الفصل الثاني

12.2K 316 3
                                    

الفصل الثاني

لقد كانت صدمه عنيفه عندما أعلن شاكر بطلب الزواج بروح شقيقه عزمي ، هو ولم يفتح موضوع الزواج إلا ذلك الأسبوع بعد وفاه والده، لقد كان شاكر حازما وهو يتحدث عن أن الوقت قد حان لتصبح روح له ليس حبيبه سريه فقط بل زوجته وحبيبته.
اتسعت عيناه عزمى بصدمه وهتف بعدم تصديق:
- مين؟.
شعر بقلق ليعود شاكر قائلا بتوتر ملحوظ:
- روح أختك،هو فى حاجه
هز عزمى رأسه برفض قائلاً وهو مازال مصدوما من طلبه :
-لا بس بصراحه مستغرب متوقعتش تكون روح اختي العروسة
قال شاكر باصرار وهو يراقب تعبيرات وجهه باهتمام :
-وليه لا يعنى مالها أختك
نظر عزمى إليه بصمت ثم هتف متسائلا بوضوح :
-ملهاش بس امك عندها علم بالموضوع ده يا عزمي
هز رأسه وهو يجيب بعدم اهتمام :
-ومالها امى بيا هو انا اللى هتجوز ولا هى
نهض قائلاً بحزم وقال بتلميح له :
-ايوه بس امك ذى امى مش بطيق روح يعنى الموضوع صعب، هتتجوزها ازاي وأمك مش راضيه عنها؟.
شعر شاكر بضيق مكتوم من حديثه لكنه لم يتوقف عن طلبه بل اكمل بقوه :
-ولا صعب ولا حاجه وافق انت وخلاص،  و ملكش دعوه بامي انا هعرف اقنعها
فأخذ عزمي نفسا عميقا وهي ويقول بجديه يحاول يوضح الامر له :
-ايوه بس
ولكن شاكر هتف يقاطعه وهو ينظر له باصرار شديد :
-موافق ولا لاء
صمت لحظه بتردد واخذ يفكر فى الامر وهو يتذكر حديث والدته وأنها لم تعد تطيق روح في المنزل بعد اليوم ثم اماء عزمي براسه بهدوء وهتف :
-طب سيبيني افكر وارد عليك
***
بداخل القصر رجع عزمي كيتحدث مع والدته عن طلب شاكر الزواج من روح وبدأ يقص عليها كل شئ بالتفصيل،نظرت إليه بعدم استيعاب وهتفت الهام بصدمه :
-شاكر عاوز يتجوز روح
اومأ عزمى بتأكيد علي حديثها قائلاً :
-ايوه مش كنت عايزها تتجوز اهو جلها اللى يتجوزها
نظرت الهام لابنها بغموض وقالت متسائله بشك:
- وايه اللي لم الشامي على المغربي تفتكر في بينهم حاجه
هز عزمى رأسه برفض وقال:
- لا الموضوع مش كده
لتهتف الهام قائله بفضول :
-اومال ايه؟.
اعتدلت عزمى في جلسته وهو يوضح لها الامر:
- الظاهر شكله كده بيحبها
اتسعت عينيها بدهشه وقالت بتهكم :
-نعم بيحبها ازاي وامتى؟.
هز كتفه دليل على عدم المعرفه وقال :
-مش عارف بس شكله النهارده وهو مصر على الجواز منها بيقول كده
صمتت لثواني قبل أن تقول :
-طب وانت قلتله ايه؟.
قال عزمى بهدوء :
-قولت له هافكر و ارد عليك
اخذت الهام تفكر ببالها حتى جاءت لها فكره نظر لها عزمى باستغراب وقال متسائلا:
-بتفكري فى ايه
نظرت إليه بابتسامه مريبه وهي تهتف بمكر:
- بص قوله انك موافق
عقد عزمى حاجبيه بدهشه وقال بتساؤل:
-يعنى أنتي موافقه أن روح تتجوز شاكر إبن اختك
اؤمات الهام بتاكيد وقالت بخبث :
-ايوه انا متاكده أن حنان اختى مش موافقه على الجوازه دي ولا عمرها هتوافق يعنى هتقوم معاها بالواجب وزياده
اتسعت عيناه عزمى وهو ينظر لها بدهشه:
-نعم اللى انتى بتقولى ده ياما
مطت شفتيها بضيق وقالت الهام بملامح جديه :
-اسمع الكلام و وافق
هز عزمى راسه بيأس فلا أحد قادر أن يجدلها أو الاعتراض فى امر ليقول :
-طب ناخد رائيها حتى
اعتدلت إلهام بحده تهتف بعصبيه:
- نعم رأيها هى دي ليها رأي تقول حاضر وهى ساكته
عزمى وهو ينظر فى ارجاء القصر و يقول بتساؤل:
- هى فين صحيح
أجابت إلهام بغيظ من ابنتها مردده :
-عند الزفته اختك فرح
تنهد عزمى متمتماً بجفاف وهو ينهض طب:
-انا هروح اكمل شغل سلام
اردفت الهام بلهجه صرامه وملامح حازمه:
-اسمع اول ما تيجي تقول لها قرينا فاتحتك خلاص يعنى مش هنرجع فى الكلام ماشى
ألقى عزمي نظره عابره متمتماً باستسلام وهو يهتم بالخروج من القصر:
- حاضر
***
في منزل بسيط للغايه، قد شعرت حنان بالذهول والاستنكار عندما أخبرها ابنها شاكر بأنه يريد الزواج من روح في تلك اللحظه حرضها وازع شيطانها على أن روح إبن زوج شقيقتها إلهام هي من اقتربت من ابنها شاكر بقصد واغوته حتي يتعلق بها بشده ويقع في عشقها الملعون مثلها مثل والدتها الخبيثه عندما أخذت زوج شقيقتها الذي وقع في عشقها هو الأخري وتزوجها و أنجب منها.
هتفت حنان والدته شاكر بصوت غاضب بشده:
- نعم عاوز تتجوز مين؟.
كان يجلس شاكر أمامها بهدوء، واومأ شاكر يراسه ببرود قاتل وهو يردد :
-عاوز اتجوز روح بنت جوز خالتي
نظرت إليه بحده حنان بعصبيه شديد قالت:
-وبتعدها تانى
اجاب عليها بنفس البرود:
- ايوه يا ماما و أنا مش هغير رايي مهما تعملي عشان أنا بحبها
شعرت وقتها حنان برغبه عارمه في قتل روح، فهي لم تحبها في يوم رغم أنها لم تلتقي منها شئ سيئ لكن يكفي بسببها الحزن الذي خيم على شقيقتها عندما تزوج زوجها عليها و أنجب روح، لتهفت حنان بانفعال:
- نعم يا اخويا هى بنت زينب لافت عليك أنت كمان ولا ايه، طب ايه رايك حتي لو آخر بنت في الدنيا برده مش هوافق تتجوزها انت نسيت قهرت خالتك بسبب امها يا ابني دول ناس مش كويسين
نهض شاكر قائلاً بغيظ وقال بحده :
-لافت عليا فين هو احنا بنتكلم بعض خالص وبعدين هي مالها بامها إللي ماتت اصلا وروح اكيد غيرها،وانا يهمني روح وبس
هزت حنان راسها بعدم اقتناع ورفض تام متحدثه بحزم :
-برده مش موافقه ولو هتموت أو علي الجواز مالها رحاب بنت عمتك حلوه متعلمه، اتجوزها هي احسن من روح
جز علي أسنانه بعنف شديد من رفضها ليقول:
- رحاب مين بس يا ماما وبعدين ما روح برضه حلوه ومتعلمه
صاحت حنان بصوت غاضب بشده :
-حلوه مش بقولك لافت عليك وعرفت تضحك عليك يا موكوس اسمعني يالا كويس ما فيش جواز من البنت دي مهما حصل سامعني ولا لاء
تنهد شاكر قليلا ثم هتف بلهجه جديه :
-طب اسمعيني انتي كمان يا أمي علشان نخلص انا خلاص فتحت عزمى وهو قال هيفكر وهيرد عليا
نظرت حنان له بعدم استيعاب وهتفت بحزن:
-بتقول ايه روحت من نفسك من غير ما تاخذ رايي يا شاكر هى البنت دي عامله ليك عمل ولا ايه
تحرك شاكر بنفاذ صبر حتى ينتهي الحوار قائلاً :
-يوووه انا ماشى وهتجوزها يعني هتجوزها غصبا عن اي حد عشان تكوني عارفه
ليرحل من أمامها بينما هي استشاط عضب حنان ثم قالت بشر:
- كده ماشى خليها تيجي و ابقى قابلني اذا الجوازه ده تمت خير
***
كانت روح وفرح يضحكان و يتسامران مع بعض حتي يخرجون من جو الحزن والكآبة أطلقت روح ضاحكه وهي تقول :
-الله يخرب بيتك يا فرح بس خلاص مش قادره ابطل ضحك
لتهتف فرح بضيق مصتنع وهي تتحدث عن أفعالها مع حماتها :
-ما هى اللى مش سيباني فى حالي
توقفت روح عن الضحك مردده :
-ايوه بس دي حماتك تعملي فيها كده يا مفتريه
أومأت فرح برأسها بمرح :
-ماهى علشان حماتى لازم أعمل كده فيها تستاهل بقى هي اللي بدات
نظرت روح بدهشه وبدأت تبتسم علي أفعالها:
- هي برده اللي مفتريه تحطي شطه فى الاكل علشان اتريقت على طبيخك في حد يعمل كده برضه
قالت فرح بغيظ منها :
-ما تاكل وهى ساكته لازم يعني تعيب على كل حاجه بعملها
لتقول روح لها بنبره عتاب:
- حرام عليكى ده ست كبيره مهما كان برده
لتجيب فرح عليها بلهجه هزار:
- بكره نشوف هتعملي ايه فى حماتك
صمتت لثواني ثم اعتدلت في جلستها تردد بهدوء :
-لا مش هعمل حاجه أن شاء الله
عقدت حاجبيها فرح باستغراب بتساؤل ليه:
-اش عرفك انها هتكون كويسه معاكي

 نور روح (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن