الجزء الثاني:
(حكاية الجارح وأم الكرامة وآخرون)
الفصل السادس والعشرون
(ظلم الحب)
بعض القصص مُقدر لها أن تنتهي قبل أن تبدأ، من الممكن أن تحدث وأن تكون قصة سعيدة كما ينبغي أن تكون، ولكن ربما في بُعد آخر من الحياة ليس الذين يعيشون فيه.
- لقائلها
في إحدى قاعات المحاضرات كانت زمرد تترفل أمام الطلبة، مازالت ترتدي قميصا وسروالاً واسعاً متضارب الألوان كعادته ولم تتخلى عن كحلها العميق، لكن ظهر عليها المزيد من النضج، خصوصا مع عقدة شعرها المتحفظة بعض الشيء.
كانت تسير فوق المنصة وأعين الطلبة جميعا موجهة نحوها بتركيز شديد، فقد كانت تملك إمكانية كبيرة للشرح وتوصيل المعلومات بطريقة ساحرة، وبالخارج كان تيم يعدل ربطة عنقه التي ارتداها أسفل قميص صوفي بينما يسير في دهاليز المبنى، لقد كان يحفظ مواعيد محاضراتها وأماكنها داخل الكلية، لذا كان يعرف جيدا أين سيجدها الآن.
عندما وصل لباب القاعة التي هي فيها، وقف خلف الزجاج دون أن ينبهها لوجوده، فقط ظل واقفاً حتى لاحظته هي بنفسها فأشارت له أنه تبقى فقط خمس دقائق وستكون معه، فهز رأسه بتفهم هادئ واستمر يراقبها بينما هي تشرح، يبدو عليها التمتع والحماس ويديها تتحرك، هكذا هي زمرد حينما تحب شيء تغرق فيه بكل جوارحها، وهي بكل تأكيد كانت تعشق التاريخ.
ختمت شرحها بابتسامة صغيرة وهي تعلن:
-والآن نختم محاضرتنا بسؤال المناقشة....
سرعان ما تصاعد تأفف من عدة طلبة وبدؤوا يتحركون في أماكنهم بملل فرفعت يديها تصمتهم:
-حسنا، حسنا لا تتأففوا هكذا، أعلم أن هذه الأسئلة ليس لها درجات لكنها تساهم في إنشـــاء...
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
Romantikرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...