الفصل الثالث والأربعون
(تحققت رؤية نوق)
دار نعمان الجليل...
كانت تنظف مخدعه وتنظر بشفقة وتشوق في ارجاءه، حتى أنها توجهت لجانبه في الفراش وأخذت تتلمس وسادته ومكانه المبعثر بحنين، بتفكير أنثوي أحمق كانت حانقة عليه وقد أملت أن يحاول مد الوصال بينهما لشوقه لها، وعندما لم يفعل حاولت هي التقرب لكنه كان يصدها بحدة.
غبية يا ورد..
عضت على شفتيها متذكرة كيف أعمتها الغيرة عن المنطق وقد اكتشفت كم كانت غبية عندما أتت الأخبار بزواج ابنة الشيخ همام بابن عمها، زفرت وألقت وسادته التي كانت تحتضنها لتتابع تنظيف المكان حتى وقعت عيناها على صندوق ملابسه وتذكرت أنها لم تنظفه من قبل.
تركت ما في يدها وتوجهت نحوه لتفتحه وبدأت بحذر تخرج عباءاته وملابسه لترى ما يحتاج فيها لخياطة وغيره، وجدت صندوق صغير وبفضول أنثوي فتحته لترتجف يدها عندما وجدت خنجر حاد رابض بداخله:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أسرعت تغلقه وتتركه جانباً بخوف وتابعت عملها حتى لمست شكمجية صغيرة، وبذات الفضول فتحتها لتجد فيها قرط جميل على شكل وردة، أخذت تقلبه فوق كفها بملامح عابسة
"أنها تعرف هذا القرط"
فكرت وهي تتابع فحصه بعين مدققة، ثم برق التذكر في عقلها، وكيف تنسى وهذا كان هدية أبيها الأخيرة لها؟ .. بعدم تصديق أخذت تتلمسه
لمَ يحتفظ بشيء كهذا؟
تسائلت بحيرة وأسرعت تنفي ذلك التفكير الذي أتى لعقلها، فأي حب هذا الذي قد يكتمه رجلاً طوال هذه السنوات؟.. بل وليس أي رجل بل نعمان.
أسرعت تغلق الشكمجية وتعيدها مكانها فارغة وتضع الملابس كما كانت، ثم خرجت من الحجرة ويدها قابضة على القرط كأنه حياتها.
أنت تقرأ
ما ذنبي؟.... عواصي الدمع
عاطفيةرواية تاريخية تحمل عبق الماضي العربي الأصيل عادتنا وتقاليدنا التي بدأنا نتناساها في ظل تطورنا. شهامة الرجال وحياء النساء.. أنها رواية عن واقع أتمنى أن نصبح عليه يوماً ما كلمة الكاتبة: هذه الرواية_ أو بالمعنى الأدق التجربة_ ما هي إلا محاولة صغيرة م...