف امام شفيتها
- بحبك يا روح
لترتخي قوتها مره اخري عندما سمعت صوته العميق ليعود لتقبيلها مره اخري برقه و حنان واستلمت مره اخري لتلك اللحظه الساحره بينما هي لا تستطيع ان تبعد عنه....
وليرفع يديه هو ليغلق الانور و اكمل عشقه وكانه يعوضها علي ما أصابها و يجعلها تختبئ بداخله قلبه عن العالم..حتي إنتهاء كل شئ و اخذها الي احضانه بحمايه.
كان عزمي ومعه جابر و عرفان بداخل السياره و يسيرون الي الشرقيه، وفجاه اوقف جابر السيارة، تسال عزمي وهو يجلس في المقعد الخلف :
- وقفت العربيه ليه يا جابر
اجاب حابر باستغراب قائلا :
- مش عارف والله يا عزمى بيه هي وقفت لوحدها
عزمي تنهد بضيق شديد وقال:
- طب انزل شوفها يا جابر
هز رأسه جابر قائلا :
- حاضر
هبط جابر من السياره ليقف فجاه متجمدآ مكانه ولم يتحرك من الذهول، عقد عزمي حاجبيه متسائلا بتعجب :
-وقفت ليه كده في ايه
اجاب جابر بصوت متوتر بصعوبة:
- آآ هو الـ
هتف عرفان وهو داخل السياره :
- في ايه يا جابر مالك
تلجم جابر مرتبك بصدمه، بينما هبط عزمي من السياره ويهتف بعصبية :
-في ايه مالك
نظر جابر إليه بصمت، ليقول عزمي بنفاذ صبر :
- في ايه انطق
ليسمع صوت كلاكسات سياره خلفه لستعجل عزمي يلتفت إليه قائلا بخشونة :
- حاضر ثواني، وانت يالا روح شوف العربيه بسرعه
ويلتفت حتي يصعد السياره، لينطق جابر بسرعه :
-يا عزمي بيه
عزمي يلتفت بغضب شديد وهو يقول بنبرة حادة :
- في ايه
ليهتف جابر بلهفه شديدة :
- اللي اغتصب الست روح وراك اهو في العربيه دي ؟؟
يلتفت عزمي بسرعه للشخص الذي خلفه و ينظر له بغضب جاحد متسائلا باهتمام:
-متاكد
هز جابر رأسه بسرعه وقال :
- ايوه هو
صاح حازم بحده من داخل السياره :
- ما يلا يا عم عاوز اعدي
نطق عزمي بهدوء مرعب :
-جابر، عرفان
جابر / عرفان بطاعه :
-نعم
أردف عزمي بصوت حازم بشده :
- الواد ده تجيبوا دلوقتي و تحطوا في العربيه بسرعه يالا ..
***
في الشرقيه.
ليجلس عزمي أعلي المقعد وهو ينظر بغل و غضب لحازم وهو نائم أمامه علي الارض فاقد الوعي.. و بعد دقائق يفوق حازم و ينظر حوله ليجد نفسه مكان مظلم و يقع نظره علي عزمي.. هتف حازم بخوف :
-انت مين
اجاب عزمي ببرود :
-انا اللي هاخد روحك بأيدي
هز رأسه حازم برعب :
- نعم انت عاوز مني ايه
مط عزمى شفته ببرود قائلا بجدية :
-ما قلتلك هي شغلانه
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة وهو يقول بنبرة متوتره :
- آآ انت مش عارف انا مين ولا ايه ابويا لو عرف مش هيرحمك
ضحك عزمي بشده وهو يهتف بشراسة :
-هههههه لا يا راجل ابوك ههه بس اديك قلت لو عرف بس هو مستحيل يعرف
انقبض قلب حازم بخوف شديد وقلق بينما نظر عزمي حوله علي المكان قائلا :
- عارف انت فين هنا؟ المكان ده بسبب اللي عملته و رغباتك القذره اتحبست هنا واحده ملهاش ذنب في أي حاجه ٩ شهور لحد ما ولدت
عقد حاجبيه حازم بشك متسائلا باستفسار :
-انت بتتكلم عن مين؟
نهض بحده عزمي صائحا بانفعال :
-علي روح يا** ايه مش فاكرها
إبتلع حازم ريقه بتوتر قائلا بصدمه :
-ه..هو انت مين؟
أجاب عزمي يجز علي اسنانه :
- انا اخوها..بس قوللي كنت رايح لي روح و مصطفى صح؟ كنت هتعمل ايه تاني فيها يااخي انت جنسك ايه
هز رأسه حازم برفض وقال بكذب :
-آآآ ما كنتش رايح ولا هعمل ليهم حاجه انا كنت رايح لحد تاني اصلا
أردف عزمي بعدم تصديق :
- لا ياشيخ كمان كداب
تنهد بخوف حازم وقال بتوسل :
- بص انا خلاص مش هقرب ليها تاني ولا نور كمان بس سيبني امشي.
ابتسم عزمي بسخرية واستهزاء هاتفاً بصوت عالي:
- تمشي ده انا مستني اللحظة ده من زمان اوي
حازم برعب :
- آآآ آنت هتعمل ايه فيا؟؟
هز رأسه عزمي بتلاعب ثم هتف بصوت كفحيح الأفاعي:
- حلو السؤال ده! هابدا من اول مكان روح اتظلمت في بسببك
قال حازم بخوف شديد :
- قصدك ايه؟
نهض عزمى ببرود وقال :
- هي فضلت هنا ٩ شهور ،انت بقي هتفضل هنا لحد ما يجيلي مزاج، بس الفرق مش هتاكل ولا تشرب
ثم تحرك عزمي للخارج يتركه ويذهب بينما صاح حازم بتوسل شديد وخوف :
- استني هنا انت رايح فين استني
لكن عزمي لم يجيب عليه وذهب وتركه و هو يتوعد له ولم يشفق عليه فهو بدأ بالانتقام الصحيح.** ** **
انتظروا الخاتمه
أنت تقرأ
نور روح (كامله) لــ خديجه السيد
قصص عامةنبــذه مختصره عن القصـه:-تحكي عن فتاه بريئه تعيش مع زوجته أبيها وتعاملها بذل و اهانه و تتعرض لاغتصاب ومن هنا يبدأ ظلمها و تدور القصة ))+√ عدد الحلقات : 31 حلقه ....." ﴿الرواية الأولي لي من كتاباتي قراءه ممتعة 💘🌹﴾ ______